لقد ظهرت نتائج إسناد منصب حارس عام بالإعدادي وتم مرة أخرى و بشكل واضح إقصاء أغلبية الأساتذة غير المجازين من هذا الإستحقاق باستثناء فئة قليلة شاخت في القسم و يئست كانت قد طلبت مناصب في مناطق نائية ،بينما تلامذتهم الشباب حديثو التخرج ينعمون بمناطق قريبة منهم و حسب رغباتهم . إن هذا الحيف الكبير الذي لا يخدم مصلحة المدرسة المغربية التي ننشد إصلاحها. هذا الحيف سببه المعايير المجحفة التي ما زالت تعتمدها الوزارة الوصية و التي تتضمن خللا كبيرا يتجلى في منح نقطتين كامتياز للحائزين على إجازة معرفية لا علاقة لها بالإدارة مما ضرب في الصميم مبدأ تكافؤ الفرص الذي يعتبر دعامة أساسية للنهوض بمنظومتنا التربوية ، فهذه المعايير حرمت جميع الأساتذة غير المجازين من حق سلب منهم قهرا وظلما، فمنهم من قضى بالقسم أكثر من 30 سنة يكد و يجد، و بدل منحه فرصة ولوج الإدارة ليجدد نشاطه و لكي يستفيد الأساتذة صغار السن من تجربته صار العكس هو الصحيح و بالتالي انقلبت الآية. فالسؤال المطروح هو لماذا يمنح هذا الامتياز لحامل شهادة الإجازة مادامت هذه الأخيرة تتعلق بتعميق المعارف في تخصص معين لا علاقة له بالإدارة ؟ و ماذا يمكن انتظاره من أستاذ قضى أكثر من 30 سنة بين أربعة جدران يعاني الرتابة و الملل و غياب التحفيز ؟ إن الوزارة مطالبة و بشكل عاجل إعادة النظر في طريقة إسناد مناصب الحراسة العامة و عدم تكرار أخطاء الماضي حتى لا نفقد حبنا لمدرستنا و لمهنتنا.
عبد الحق الوافي
عبد الحق الوافي