بعد الضجة التي أحدثها قرار عزل سعيد ناشيد ، أستاذ مادة الفلسفة ، من الوظيفة العمومية ، كذّب عبد الكريم سفير، الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، على ما قاله ناشيد بخصوص أن المادة تعاني من حرب داخل المغرب من قبل جهة معينة، وأن الدولة تحارب حرية التفكير والتفلسف.
وقال سفير في تدوينة له على حسابه الشخصي أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، و”لا وجود لأي قوى تشن حربا على الفلسفة”، مشيرا الى إن “وضع الفلسفة وضع اعتباري جيد داخل منظومة التربية والتكوين والتعليم الجامعي وفي الساحة الثقافية ولا توجد أي قوى تشن حرباً على الفلسفة وحرية التفلسف”، مشدداً على أن الجمعية ستتصدى بكل قوة لـ”كل من يريد أن يزج بالفلسفة في معارك إيديولوجية فارغة”.
واستفهم سفير حول :”هل كان المرحوم الجابري أو العروي أو غيرهم يتذرعون بالإنتاج الفكري للإخلال بالواجب المهني؟”، معتبراً أن “ناشيد يريد أن يعطي للملف بعداً إيديولوجيا وسياسيا يرتبط بالتضييق على نشاطه الفكري وحرية التعبير واضطهاد الفلسفة. وهذا غير مبرر”، على حد تعبير سفير.
وأضاف رئيس جمعية مدرسي الفسلفة أن ادعاءات ناشيد ستكون صحيحة “عندما تصادر كتبه، ويحاكم من أجل أفكاره ويمنع من السفر لإلقاء محاضراته أو الحضور لقنوات وتمنع أنشطته الثقافية في الملتقيات والندوات الوطنية والدولية”، متابعاً: “إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، فأين هو استهداف الفكر والفلسفة؟”.
وزاد سفير قائلا : “للأسف نحن أمام ملف تأديبي تراكمي منذ 1995 إلى 2021، خضع فيها الأستاذ لأربعة مجالس تأديبية واستفاد من التدرج في العقوبة من الإنذار إلى التنبيه إلى التوبيخ وصولا للعزل”، مردفاً: “أما الحديث عن نقطة التفتيش التي نالها وهي 19.50 فالنظام المعمول به في التفتيش الابتدائي يقوم على الأقدمية وليس على الاستحقاق عكس تنقيط أساتذة الثانوي”.
وأشار إلى أنه “كان بإمكاني ان أردد مثل الجميع المعزوفات التي يجيدها الجميع، لكني آثرت الموضوعية والفعل العاقل على العواطف والانفعالات. فناشيد الذي بشر كثيرا بالفرح خلق موكبا من الحزن على ما لا يستحق أن يحزن عليه مثله. فشتان بين واقعه المهني كأستاذ للتعليم الابتدائي وبين إنجازاته المعرفية”.
ونبه سفير إلى أن “مقام الرجل أنه باحث وكاتب ومفكر، ولعل هذا الطلاق هو فأل خير عليه حتى يتفرغ للقراءة والكتابة والتفكير والتأليف وحضور الملتقيات الوطنية والدولية وفي القنوات بكل حرية. غير أن المفكر يجب أن يكون مسؤولا وصادقا. فجل أصدقاء سي سعيد الذين اعرف تفاجأوا بالخبر”.
وتابع: “وعليه فعوض البكاء علينا أن نفرح بالحرية ونصنع أفقا جديدا للحياة. أليست هذه هي حكمة الفلسفة والعزاء؟”، مختتماً بالقول: “سعيد طفل لا يعرف بأنه بادعاء طائش يعرض سمعة المغرب الحقوقية للمساءلة ويسىء لنفسه وللمثثفين”.
عن موقع هبة بريس