التوتر والتصعيد يخيمان على علاقة الحركة النقابية بوزارة "التربية الوطنية"


علاقة متوترة بين الحركة النقابية ووزارة “التربية الوطنية” تمضي باتجاه التصعيد الاحتجاجي في ظل غياب مقاربة وسطى بين المنظوريْن؛ إذ تتشبث المركزيات القطاعية بضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار الثنائي، فيما تتفادى الوزارة ذلك.

ويشهد القطاع التربوي احتقانا متزايدا في الأسابيع الأخيرة، خاصة في صفوف “أساتذة التعاقد” و”حاملي الشهادات” والإدارة التربوية، نظرا إلى النقاط الخلافية بين الأطراف المتنازعة، غير أن ما زاد من حدة الاحتجاج هو “ضعف” تجاوب القطاع الوزاري مع مطلب الحوار.

وأعربت النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن غضبها جراء “تجاهل” مطالب الحركة النقابية بالمغرب، من خلال “إغلاق” باب التفاوض لمدة طويلة، ما دفعها إلى مراسلة الوزارة من جديد للاحتجاج على “المماطلة” في إخراج المراسيم المتوافق حولها.

وقال عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، إن “توقف الحوار الثنائي أجج الاحتقان الاجتماعي، ما يدل على أن ثقافة الحوار منعدمة لدى الوزارة الوصية على القطاع”، وأضاف: “يطلقون على الحركة النقابية مصطلح الشركاء الاجتماعيين، لكننا أبعد ما نكون عن ذلك في السياق الحالي”.

وأوضح الراقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الوزارة قاربت الملفات التربوية بطريقة انفرادية، سواء المرتبطة بالجائحة أو المتراكمة منذ سنوات، حيث يوجد 23 ملفا تربويا، بينها ملفات كبرى وأخرى فئوية، لم يتم معالجتها إثر تغييب المقاربة التشاركية”.

وأبرز القيادي النقابي أن “المشاكل تتراكم خلال هذه السنة الاستثنائية التي تميزت باعتماد التعليم عن بعد، حيث يدرس التلاميذ 50 بالمائة من الزمن المدرسي فقط داخل الحجرات، بينما يُقال عن النسبة المتبقية بأنها تتم في إطار التعلم الذاتي”.

وأكد المتحدث أن “حصيلة التعليم عن بعد صفرية إلى حدود الساعة، ولا أدل على ذلك سوى استثناء الدروس المقدمة للتلاميذ في فترة التعليم الرقمي من الامتحانات الإشهادية خلال السنة الفارطة”، معتبرا أن “الإضرابات الكثيرة التي تشهدها المدرسة العمومية ستؤدي إلى هدر الزمن المدرسي بشكل فظيع هذه السنة”.

وختم الراقي تصريحه بالقول إن “التعليم الخصوصي هو المستفيد الأول من الواقع التعليمي الراهن، ذلك أن ظروف التدريس بالمؤسسات العمومية تدفع الأسر إلى تحويل أبنائها صوب المدارس الحرة، التي يرتادها 15 بالمائة من المغاربة، وهي نسبة مخيفة لا توجد حتى بأمريكا”.

عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-