خلية تدريس اللغة الأمازيغية بالصويرة تتقاسم تجربتها المتميزة مع المفتشين الجدد بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط


بعد نجاح اللقاء التواصلي الأول بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قبل شهر، تعود خلية تدريس اللغة الأمازيغية بالمديرية الإقليمية للصويرة يوم 15 ماي 2018 للتنسيق مع مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط  لتنظيم يوم دراسي حول: "نحو تغدية راجعة لممارسة تأطيرية فعالة: تدريس اللغة الأمازيغية نموذجا".

و يأتي هذا اللقاء التواصلي بهدف الاطلاع على التجربة المتميزة لتدريس اللغة الأمازيغية بمديرية الصويرة كنموذج متميز و المساهمة في تقوية الارتباطات بين التكوين النظري المؤسس على البحث العلمي و الممارسة الميدانية المستلهمة، إبداعيا، لنفس المرجعية العلمية. و كذا تمكين الطلبة المفتشين و هم على أبواب التخرج، من رؤية استباقية للمهام التي تنتظرهم و الإمكانيات المتاحة من أجل القيام بها بشكل نقدي و إبداعي.

و قد عرف هذا اللقاء حضور كل من المفتش العام للشؤون التربوية السيد خالد فارس و مدير مركز تكوين مفتشي التعليم السيد محمد أمطاط و السيد منسق اليوم الدراسي الدكتور بودريس بلعيد، كما حضر أيضا كل من المفتش المنسق الإقليمي للغة الأمازيغية السيد حسن يكو رفقة المفتشين التربويين السيد المصطفى روذي والسيد محمد مكاري و ثلاثة أساتذة متخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية بالصويرة.


و قد افتتح اللقاء بكلمة ترحيب من مدير مركز تكوين مفتشي التعليم السيد محمد أمطاط الذي أثنى على هذه المبادرة الطيبة والتي ستساهم مستقبلا في فتح باب تقاسم التجارب مع المديريات الإقليمية الأخرى. إلى جانبه رحب السيد منسق اليوم الدراسي الدكتور بودريس بلعيد بكل الحضور متمنيا أن تعم الفائدة على الطلبة المفتشين و الاستفادة من تقاسم التجارب مع الأساتذة المتخصصين. أما كلمة السيد المفتش العام للشؤون التربوية فقد جاءت لتؤكد على أن اللغة الأمازيغية مسؤولية وطنية وجب على كل الأطراف المساهمة في النهوض بها و ترسيخ إدماجها في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين، لتعميم تدريسها بالمدرسة المغربية باعتبارها ملكا لجميع المغاربة بدون استثناء. وفي الأخير أشاد المفتش المنسق الإقليمي للغة الأمازيغية السيد حسن يكـو بهذه المبادرة القيمة و تقدم بالشكر نيابة عن فريقه على حسن الاستقبال و الضيافة. 

كما أكد في كلمته على شكر السيد المدير الإقليمي نور الدين العوفي الغزاوي على دعمه المتواصل للارتقاء بتدريس اللغة الامازيغية بمديرية الصويرة و جعلها نموذجا متميزا على الصعيد الجهوي و الوطني، كما تفضل بعزمه و استعداده على تقاسم تجربته المتراكمة من الإنجازات الايجابية مع الطلبة المفتشين.

و قد تم تثمين هذا اليوم الدراسي بمجموعة من المداخلات التي انصبت جميعها في الهيكل العام لليوم الدراسي المتمثل في التمفصلات التالية:
1-     الإحاطة النظرية و الميدانية اللتان تحددان الإطار العام للتفكير و التفكير النقدي و الإبداعي في درس اللغة الأمازيغية.
2-    رسملة التجارب التدريسية و التأطيرية بين المكونين و المفتشين والأساتذة، بغية إثراء الرصيد الخبراتي عند مجموع الفاعلين.
3-    تعميق تحليل الممارسات التعليمية في درس اللغة الأمازيغية في ضوء المستجدات العلمية الكفيلة بخلق الوعي المعرفي و الديداكتيكي بالممارسات الفصلية، خصوصا في أنشطة القراءة.


افتتحت الجلسة الأولى بمداخلة للدكتور بودريس بلعيد حول "تدريس اللغة الامازيغية و تربية التفكير" و التي قدم فيها معلومات قيمة حول تعريف التفكير ومستوياته، والتي قسمها إلى ثلاث مستويات أساسية: المستويات الدنيا و الوسطى و العليا. كما أعطى لمحة حول التفكير الناقد وسماته و التي لخصها في أربع نقط أساسية الوضوح و الصحة و الدقة و الربط، كما تطرق في الأخير للعمليات العقلية التي يقوم بها المبدع أثناء التفكير و المتمثلة بالخصوص في الانتزاع و التعديل و الربط و التكييف .. ثم تلته مداخلة السيد المفتش المنسق الإقليمي للغة الأمازيغية بمديرية الصويرة السيد حسن يكو حول " آليات تأطير تدريس اللغة الأمازيغية: مشروع مشترك بين كافة الفاعلين"، و التي سرد فيها سعيه لتقاسم التجربة الناجحة و جميع المعطيات المتعلقة بتأطير تدريس اللغة الأمازيغية بالإقليم، وذلك من خلال مجموع التجارب و اللقاءات التواصلية والورشات التكوينية والأيام الدراسية التي تمت بتنسيق مع أساتذة التخصص في اللغة الأمازيغية. كما شدد لنجاح تجربة الطلبة المفتشين مستقبلا في تأطير اللغة الأمازيغية على ضرورة العمل بالتنسيق مع باقي المفتشين التربويين و الأطر الإدارية، و ذلك في إطار العمل التشاركي داخل الخلايا المحلية أو الإقليمية .


كما انطلقت الجلسة الثانية بمحاضرة في"تأطير تدريس اللغة الأمازيغية: من التكوين بمركز تكوين مفتشي التعليم إلى الفعل الميداني " من تقديم الطالبة المفتشة الأستاذة حسناء أيت سي احماد، هذه المداخلة التي عرضت فيها أولا دور التغدية الراجعة في الربط بين التكوين النظري و الممارسة الميدانية، بالإضافة إلى دور التكوين النظري في اللغة الأمازيغية في تأهيل الطالب المفتش و ختمت في الأخير بذكر أهمية التكوين الذاتي باعتباره دعامة أساسية للممارسة التأطيرية . تلتها بعد ذلك المداخلة الثانية و المهمة، التي ساهم بها المفتش التربوي السيد المصطفى روذي حول "مكاسب تدريس اللغات الأم و إمكانياتها التربوية: اللغة الأمازيغية نموذجا" والتي اعتبر فيها تدريس اللغات الأم مرتبطة بالاختيار السياسي، الذي يساهم في خلق تراتبية في تدريس اللغات بين العامل الثقافي و النفعي المرتبط بسوق الشغل. كما أضاف أن تدريس اللغات الأم هو بمثابة تجديد للأمن العاطفي، و هذا الاخيار قد ساهم بشكل إيجابي في التحصيل العلمي بالبلدان المتقدمة، عكس بلدان العالم الثالث التي تقصي كل ما هو وجداني. ثم تلتها كمداخلة ثالثة "ملامح من حصيلة تجارب الأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية العاملين بالمديرية الإقليمية للصويرة" و التي قدمها كل من الأستاذ أحمد إدبوبكر عن مدرسة لالة أمينة 2 بالصويرة و الأستاذة خديجة كينون عن مدرسة القدس بتمنار.

أما في الجلسة الثالثة فقد قدمت الأستاذة سميرة أوشن أستاذة ب م.م تفتاشت مداخلة في "آليات تأطير و مناقشة الاختيارات الديداكتيكية المعتمدة من خلال مقطع من درس القراءة". تلتها مداخلة قيمة للمفتش التربوي السيد محمد مكاري حول " القراءة في درس اللغة الأمازيغية: من فك الشفرة إلى بناء المعنى". و في الأخير قدم الدكتور الأستاذ بمركز تكوين مفتشي التعليم السيد بودريس بلعيد مداخلته الثانية و الأخيرة في موضوع "الدلالات الديداكتيكية لتمارين القراءة في درس اللغة الامازيغية".

و في الأخير تم تبادل النقاش حول ما جادت به عروض المتدخلين وتقديم مقترحات وتوصيات من أجل تطوير وضعية اللغة الأمازيغية  بمنظومة التربية والتكوين وتوطيد مكتسباتها، حيث ساهم فيها أيضا بعد حضوره اللقاء السيد عبد العزيز بوفود أستاذ بمركز تكوين مفتشي التعليم و منسق جهوي للغة الأمازيغية بالأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين جهة الرباط سلا القنيطرة.

تقرير: خديجة كينون – أستاذة اللغة الأمازيغية بمدرسة القدس تمنار. الصويرة
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-