المحكمة تمتع "أستاذ خريبكة" بالحرية بعد تنازل التلميذة المعنّفة

قرّرت المحكمة الابتدائية بمدينة خريبكة، في أول جلسة للنظر في ملف أستاذ مادة الرياضيات بثانوية الإمام مالك الإعدادية، الذي ظهر في شريط وهو يعرّض تلميذته "س.م" للتعنيف الجسدي واللفظي، (قرّرت) تمتيع الأستاذ بالسراح المؤقت، بعدما تقدّمت التلميذة المعنّفة ووالدها بالتنازل عن متابعة الأستاذ البالغ من العمر 59 سنة.

وحضرت التلميذة "س.م" إلى المحكمة الابتدائية بخريبكة وهي تحمل بين يديها باقة ورد قُدّمتْ لها كعربون للصلح وصفاء الأجواء وانفراج الملف، وعزم الجميع على طي صفحة الخلاف بينها وبين أستاذها، بحضور عدد من متتبعي الشأن المحلي، وآخرين كان لهم دور كبير في إجراء الصلح بين طرفي النزاع.

وورد في وثيقة التنازل التي تقدّم بها والد التلميذة أنه "بعد تدخّل ذوي النيات الحسنة، ووقوع الصلح، أتنازل عن الشكاية التي سبق وأن تقدمت بها لفائدة ابنتي "س.م" في مواجهة "م.ع"، المعتقل في إطار الملف الجنحي التلبسي المدرج بجلسة اليوم أمام المحكمة الابتدائية بخريبكة".

وورد في الوثيقة ذاتها التي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منها أن والد التلميذة المعنّفة "يتنازل عن أي متابعة، أو أي مطالب في إطار الملف الجنحي التلبسي المشار إليه، ويلتمس من المحكمة الموقرة الإفراج عن الأستاذ".

وعرفت بداية الجلسة أخذا وردّا سريعا بين أعضاء هيئتي دفاع الطرفين أمام هيئة المحكمة، وانصبّ النقاش أساسا حول التنازل الذي تقدّم به الطرف المشتكي، ما دفع رئيس الجلسة إلى رفعها لأزيد من ساعة، قبل أن تُستأنف أطوارها من جديد، ويتقدّم عضو هيئة دفاع التلميذة بالتنازل المكتوب، ويلتمس بالمقابل أعضاء هيئة دفاع الأستاذ السراح المؤقت.

وكان من اللافت خلال الجلسة تقدّمُ عبد الواحد الهلوجي، ممثل النيابة العامة، بمرافعة حول القضية، أكّد من خلالها على أن "علم المعلم كالهواء، يستنشقه القريب والبعيد، المجدّ والكسول، وكذلك الغني والفقير، وبفضل المعلم نجلس هنا في هذا المكان"، مشيرا إلى أنه "بالنظر للتنازل المدلى به فإن النيابة العامة لا تمانع في تمتيع الأستاذ بالسراح المؤقت".

واستجابت الهيئة القضائية لملتمس السراح المؤقت، وهو القرار الذي أثار ارتياح الحاضرين الذين تأثروا بالعناق الذي تبادله الأستاذ والتلميذة، تعبيرا منهما عن طي صفحة الخلاف وعودة علاقات الود الذي تجمع عادة بين المدرّس والمتعلم، فيما انخرط الجميع في التصفيق المعبّر عن المرحلة المرجوّة للقضية، على الأقل في الوق الراهن.

وشهدت البوابة الرئيسية للمحكمة الابتدائية، منذ الساعات الأولى من الصباح، احتشاد مجموعة من الفعاليات النقابية والإعلامية والجمعوية والحقوقية، من أجل متابعة أطوار مستجد الصلح المبرم بين أطراف الوقعة التي باتت قضية رأي عام، فيما عمل عدد كبير من تلاميذ وتلميذات ثانوية الإمام مالك الإعدادية ترديد شعارات تهتف باسم الأستاذ وتلميذته.

يشار إلى أن عددا من الفعاليات الإعلامية والجمعوية والنقابية زارت، ليلة أمس، بيت التلميذة المعنّفة "س.م"، وأجرت لقاء معها رفقة والدها، وذلك في إطار جلسة صلح دامت أزيد من ثلاث ساعات، وتكلّلت باقتناع المشتكية ووالدها بأهمية التنازل عن متابعة المشتكى به، لاعتبارات تتداخل فيها الجوانب الإنسانية والتربوية والاجتماعية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-