تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‎ حول الارتقاء بمهن التربية والتكوين والبحث والتدبير‎

تقديم
- تعتبر مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها المنظومات التربوية. ويعد الارتقاء المستمر بها دعامة ضرورية لتطوير هذه المنظومات والرفع من أدائها ومردوديتها.
- يغطي مفهوم "مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث " مختلف الهيئات التي ينتظم في إطارها الفاعلون التربويون نساء ورجالا، خاصة منهم: المربون، والمدرسون، والمكونون، والأساتذة الباحثون، وأطر الإدارة والتدبير، والتوجيه، والتخطيط، والتفتيش...

السياق
- وجود اختلالات وإشكاليات بنيوية تهم الوضعية القائمة لمهن التربية والتكوين والبحث والتدبير.
- التحولات الديموغرافية التي تعرفها الهيئات المهنية للتربية والتكوين والمتجلية أساسا في ارتفاع أعداد المتقاعدين، واستقطاب أعداد مهمة من الفاعلين(ات) الجدد.
- تعزيز وتطوير النموذج التنموي الوطني، الذي يضع المدرسة في صلب المشروع المجتمعي، ويبوئ الفاعلين(ات) التربويين(ات) بها مسؤولية الاضطلاع بأدوار وازنة في تحقيق أهدافه.


الأهداف

اقتراح إطار استراتيجي يروم إحداث قطائع مع سلبيات سياسات وأشكال التدبير التي خضعت لها المهن التربوية، ويعمل على توطيد ما تحقق في هذا المجال من مكتسبات. يقوم هذا الإطار على ثلاثة مرتكزات يعتبرها المجلس مجالات متداخلة لإطلاق دينامية التغيير، هي:

- المهننة كشرط لازم لتأهيل الفاعلين(ات) التربويين، وفق مواصفات وأدوار وقيم مهنية تستجيب لمتطلبات الجودة وانتظارات المجتمع؛
- المؤسسة التربوية القائمة على الاستقلالية وثقافة المشروع والتكامل الوظيفي بين المهن وتنمية الحياة المهنية؛
- التقييم المندمج متعدد الصيغ والأساليب.

عناصر تشخيصية

مفارقات دالة أفرزها تشخيص واقع مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث، منها:

- رهان اجتماعي كبير على الدور الحاسم للفاعلين(ات) التربويين(ات)، مقابل محدودية الملاءمة والتجديد المستمرين للمهن التربوية؛
- جهود لتطوير منظور ونظام لإعداد وتكوين الفاعلين(ات) التربويين(ات)، لا ترقى إلى مستوى ما يتطلبه التحقق الفعلي لمهننة متكاملة المقومات والأبعاد؛
- تطلع لجعل المنظومة التربوية مجالاً لترسيخ القيم في شتى أبعادها لدى الفاعلين(ات) والمتعلمين(ات)، يصطدم بغياب منظومة قيمية شاملة وممأسسة؛
- توجهات إصلاحية رامية إلى إحداث تغيير عميق في بنيات ووظائف مؤسسات التربية والتكوين والبحث، مقابل إكراهات واقع يحد من إمكانيات تحقيق هذا التغيير؛
- سعي المنظومة التربوية الوطنية إلى تحقيق الجودة، والارتقاء بالنجاعة المهنية، وتحسين المردودية، يعترضه نقص في شروط المزاولة الناجعة لمهن التربية والتكوين؛
- قصور كبير في ثقافة للتقويم الممأسس والمنتظم لأداء الفاعلين(ات) التربويين ومؤسسات التربية والتكوين والبحث.

مرتكزات التأهيل والتجديد

المرتكز الأول: المهننة

ثلاثة مداخل للتجديد:

+ مدخل الإطار المرجعي الوطني الناظم لأدوار وكفايات الفاعلين التربويين ولقيم رسالتهم التربوية:

- يحدد أدوار ومهام الهيئات المهنية العاملة بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي، وكذا الكفايات التي يتطلبها الاضطلاع بهذه المهام والأدوار.

- يُعتمد في وضع أسس التكوين الأساس لكل صنف من أصناف الفاعلين(ات) التربويين(ات)، وفي إعداد برامج التكوين المستمر كوين، وفي تقييم الأداء والمردودية.

- مدخل التأهيل لممارسة مهن التربية والتكوين والتدبير والبحث العلمي، يقوم على:

+ تحديد معايير ومواصفات مضبوطة للالتحاق بالمهن وولوجها.

+ إلزامية التكوين الأساس والتأهيل المهني، لمزاولة مختلف مهن التربية والتكوين والبحث، وارتكازه على هندسة بيداغوجية تزاوج بين التناوب والاحتكاك بواقع الممارسة الميدانية.

+ ايلاء الاهتمام بالاندماج المهني للفاعلين(ات) التربويين(ات) ودور المؤسسة التربوية في تأمين بنياته وآلياته.

- مدخل الارتقاء بأدوار الجمعيات المهنية والهيئات النقابية في مهننة الفاعلين(ات) التربويين(ات)، من خلال دعمها وتقوية قدراتها، لتتمكن من:

. المساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الإصلاح التربوي؛

- التأطير الفكري والتربوي والمهني للهيئات العاملة في التربية والتكوين؛
- الإسهام في تخليق الممارسة المهنية، وتحصينها من الظواهر اللامهنية واللاتربوية...

المرتكز الثاني: المؤسسة بنية أساسية لتنمية الحياة المهنية وتأهيل المهن التربوية

يشمل مفهوم المؤسسة مختلف بنيات وآليات العمل التربوي التي تحتضن كافة أشكال الفعل التربوي والتكويني (عمومية أو خصوصية)، وكذا البنيات التي تتولى الإشراف على سير هذه المؤسسات.

ثلاثة مداخل للتجديد:

- مدخل استقلالية المؤسسة كشرط ضروري لتعزيز مبادرات الفاعلين التربويين، وتحقيق التكامل الوظيفي، بالإرتكاز على ثقافة المشروع وخلق التوازن بين المقاربات النازلة والصاعدة والأفقية.
- مدخل المؤسسة التربوية باعتبارها إطارا لتقوية التفاعلات والروابط المهنية والإنسانية، من منطلق العمل التشاركي وتكامل الأدوار وتقاسم المسؤوليات.
- مدخل اعتبار المؤسسة في قلب تدبير الحياة المهنية وتنميتها، من موقع مسؤوليتها في:

- تحقيق التنمية المهنية الدائمة للفاعلين(ات) التربويين(ات)؛
- ضمان قيادة ناجعة للمسار الوظيفي في إطار النهج اللامتمركز؛

توفير المستلزمات المادية والتنظيمية والبيداغوجية اللازمة للمزاولة الناجعة للمهن التربوية.

المرتكز الثالث: تقييم مندمج لأداء الفاعلين(ات) التربويين(ات) ومردودية مؤسسات التربية والتكوين


ثلاثة مداخل للتجديد:
+ مدخل تقييم الأداء المهني الفردي، بشكل منتظم، وعلى أساس شبكات بمعايير ومؤشرات موحدة للتقييم والتنقيط.
+ مدخل تقييم العمل الجماعي للهيئات المهنية وأداء المؤسسة التربوية ومردوديتها، من خلال إجراء تقييم وطني منتظم لمختلف الهيئات المهنية وللمؤسسات التربوية.
+ مدخل التقييم الذاتي للفاعلين(ات) والمؤسسات الهادف إلى تحسين الأداء وتعزيز موقع المؤسسة.


توصيات ختامية
- اعتماد مقاربة للتفعيل مبنية على الشمولية، والتعاقد والتنسيق والتجريب قبل التعميم.
- تسطير خطة عمل على المدييْن القصير والمتوسط للتدابير ذات الأولوية: تأهيل الفاعلين المزاولين حاليا؛
- سد الخصاص من الأطر التربوية؛ مباشرة تأهيل المؤسسات، الإرساء التدريجي للشروط المادية والتنظيمية والبيداغوجية...

تحميل نص التقرير

تحميل الورقة التقديمية للتقرير
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-