مجلس عزيمان: التوظيف المباشر يؤثر سلبا على جودة التعليم المدرسي

ضربة جديدة يتلقّاها توظيف الأساتذة بالتعاقد؛ فبعد الانتقادات الواسعة التي قُوبل بها إقدام وزارة التربية الوطنية على توظيف آلاف الأساتذة عن طريق التعاقد من لدن عدد من الهيئات المدنية المعنية بالشأن التعليمي، خرج المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ليؤكّد أنّ توظيف الأساتذة بشكل مباشر ستكون له آثار سلبية على جودة التعليم المدرسي.

"مجلس عزيمان" أدرج، في تقرير جديد حول الارتقاء بمهن التربية والتكوين والبحث والتدبير، قُدم اليوم الثلاثاء بالرباط، اللجوء إلى التوظيف المباشر للأساتذة في التعليم المدرسي ضمن الاختلالات التي يعرفها تدبير الفاعلات والفاعلين التربويين، معتبرا أن التوظيف المباشر في التعليم المدرسي يؤثّر سلبا على جودة الأداء المهني والمردودية.

ويمثل الأساتذة الموظفون بطريقة مباشرة 25 في المائة من العدد الإجمالي لهيئة التدريس في المغرب، ويخضعون لتكوين مدته ستة شهور، ضمنها تكوين عملي لمدة خمسة عشر يوما؛ لكنّ المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي يرى أن المصاحبة الميدانية لهؤلاء الأساتذة غير كافية لتأهيلهم لأداء مهامهم.

واعتبر المجلس أنّ ضعف التكوينات التأهيلية لمزاولة المهنة، بالنسبة إلى أساتذة التعليم المدرسي الجدد، لا تستغرق المدد الكافية للتمكّن من الكفايات المهنية المطلوبة. كما أن المصاحبة الميدانية تركّز على حصص تأطيرية موسمية لإعداد المدرّسات والمدرّسين المتعاقدين.

إشكال آخر وقف عنده المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بخصوص تكوين الأساتذة المتعاقدين، ويتعلق بعدم توفّر العدد الكافي من الأطر البيداغوجية المكلفة بعملية المصاحبة والتأطير الميداني؛ وأكثر من هذا، فإن هذه الأطر نفسها لديها نقص في التأطير والتكوين.

مفاجأة أخرى كشف عنها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهي أنّ المجلس غير مقتنع بقدرات أساتذة التعليم العالي، إذ قال حسن الصميلي، عضو المجلس الذي قدّم تقرير الارتقاء بمهن التربية والتكوين والبحث والتدبير: "أستاذ التعليم العالي يحتاج إلى تكوين، وشهادة الدكتوراه ليست وحدها كافية لممارسة التدريس بالجامعة".

التقرير الجديد للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حذّر من تداعيات النقص المتزايد في التأطير المهني للفاعلين والفاعلين التربويين، قائلا إنه يؤثر على تطوير القدرات وتحسين المردودية. كما نبّه إلى غياب مواكبة الفاعلين التربويين في وضعيات هشاشة نفسية واجتماعية، كالضغط النفسي وتدهور الصحة النفسية ومشاكل التكيف...

من جهة ثانية، اعتبر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن ظروف مزاولة المهن التربوية تتسم، على العموم، بـ"الصعوبة والمشقة في حالات متعددة، ولا سيما بالنسبة إلى العاملين بالتعليم المدرسي في المناطق القروية والنائية والمعزولة والهامشية".

ودعا المجلس إلى إرساء نظام تحفيزي للهيئات التربوية "يشجع على جودة الأداء، مع اعتماد نظام مفتوح وملائم ومَرن للترقي في درجات السلم الوظيفي، يساعد على عدم استنفاد درجات الترقي، ويحافظ على الطموح وحسَّ المبادرة والاجتهاد".

عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-