معاناة "تلميذات ابن سينا" تتفاقم وسط الإغماءات وتبخّر الوعود

معاناة "تلميذات ابن سينا" تتفاقم وسط الإغماءات وتبخّر الوعود


حين حلّت لجْنة مشتركة تضمُّ ممثلين عن السلطات المحلية، ومندوبية الصحة، وأولياء أمور التلاميذ، بالثانوية الإعدادية ابن سينا بأقا، إثر تواتُر حالات الإغماء في صفوف تلميذات المؤسسة، استبشر آباء وأمهات التلميذات خيرا بالوعود التي قدمتها هذه اللجنة، والمتمثلة أساسا في توفير التشخيص الصحي والنفسي لهنّ في المستشفى الإقليمي؛ لكنّها سُرعان ما تبخّرتْ.

اللجنة المشتركة التي زارتْ الثانوية الإعدادية ابن سينا بأقا وجّهت رسائل إلى أولياء أمور التلميذات اللواتي انتابتهنَّ حالة الإغماء، تحثهم فيها على نقل بناتهم إلى المستشفى الإقليمي لطاطا، قصْد تشخيص وضعيتهنّ الصحية والنفسية؛ وحرصت على ختْم رسائلها بعبارة "ونظرا لأهمّية هذا الإجراء نلتمسُ منكم إعطاءه ما يستحق من عناية لازمة".

صدمةُ آباء وأمهات التلميذات الذين حملوا فلذات أكبادهم إلى المستشفى الإقليمي بطاطا كانت كبيرة حينَ اكتشفوا أنَّ الوعود التي ألقتْها على مسامعهم اللجنة المشتركة، بتوفير التشخيص الصحّي والنفسي لبناتهم، لمْ يتجاوزْ صداها محيط المؤسسة التعليمية التي تشهد حالات إغماءات متكررة منذ بداية شهر مارس الماضي؛ ذلك أنَّ طبيبة المستشفى نفسُها لم تكن على علْم بهذا الموضوع.

"المسؤولون قالوا لنا إنكم ستجدون أطباءً في انتظاركم بالمستشفى، ولكننا لم نجد أحدا"، يقول قريب إحدى التلميذات، مضيفا: "في المستشفى وجدنا تلميذة في حالة غيبوبة، سألتني الطبيبة هل لدى ابنتي الحالة نفسها، فأجبتها بنعم، واكتفتْ بإعطائها عقارا قالت إنه خاص بتهدئة الأعصاب، وعلبة "دوليبران"، وانصرفْنا".

رسائل اللجنة المشتركة التي تتضمن دعوة أولياء أمور التلميذات اللواتي يتعرضن للإغماء إلى نقلهنّ إلى المستشفى تولّى توزيعها "الشيخ". ويحمل الآباء بناتهم إلى المستشفى على أساس إخضاعهن للكشف الصحي والنفسي.."ولكنْ حْتى وحْدة ما داورو ليها تحاليل"، يقول قريب إحدى التلميذات.

مصدر من داخل الثانوية الإعدادية ابن سينا بأقا قال لهسبريس إنَّ عمَل اللجنة المشتركة التي تنظر في "ظاهرة" الإغماء لدى تلميذات المؤسسة "يَسِمُه التخبّط وعدم التنسيق مع المستشفى الإقليمي بطاطا"، مشيرا إلى أنَّ "ثلاث حالات قصدتِ المستشفى اليوم، ولم يجدن في استقبالهم سوى طبيبة "ما فراسْها ما يتعاوْد""، وفق تعبيره، مضيفا أنّ "الطبيبة اكتفت بتوجيه بعض الأسئلة إلى التلميذات، ولمْ تُجْر لهنّ لا تحاليل قياس نسبة السكر في الدم، ولا تخطيط القلب، كما وعدَ بذلك مسؤولو اللجنة المشتركة".

المصدر ذاته قال إنَّ المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية "غائبة تماما ولم تتحرك لتهدئة روْع أولياء أمور التلميذات"؛ بينما قال قريب إحدى التلميذات، تحدث لهسبريس، إنّه حين سأل طبيبة المستشفى الإقليمي بطاطا عن التشخيص النفسي مدّته بورقة وطلبت منه أن يذهب بابنته عند أحد الأطباء النفسيين في كلميم.

وحسب الإفادات التي حصلتْ عليها هسبريس فإنَّ الآباء الذين حملوا بناتهم إلى المستشفى الإقليمي بطاطا لمْ تُوفَّر لهم حتى وسيلة نقل، إذ استعان بعضهم بوسائل النقل العمومي؛ في حين أنَّ إحدى التلميذات جرى نقلها على متن سيارة إسعاف تابعة للمجلس الجماعي مقابل 200 درهم.
عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-