حملة إلكترونية بالمغرب.. نعم للإنجليزية بدل الفرنسية

تجدد الجدل بالمغرب حول اللغات الأجنبية بعدما أطلقت صفحة متخصصة في نشر المحتوى التعليمي والتربوي بالإنجليزية حملة إلكترونية للمطالبة بجعل الإنجليزية اللغة الأجنبية الأولى في النظام التعليمي بدل الفرنسية.

وجاء في نص الإعلان عن الحملة التي انطلقت الثلاثاء الماضي على صفحات التواصل الاجتماعي "حان الوقت يا مغاربة، إنه الوقت! اليوم بداية حملة #لا_للفرنسية و#نعم_للإنجليزية"، وبرر منظموها مطالبهم بكون الإنجليزية هي لغة التطور والعلوم مقابل تراجع اللغة الفرنسية التي وصفوها باللغة التي فرضها الاستعمار.

واعتبر المستشار في التوجيه التربوي حسن العيساتي القلق الذي عبر عنه المنخرطون في الحملة الإلكترونية المذكورة "له ما يبرره"، موضحا أن القضية التي يترافعون من أجلها باتت تفرض نفسها في الوقت الراهن فيما يتعلق بالتعليم في مستويات ما بعد البكالوريا (الثانوية العامة) وفيما يخص الجانب المرتبط بسوق الشغل.

وأشار العيساتي إلى أن الباحث المغربي غالبا يصطدم بالعائق اللغوي المرتبط بالإنجليزية، "مما يحتم إعطاء مزيد من الاهتمام لهذه اللغة في النظام التعليمي المغربي".

تقدم محدود
وتقدم المغرب في استعمال اللغة الإنجليزية في السنوات الماضية، غير أن هذا التقدم ما زال محدودا ويصطدم بالحضور القوي للغة الفرنسية في التعليم والإدارة والاقتصاد.

وكانت وزارة التعليم العالي في الحكومة السابقة قد عممت مذكرة على الجامعات المغربية بشأن اعتماد الإنجليزية في مناقشة بحوث الدكتوراه، ونص القرار على شروط جديدة لقبول أطروحات الدكتوراه، منها نَشر مقالة واحدة على الأقل بالإنجليزية واعتماد مراجع بهذه اللغة وإنجاز ملخص الدكتوراه بالإنجليزية.

أما التعليم الأساسي، فقد أعلن وزير التربية المغربي العام الماضي عددا من الإجراءات صبت في اتجاه تقوية حضور اللغة الفرنسية وتحسين وضع الإنجليزية بإدماج تدريسها بدءا من المستوى الإعدادي.

واعتمد المغرب عام 2015 نظام المسالك الدولية في البكالوريا، ومنها مسلك اللغة الإنجليزية -وهو مسلك محدود الاستقطاب- حيث يدرَّس التلاميذ المواد العلمية باللغة الإنجليزية مع الرفع من حصص هذه اللغة.


حاجة ملحة
وقال مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية خالد الشرقاوي السموني إن استمرار هيمنة اللغة الفرنسية في البلاد غير مبني على مقاييس موضوعية تخدم المتعلم المغربي.

ودعا -في حديث للجزيرة نت- إلى تصحيح الوضع وتعميم تدريس الإنجليزية كلغة أجنبية أولى، لما من شأنه فتح آفاق جديدة وواسعة أمام خريجي الجامعات والمدارس المغربية.

وكان المركز قد أصدر تقريرا عام 2015 انتقد فيه الاستعمال الواسع للغة الفرنسية، ولا سيما في التداول الاقتصادي والإداري والإعلامي، مقابل الانفتاح المحدود على اللغات الأجنبية الأخرى.

ووصف اللغة الفرنسية لكونها صارت عبئا على الثقافة المغربية، داعيا إلى التوجه لاعتماد اللغة الإنجليزية بوصفها لغة تواصل عالمية يمكن أن تمنح المغاربة فرصا كبيرة.

أما محمد عزيز بوصفيحة -الأستاذ في كلية الطب بالدار البيضاء وهي من الكليات التي يدرس طلبتها باللغة الفرنسية- فأكد على ضرورة تدريس العلوم باللغة الوطنية أي العربية، داعيا في الوقت نفسه إلى اعتماد اللغة الإنجليزية لغة أجنبية أولى لحاجة الباحث إليها لمواكبة التقدم العلمي والطبي المتواصل.

في المقابل يختلف حسن العيساتي مع الداعين للتمكين للإنجليزية على حساب لغة التدريس الحالية، وهي اللغة الفرنسية، ويفسر ذلك بكون اعتمادها في المقررات الدراسية يتطلب مجهودا استثنائيا مرتبطا بالموارد المادية والبشرية، لكنه يشدد على ضرورة أن تأخذ اللغة الإنجليزية حيزا أكبرا مقارنة مع الوضع الحالي لما لها من أهمية كذلك على الصعيد المهني.

ولفت إلى أن الإنجليزية أضحت من شروط التشغيل في عدة قطاعات، خاصة وعمومية وشبه عمومية، وهو ما جعل مؤسسات عدة تُخضع موظفيها لدورات تكوينية في اللغة.

وأضاف أن شركات عديدة باتت تشترط لقبول الموظفين إتقان هذه اللغة بالنظر لما يعرفه النشاط الاقتصادي المغربي من انفتاح على دول عدة وشركات عالمية تطلب إتقان لغة أخرى غير الفرنسية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-