الجدل يرافق استثناء مدارس بمدن الصحراء من "الساعة الجديدة"

بعدما أقدمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب على تغيير مواقيت بدْء الدراسة، بسبب تأثير "الساعة الإضافية"، إذ استبدلت مواعيد دخول التلاميذ من الثامنة إلى التاسعة صباحاً، ومساءً من الثانية إلى الثالثة بعد الزوال، عممت جهة العيون الساقية الحمراء، بدورها، هذا القرار على جميع مدارس الجهة.

وقالت جهة العيون الساقية الحمراء إن تفعيل هذا التغيير في الزمن المدرسي جاء "بناء على مجموعة من الطلبات الواردة على مصالح الأكاديمية من فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلميذات والتلاميذ وبعض جمعيات الآباء والشركاء الاجتماعيين في شأن مواعيد دخول التلاميذ خلال فترة اعتماد المملكة للتوقيت الصيفي".

كما أكدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب أنّها سجّلت، بعد مناقشة مستفيضة حول الموضوع، تزايُد حالات التأخّر والتغيّب في صفوف التلميذات والتلاميذ صباحا خلال اعتماد التوقيت الصيفي، خاصة بالنسبة للسِّلْك الابتدائي.

نقابات تعليمية سبق أن طالبت بتأخير توقيت الدخول المدرسي بسبب الساعة الإضافية، عبرت عن استيائها من استثناء باقي أقاليم وجهات المملكة من هذا "الوضع التفضيلي"، وشددت على ضرورة منح صلاحيات للأكاديميات التعليمية من أجل اختيار التوقيت المناسب، خاصة بالنسبة للسلك الابتدائي.

وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، نفى في تصريح لهسبريس منح الأقاليم الصحراوية وضعا خاصا أو أي امتيازات.

وبعد الجدل الذي خلفه القرار في نفوس أسرة التعليم، قال أمزازي: "واش حنا دولة وسط دولة"، مشيرا إلى أن "تغيير الدخول المدرسي بالصحراء من الثامنة إلى التاسعة صباحاً، ومساءً من الثانية إلى الثالثة بعد الزوال، سببه المباشر هو مواعيد شروق الشمس وغروبها بهذه المناطق بفارق قد يصل إلى 45 دقيقة".

وأوضح المسؤول الحكومي أن "التجربة السابقة أبانت صُعوبات كثيرة في التحاق التلاميذ والتلميذات بالمدارس خلال فترة الصباح، والتي تأتي مباشرة بعد صلاة الفجر، بخلاف باقي أقاليم وجهات المملكة التي لا تتأثر كثيراً بالساعة الإضافية".

وأبرز أمزازي أن "الوزارة راعت في قرارها الوضع الجيوغرافي للأقاليم الجنوبية بعدما سجلت السنوات الفارطة نسبة كبيرة من حالات الغياب"، وأكد أن عدد ساعات الدراسة لم يتغير أو يتأثر بتأخير الدخول المدرسي.

يشار إلى أن فعاليات مدنية ونقابية وجهت مذكرة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، تطالبه فيها برفع معاناة المواطنين مع "الساعة الإضافية" في الأقاليم الشرقية التي تعرف عزلة، خصوصا مع ارتفاع موجات البرد في شهر مارس الذي تتم فيه زيادة الساعة.

وطالب عمر أحمين، نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، في سؤال كتابي، بتأخير التوقيت المدرسي في الفترة الصباحية بساعة "حتى يتمكن الأطفال من أخذ قسطهم من الراحة والخروج إلى المدرسة التي قد تكون بعيدة عن السكن بكيلومترات، وذلك لرفع المعاناة عن سكان إقليم ميدلت والأقاليم المشابهة".

من جهته، وجه إيدرار، برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالاً إلى رئيس الحكومة، قال فيه إن "السواد الأعظم من المغاربة يعانون من جراء زيادة ستين دقيقة إلى التوقيت العادي، إذ يعتبرون الأمر لا يخدم مصالحهم ولا مصالح أبنائهم؛ ويتسبب في آثار وخيمة على نمط عيشهم ويخل بعاداتهم اليومية وسلوكاتهم المعتادة؛ ناهيك عن المشاكل الصحية والاضطرابات النفسية".

وأضاف البرلماني "البامي": "إذا كان اعتماد الإجراء يرمي تيسير الإجراءات التجارية في التعامل مع شركاء المغرب، خاصة بلدان الاتحاد الأوروبي، فإن الأمر نفسه يجب أن ينطبق على باقي الشركاء الذين لا يطبقون تلك الزيادة؛ وفي مقدمتهم الدول الإفريقية، خاصة في ظل سياسة جنوب جنوب الجديدة وانفتاح الاقتصاد المغربي على بلدان جنوب الصحراء".
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-