تلاميذ "غارقون في الوحل" ببنسليمان .. ومديرية التعليم تقدم المبررات

طالبت كل من جمعية الخير وجمعية آباء وأمهات التلاميذ بمدرسة أولاد وهاب، إقليم بنسليمان، بفتح تحقيق في قضية إهمال مسؤولين تربويين بالمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بعد الفضيحة التي كشفت عنها صور لتلاميذ غارقين وسط الوحل.

وأكدت الجمعيتان أن الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي "تظهر صغارا غارقين وسط الأوحال في أقسام شبيهة بزرائب البهائم، ووسط ساحة هي أقرب إلى المستنقع، ويختبئون من الأمطار في مراحيض بلا ماء ولا نوافذ".

وسارعت المديرية الإقليمية، بحسب الجمعيتين، إلى "بعث وفد إلى عين المكان، أمرعددا من التلميذات بالقيام بغسل ركام الأوحال من مداخل الأقسام في محاولة لطمس معالم الجريمة المقترفة في حق الأطفال هناك".

وبعد أن نددت الجمعيتان بسياسة "المديرية الإقليمية الترقيعية الهادفة إلى طمس معالم جريمة تقترف في حق أطفال أبرياء، حضرت نائبة وزارة التعليم، وأحضرت معها عامل بناء وأكياسا من الرمال والإسمنت والآجور، وتحولت إلى طاشرون، حيث أعطت تعليماتها بإغلاق المراحيض وترقيع الشقوق، في محاولة منها للتخفيف من هول صدمة كل زيارة تقوم بها إحدى اللجان أو وسائل الإعلام"، تورد الجمعيتان في بيان مشترك.

ودعا المحامي محمد الشمسي، رئيس جمعية الخير، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى فتح تحقيق في القضية من أجل الوقوف على ملابسات هذه الفضيحة، و"ملابسات إخفاء معالم معاناة تلاميذ أبرياء".

من جهتها، المديرية الإقليمية بابن سليمان أكدت أن السبب في الوحل الذي ظهر بالصور الملتقطة يرجع بالأساس إلى كون "المنطقة بأكملها من تربة التيرس، ومع الأمطار تتحول إلى وحل كبير"، بتعبير اليمني الهادي، رئيس مصلحة الشؤون القانونية والشراكة والتواصل.

وأضاف اليمني، في تصريح لهسبريس، أن المؤسسة المذكورة فرعية تابعة لمجموعة ثلاث الزيايدة، وهي من الفرعيات القديمة التي جرى تشييدها في الخمسينات من القرن الماضي، مشيرا إلى أنها خضعت في شهر شتنبر الماضي، في عهد الوزير محمد حصاد، إلى عملية تأهيل همّت صباغة الأقسام، وإنشاء ممرات بالنظر إلى كونها تصير موحلة مع التساقطات المطرية.

وأوضح المتحدث نفسه أن المديرية اتخذت قرارا بعدم ترك المرحاض عرضة للاستعمال من طرف أشخاص خارجين عن المؤسسة، وتخصيص مرفق واحد لفائدة الفتيات، داعيا إلى "ضرورة احتضان المدرسة من طرف الساكنة، لأنه مهما نقم به، فهي تتعرض للتخريب".

وبخصوص الاتهامات الموجهة إلى المسؤولين بـ"هدر المال العام في عملية صيانة المؤسسة"، نفى المتحدث ذلك، مشددا على أن "من يدعي ذلك عليه اللجوء إلى المساطر التي تتبع في هذا الشأن".

وقد أكدت الجمعيتان المشار إليهما اللتان تبنتا الملف أن المؤسسة المذكورة تعرف تشققات بحائطها حديث العهد بالبناء الذي يهدد حياة الأطفال، ناهيك عن بناء مراحيض بلا ماء ولا حفر ولا نوافذ. في المقابل، أشارت المديرية الإقليمية إلى أن المؤسسة تعرضت للتخريب.


عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-