مبارك ربيع: المُعلّم يفتقد للثقة .. والإنتاج التربوي يفتقر للحماسة

انتقد الأكاديمي المغربي الدكتور مبارك ربيع طريقة تعاطي الإنتاج التربوي المغربي مع قضايا المدرّسين، لعدم قدرته على تجسير الهوّة الفاصلة بين المدرّسين والعاملين في المجال التربوي، بصفة عامة، وبين المجتمع، في وقت توجّه فيه انتقادات كثيرة إلى المدرسة المغربية، ينال المدرّسون الجزء الأكبر منها.

وتساءل ربيع، عضو هيئة تحرير مجلة "المدرسة المغربية"، الصادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي: "ماذا أنتجْنا، تربويا، لبناء الثقة بين المعلم والمعلمة والعاملين في الميدان التربوي، من جهة، والمجتمع من جهة ثانية؟"، مجيبا عن سؤاله "المعلم فاقد للثقة في نفسه والمجتمع فاقد للثقة فيه أكثر".

وأبدى ربيع عدم اقتناعه بمضمون الإنتاج التربوي المغربي، بالرغم من وجود عدد من المجلات التربوية الخاصة والدوريات الأكاديمية والدفاتر، قائلا إنه يحتاج إلى مزيد من التطوير.

وأضاف متسائلا: "الإنتاج التربوية يجب أن يكون إضافة نوعية، ونحن نتساءل: هل هناك شيء من الإضافة الحقيقية تجعل من الممكن بناء رؤية خاصة للإصلاح التربوي؟".

كما انتقد عدم إقبال رجال ونساء التعليم على اقتناء الكتب التربوية، وقال بهذا الخصوص إن "الإنتاج التربوي يستهدف نساء ورجال التعليم، وعددهم عشرات الآلاف؛ ولكن عدد النسخ التي تباع لا تتعدى بضع مئات".

وأردف المتحدث "لا يمكن تصديق علّة ضعف القدرة الشرائية، لأن المعلمين يغيّرون هواتفهم الجوّالة ثلاث مرات في السنة، لذلك فالسبب الذي يحول دون رواج الإنتاج التربوي المكتوب هو الافتقار إلى الحماسة والرغبة".

وشدّد ربيع على أنّ أي إصلاح تربوي يجب أن ينطلق من واقع المدرسة المغربية، قائلا "لا يوجد نموذج للإصلاح التربوي صالح لكل زمان ومكان في مختلف التوجهات العالمية، لذلك مهما تعاملْنا مع الثراء التربوي الموجود على الصعيد العالمي، ومهما اقتبسنا منه، فلا يمكن أن نقتبسَ إصلاحات بدون بصمة محلّية قوية. صحيح أننا جزء من التفكير العالمي، ولكن يجب أن نفكِّر عالميا ونخطّط محلّيا، في إطار خصوصيّتنا".

وفي خضمّ النقاش العمومي الذي لا يزال مفتوحا حول إصلاح المنظومة التعليمية المغربية، انتقد ربيع غياب رؤية وتَصوُّر واضح ومتناسق للإصلاح التربوي، موضحا أنه باستثناء بعض المواقف النقابية والجمعوية، "فإن البرامج الإصلاحية تفتقر إلى الصوت التربوي الصميم القائم على رؤية تربوية متناسقة".

من جهة ثانية، سجّل الأكاديمي المغربي غياب الأعمال الجماعية في الإنتاج التربوي المغربي، حيث تغيب دراسات وأبحاث اشتُغل عليها بشكل جماعي، معتبرا أنّ الأعمال الجماعية التي تشتغل عليها عيّنات من الباحثين لديها قوة تأثير أكبر مقارنة مع الأعمال الفردية.

كما انتقد ربيع لجوء بعض الباحثين إلى الاقتباس، إما من وسائل الإعلام، أو ما يُبثّ في المواقع الإلكترونية، معتبرا ذلك "مصيبة كبيرة تضرب مصداقية البحث".


عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-