تدريس ''الثقافة المغربية'' لأبناء الجالية يجمع عزيمان وحصاد

انعقد ، يوم الجمعة 16 يونيو 2017، بمقر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لقاء في موضوع: تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية ، تحت رئاسة السيد عمر عزيمان الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للجالية المقيمة بالخارج ورئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي،اللقاء عرف كذلك حضور السيد محمد حصاد ، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والسيد عبد الكريم بنعتيق،الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة.

و خصص هذا اللقاء لتقديم نتائج الدراسة التقييمية لبرنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج، المنجزة من طرف الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ، كما تطرق الحاضرون لمضمون الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية المنجر في إطار شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
 
وأفاد عمر عزيمان رئيس المجلس الأعلى للتعليم أن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ارتأت في نهاية التسعينات أن تقوم بتجربة لتدريس اللغة العربية في العديد من البلدان التي تقيم فيها الجالية المغربية على رأسها فرنسا وبلجيكا وهولاندا ألمانيا، وقامت بالعديد من الإصلاحات في هذا المجال منها ما يتعلق بالوضع الاعتباري للغة، ومنها ما يتعلق بتحديد مهام الأساتذة الذين يشتغلون بالخارج.

وأضاف عزيمان خلال ندوة نظمت اليوم الجمعة 16 يونيو 2017، خصصت لتقديم تقرير "تقييم تأثير اللغة العربية على التمكن من اللغة والثقافة عند الجالية المغربية المقيمة بالخارج"، أن الدراسة حاولت أن تقدم نتائج تعليم هذه اللغة والفائدة من تعليمها، مشيرا إلى أن تعليم اللغات يحتاج إلى إطار علمي وتربوي من أجل تنظيم التعليم وتوجهه وتأطيره، مؤكدا أن الحاجة إلى تأطيره تزداد خارج المحيط العربي كما تزداد إشكاليات التعامل معه.

وفي ذات السياق قال عزيمان إن هذه النقط جعلت المجلس بمعية شركائه يفكرون في وضع إطار مرجعي لتدريس اللغة العربية حيث كانت هناك استشارة مع الخبراء العاملين في الخارج من أجل ملاءمة مناهج التدريس مع النصوص الدستورية.

وأكد محمد حصاد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، على استمرارية الوزارة في دعم تدريس اللغة العربية، قائلا: "لا يجب أن نترك تدريس اللغة العربية في الخارج نحن ماضون في تقويته".

وأبرز حصاد ضرورة تطوير التعليم الإلكتروني في هذا المجال مشيرا إلى أن التعليم المباشر يبقى دائما محدودا.

وقال عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب في الوزارة ذاتها، إن تدريس هذه اللغة في الخارج من شأنه أن يحصن الجالية المغربية في عالم متقلب، مشيرا إلى تواجد أبحاث تصب في هذا الإطار "لكن ما ينقص هو التنسيق بين المؤسسات" وفق المتحدث.
 
وقد عرف اللقاء المصادقة على مضمون الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، المنجز في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
   
ويندرج الإطار المرجعي، الذي صادق عليه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ممثلا برئيسه عمر عزيمان ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بالوزير محمد حصاد والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ممثلة بالوزير المنتدب السيد عبد الكريم بنعتيق ، خلال لقاء حول موضوع "تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية"، في إطار تفعيل خلاصات ونتائج حوار الشركاء الحكوميين ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج حول تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج، وكذا اتفاقيات التعاون بين المملكة المغربية وبلدان إقامة الجالية.

ويتوخى الإطار المرجعي تقديم الموجهات العامة الضرورية لبناء كفايات أبناء وبنات المغاربة بالخارج، والارتقاء بها ومساعدتهم على الاندماج والانخراط في أوراش التنمية، في انسجام وتكامل مع ما تقوم بها الأنظمة التربوية الجاري بها العمل في الدول المحتضنه لهذا البرنامج.

وتطرق العرض المخصص لتقديم الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج، الذي قدمه مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي فؤاد شفيقي، إلى الغايات والأهداف التي يروم الإطار المساهمة في تحقيقها، وتهم أساسا ترسيخ التشبث بمقدسات الأمة المغربية لدى أبناء الجالية والاعتزاز بالانتماء إلى المغرب وحضارته العريقة.

كما تشمل الغايات تأطير أبناء الجالية المغربية لتحقيق النجاح في تحصيلهم الدراسي عبر تعليم ملائم ومتنوع ومنفتح يساهم في المحافظة على الهوية المغربية ويدعم الامتلاك الواعي بثقافة بلد الإقامة، وتكوين كفاءات مغربية من أبناء الجالية تتقن اللغة العربية، والمساهمة في تكوين خبراء مغاربة من أبناء الجالية وتعبئة طاقاتهم للمساهمة في تنمية بلدهم الأصل، والتعريف بقيم الحضارة المغربية.

وتتكون وثيقة الإطار المرجعي، التي تم إعدادها وعرضها على الموقع الرسمي للوزارة بتنسيق مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، من تسعة فصول، تهم التعريف بالإطار المرجعي ومبادئه ووظيفته، والاختيارات والأهداف في مجال العناية بتعليم أبناء الجالية، والكفايات والمواصفات المستهدفة لدى المتعلم المستفيد، والهندسة البيداغوجية وتنظيم الدراسة حسب الأسلاك التعليمية، وطبيعة اللغة والثقافة المغربية ونوعية المضامين.

وتشمل الفصول أيضا توصيف البرامج الدراسية، والمقاربة البيداغوجية والمقاربات الديداكتيكية، وطرق التدريس والوسائل التعليمية، والتقويم والدعم والإجراءات الخاصة بها.

وتتمثل الأهداف اللغوية للإطار المرجعي، في تحفيز تعلم اللغة بأساليب حديثة، وإقدار المتعلم على التمكن من مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، والتحكم التدريجي في قواعد اللغة وكذا اكتساب رصيد لغوي يمكن من تلقي وفهم وإنتاج الخطابات.

وقد تم إنجاز الوثيقة بمنهجية عملت على ترصيد حصيلة كل المجهودات المبذولة، وتعزيز جوانب التقارب والتكامل بين البرنامج وبين المناهج الدراسية التي يتابع أبناء الجالية دراستهم في إطارها ببلدان الإقامة.

كما تم خلال اللقاء تقديم نتائج الدراسة التقييمية لبرنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج، التي أنجزتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.

يذكر أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، يعد هيئة استشارية للتفكير الاستراتيجي وقوة اقتراحية في قضايا التربية والتكوين والبحث العلمي، وكذا آلية لرصد تطور المنظومة عن كثب بفضل التقييمات المنجزة وفق المعايير العلمية المعمول بها دوليا في المجال.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-