ويسألونك عن الحركة ؟!!

غربية هي حُمى الأخبار الحصرية والعاجلة التي أصابت أو باغتت أغلب الصفحات التعليمية، وأقول حُمى لأنها تملك من أعراض المرض أكثر مما تحمل من تباشير الصحّة. كمٌّ وفيرٌ من الأخبار العاجلة والآجلة تنهال علينا ريّانةً بحقائق مشوّشة، تائهة، متخلّفة التناقض، بذيئة التنافر، لا تُفيد مُختلاً ولا عاقلاً، و ما أدري ما إن كانت الحيلة قد انطلت على العقول، أم أن أَمَدَ اليأس من انتظار النتائج قد طال ليفسح الطريق أمام هذا الدّجل !!

أما دبّجت الوزارة قبل أسابيع بيانات وبلاغات تتبارى فيها كلمات اللامعنى والمصطلحات المهلوسة فتحًا وكسرًا، وتبشّر المشاركين بمنهجية جديدة يقطفون ثمارها غضة يانعة منتصف هذا الشهر ؟!!

ما الذي جرى إذن ؟!! أخلفتْ الميعاد، ومع ذلك لم تكلّف نفسها عناء دبج بيان لتواجه به هذه النازلة بإباء، وتدلّ الحيارى منا لتفاصيل ما وصلت إليه من تدابير، ما الذي انتهى وما الذي بقي؟ عسى أن ينبلج بذلك ضوءٌ غميسٌ في هذه المتاهة.

هذه الوزارة التي ما برِحت تَلُوكُ التنويهات العتيقة التي شاخ جِدالُها وحديثُها عبر مذكرات ومراسلات ونصوص تنظيمية تحث على حسن التدبير، و سلامة التسيير، وحكامة التنظيم و البرمجة المسبقة ..و..و.. وهَلُمَّ هراءً، هاهي اليوم لا هي دبّرت، ولا سيّرت، ولا نظّمت ولا برمجت !!

ألهذا الحد تسترخصنا الوزارة ؟!! ألهذا الحد صرنا عبثًا ما عاد يهتم له أصغر موظفي الوزارة، وإن كان فلأجل أن يقال (الأساتذة خاصاهم الخدمة) كما جاء على لسان بنكيران.

وحتى النقابات ما عاد لها صوت مسموع، فقد اختنقت من التخمة بفضل أموال الدعم التي اشترت بها الحكومة مواقفها، وكأن النضال الحقّ تنازل عنه وارثوه الحقيقيون فصار نَهبًا لكل مدّعٍ وأسهمًا يتصارع عليها أَرْدَأ التجّار !! وكأن كرامتنا التاريخية ماتت وما تركت أحد غير لُقطاء يتصارعون في إثبات الانتساب علَّهم يظفرون بأكبر نصيب في هذا الإرث المباح حدّ الابتذال !!

واقعٌ فاضحٌ محزنٌ أليمٌ، فلا غرابة أن تسمع من أعداء مهنتنا من يعتبرون كل واحد منا فضيحة مهنية لا تستحقُّ غير الشّتم والنكران والبصق على لعنة هذا الانتماء !!

فلا ضير إذن أن يكون هذا المصير المشترك في وحدتنا، ما دامت المهنة الواحدة ما استطاعتْ، والوزارة الواحدة ما أفادتْ، والتنسيقية الواحدة ما ألّفتْ، فليوحدنا هذا المصير الذي لن يفرق بين منتقل وفائض إلا بالشكوى !

الحسَن عبد ربّه
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-