ما لم يصلح التعليم العمومي في أساساته، تبقى المجانية رئيسية

نشر محمد نجيب بوليف، الوزير السابق والقيادي بالعدالة والتنمية، تدوينة على حسابه الفيسبوكي ، ناقش فيها اشكالية الغاء مجانية التعليم والجدل الذي رافق القرار ، واعتبر أن التربية والتعليم مشكل جيل و"هوية" بالأساس، وليس بالضرورة مشكل وسائل وآليات

بوليف أوضح قائلا :" إذا كان البعض منشغلا اليوم بالتقصي عن أخبار الحكومة الجديدة المنتظرة، وهذا تقدم كبير في الوعي بضرورة الانخراط الجماعي في الاقتراح والتأثير، فإن البعض الآخر تقدم خطوة إلى الامام، وذلك باقتراح تشكيلة أعضاء الفريق الحكومي المقبل...تكهنات تعبر عن رغبات أصحابها، وقد تكون هناك تشكيلات مختلفة بعدد أولئك الذين يسربون هذه التشكيلات، عن قصد أو عن حسن نية.

لكن ما جد في الساحة هذا الاسبوع هو النقاش الدائر حول التعليم، والذي للأسف لم يخرج منه للعيان والعموم إلا الشق المرتبط بمجانية/عدم مجانية التعليم!!! "

وأردف بوليف بالقول :"المغاربة اليوم أمام معضلة كبيرة، مرتبطة بالتعليم كأساس لبناء الشخصية المغربية التي نريد للمستقبل. فالإصلاح، برمته هو الذي يجب أن يكون موضع نقاش عمومي، أما التركيز "السياسوي" على جزء واحد من وسائل الإصلاح، ففيه تحريف للنقاش العمومي الذي يجب أن يكون، لنوجه -من منطق المجتمع المدني القوي المتفاعل- القرار الحكومي لاحقا، ثم القرار التشريعي الذي سيصادق على كامل الإصلاح، ومنه مسألة المجانية.

أتصور أنه يجب التركيز على مناقشة بعض الأساسيات، ومنها:

١/ ماذا نريد من التعليم، للمغاربة وللوطن؟ بمعنى المخرجات النهائية...ولا شك أن الجواب عن سؤال الهوية يدخل في هذا المجال.

٢/ ماذا نريد من المتعلمين؟ وهو سؤال المضمون والمحتوى...هل هو تلقين أم تعليم أم تربية؟ هل نريد حفاظا أم مبدعين أم مبتكرين؟؟؟ هل هو تكوين مهني أم نظري أم مختلط؟؟؟

٣/ ماذا نريد من "المعلمين"؟ وهو سؤال الموارد البشرية الضرورية لبلوغ الأهداف المسطرة!!! فليس المهم هو كم يبقى المعلم في الدرجة وفي السلم، بقدر ما يهم معرفة ما هي قيمته المُضافة كمربي للاجيال...

بعد الجواب على هذه الأسئلة، آنذاك يصبح مشروعا طرح الاشكالات المرتبطة ب وسائل تحقيق الأهداف، وكيفية التنزيل، والموارد المالية...الخ. وبالتالي فسؤال المجانية في النقاش سؤال لاحق، وليس سابقا للعملية الإصلاحية ككل...فلا معنى أن يبقى التعليم على حاله، كما هو، دون المستوى، ثم نأتي لنتحدث عن إيقاف المجانية والبدء في الاداء!!!

مالم يصلح التعليم العمومي في أساساته، تبقى المجانية رئيسية...وعندما تتطور الخدمة العمومية المقدمة والتربية المنشودة، آنذاك فقط، يمكن البحث عن بدائل لتمويل القطاع."

وزاد القيادي قائلا :"قد نحقق نموا اقتصاديا معتبرا خلال السنوات المقبلة، وقد نحقق تطورا اجتماعيا ملحوظا اذا ما خلصت النيات وتغيرت العقليات، لكن أن نحقق تطورا في تعليمنا وتربيتنا، فذلك رهين بضرورة وجود إرادة سياسية أولا، ثم إرادة مجتمعية ثانيا، يعملان بنفس الوتيرة وبنفس المستوى. ولتحقيق ذلك وجب تقديم تضحيات كبيرة، على صعيد الموارد المالية بدون شك، ولكن على صعيد الموارد البشرية التي تبقى الرافعة الاساسية لكل اصلاح... وتخوفي الكبير هو ان نبقى أسرى لمنطق تغليب الامور المادية على الامور التربوية والبيداغوجية والإنسانية...وبالتالي لن يكون هناك اصلاح في العمق، بل في الشكل فقط...وآنذاك سنكون لا قدر الله، أخلفنا موعدنا مع التاريخ، لعقود قادمة...

فاللهم وفق بلدنا للاختيار الأصوب..."

عن موقع أخبارنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-