أساليب تدريس التربية الإسلامية عناصرها وعوامل نجاحها

حنان خياطي

في ظل التساؤلات والعوائق  التي ترافق تدريس مادة التربية الإسلامية نستحضر  أهم الأسئلة التي ينبغي أن يجيب عليها ديداكتيك التربية الإسلامية’وهي كيف ندرس هذه المادة ؟  وما الطرائق  الكفيلة بتحقيق الأهداف والكفايات ؟ فقضية طرائق التدريس للأسف هي أهم إشكال يواجه أساتذة  المادة. 

تهدف أساليب التدريس إلى تنظيم المواقف التعليمية لتنمية قدرة المتعلمين على التعلم وممارسة التعلم استنادا إلى جهودهم  الشخصية لتنمية شخصياتهم بكافة جوانبها ’ويعني بالطريقة جميع أوجه النشاط الموجه الذي يقوم به المعلم لمساعدة المتعلمين على تحقيق التغير المنشود في سلوكهم ’ومساعدتهم على اكتساب معلومات ومعارف وعادات واتجاهات وميول وقيم مرغوبة .
وتتنوع أساليب تدريس التربية الإسلامية ’فنجد منها الأسلوب القصصي وأسلوب الحوار والمناقشة والتدريب العملي والترغيب والترهيب.... . ومع أن معلم التربية الإسلامية هو العنصر الأساسي في الموقف التعليمي وهو المحرك لدوافع المتعلمين وهو موجه ومثير لأفكارهم والمشكل لإتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة والتي من خلالها يمارس الأساليب التي اهتم بها القرآن الكريم  في تربية المسلمين, وجاءت التربية الحديثة لتؤكد على مراعاة نظريات التعلم من خلال مشاركة المتعلم الإيجابية في العملية التعلمية ’ولا يخفى على أحد أن نسبة لا بأس بها من المتعلمين تدخل قاعة الصف وهي غير مبالية لحصة التربية الإسلامية ’كما أنها غير فاعلة أو متفاعلة مع المعلم ’ولعل أسلوب التدريس قد يسهم في ضعف فاعلية المتعلمين وتفاعلهم مع المعلمين .ومن هنا تأتي هذه الدراسة محاولة معرفة واقع أساليب التربية الإسلامية وما تواجهه من مشكلات متعددة للمساهمة في تطوير أساليب تدريس التربية الإسلامية لرفع المستوى التعليمي للمتعلمين.

ومن الأمورالبديهية في التربية أنه ليس هناك طريقة أو أسلوب واحد في التدريس فهناك أساليب شتى يستطيع المعلم أن يختار منها ما يناسب الموقف التعليمي بحيث يراعي مستوى المتعلمين
وما  يتناسب وخصائص نموهم العقلي والنفسي والوجداني مع الأخذ بعين الإعتبارمستوى إدراك الطلاب والدوافع التي يمكن أن تثير مشاعرهم وتهيئ نفوسهم للتلقي والتعلم مع احترام مبادئ  الشخصية ونشاطهم الذاتي ومشاركتهم الفاعلة في عملية التعلم ’وليس عن طريق التلقين وحشو المعلومات دون فهمها ’ومن أبرز الاساليب في التربية الإسلامية :
الأسلوب القصصي : حيث أن القصص القرآني يستخدم لجميع أنواع التربية   والتوجيه التي يشملها المنهج التربوي الإسلامي لتربية الروح والعقب والجسم,والقصة في التدريس لا بد أن تكون شخصياتها واقعية لكل عصر ,كما يجب أن تدعو الإنسان وتثير عواطفه   وتبقى القصة من الطرق المحببة في التدريس ونشر الوعي
أسلوب الحوار والمناقشة : من الأساليب التي استخدمها القران الكريم والحديث الشريف لغرس العقيدة الصحيحة وتأصيل الأخلاق والفضائل الحسنة وهذا الأسلوب غالبا ما يتم استخدامه مع المتعلمين لربط الفكار وأخد الشواهد من القران الكريم والأحاديث النبوية .
أسلوب ضرب المثل :حيت يقدم هذا الأسلوب  الأفكار والمعاني بصورة واضحة وهو أسلوب فاعل في توضيح المفاهيم وإزالة الغموض عنها.
أسلوب المحاكاة والملازمة : حيت تعتبر القدوة استجابة فطرية من المتعلم للمعلم وتطبيق عملي للسلوك تتم عن طريق المشاهدة اليومية المباشرة وفيها إشراك الحواس.
أسلوب الوعظ : من أهم وسائل الثأثير في تكوين المسلم أنها تذكره بالنصيحة وما لها مت أثر في رفعة الإنسان وإبعاده عن الرذائل
أسلوب التدريب العملي :وهذا الأسلوب يقوم على أساس تكرار وتثبيت العمل في نفس المسلم ’ويعتبر اسلوبا نا جحا عندما تكون الموضوعات تحتاج على ذلك ,فكلما ارتبط التعلم بالعمل كان أثر هذا التعلم باقيا وثابتا ,حيت أن ممارسة المتعلم لما تعلمه يؤدي على ثبات الخبرة التعليمية.
أسلوب المحاضرة : من أقدم الطرق التعليمية وفيها يتم الإتصال الشفوي بين المعلم والمتعلمين ومن خلالها يتم نقل المعرفة ومساعدة المتعلمين ومن خلالها يتم نقل المعرفة ومساعدة المتعلمين على تنظيمها وتسلسلها لفهم وإدراك العلاقات بين اجزائها.
أسلوب الترغيب :من الأساليب التي تعتمد على إثارة الإنفعالات والإقناع والبرهان المصحوب بالبشارة والوعد في تربية المسلم وتهذيب نفسه.
أسلوب الترهيب : وهذا الأسلوب ينبني على الترهيب من عذاب الله ليكون ذلك ثمرة عملية سلوكية.
أسلوب القياس : ويقصد به  ذكر مقدمات والطلب من العقل أن يتوصل إلى النتيجة التي لا يصرح القران بها في كثير من الأحيان ,بل يشير إليها ويترك للعقل معرفتها.
أسلوب حل المشكلات : يستخدم هذا الأسلوب من خلال طرح قضية واقعية تثير اهتمام المتعلمين وتدفعهم نحو البحث عن حلها ,ويكون دور المعلم فيه توجيه وإرشاد ,حيت يوجههم إلى جمع المعلومات من مصادر مختلفة مما ينمي لديهم التفكير ومهارات تنظيم المعلومات وتبويبها والقدرة على الإستنتاج ثم الوصول إلى الحل.
وهو أسلوب يهدف إلى تشجيع المتعلمين على إيجاد الحلول للمواقف بأنفسهم انطلا قا من المبدأ الذي يهدف إلى تشجيع المتعلمين على ممارسة البحث والتنقيب والتساؤل وافستقصاء والذي يمثل قمة النشاط العلمي.
أسلوب التعليم الجمعي : يعتمد هذا الأسلوب على الحوار والمناقشة حيث يحفز المتعلمين على التفاعل والمشاركة ,ودور المعلم يكون عبارة عن قيادة المناقشة نحو الهدف المحدد وبالتالي تقييم وجهات النظر أثناء المناقشة نحو الهدف المحدد وبالتالي تقييم وجهات النظر أثناء المناقشة ومدى ارتباطها بالموضوع مما يدفع إلى إثارة اهتمام المتعلمين وحفزهم على التفكير ومن ثم تحديد الإستنتاجات النهائية.
أسلوب تحليل النصوص الأصلية :من أساليب تدريس التربية الإسلامية ويهدف إلى تمكين المتعلم من التفكير في النص الأصلي وتحليله والوقوف على معانيه ودلالاته,وهو أسلوب ينمي قدرة المعلم على التحليل والنقذ والموازنة ويدفعه على البحث عن أسباب قول النص من القران أو السنة أو السيرة ومعاني المفردات والتراكيب الصعبة والأفكار الأساسية والثانوية والدروس المستفادة والقيم والإتجاهات.
أسلوب الإقناع : ويعتبر من الوسائل الناجعة في إقناع المتعلمين بأمور التربية  الإسلامية لأن فيه تعميم وإقناع وإلزام بالحجة.
أسلوب التعلم الذاتي : يعتمد هذا الأسلوب على استغلال الوقت وتحمل المسؤولية من قبل المتعلم والتفاعل المباشر مع المعلم وإتاحة الفرصة التي تتناسب مع قدرات وميول وحاجات المتعلم للتعلم ,كما أنه يراعي الفروق الفردية والنمو الجسمي والذكاء والفروق الإجتماعية والثقافية.
أسلوب الإستقراء: وهو عبارة عن عملية عقلية تساعد المتعلم على الإنتقال من الحقائق الجزئية إلى الحقائق العامة.
أسلوب الإستنتاج : وهو الأسلوب الذي يتم من خلاله الإنتقال من الحقائق العامة إلى الحقائق الجزئية وهو عكس الإستقراء.
أسلوب التقنيات التربوية : لا شك أن استخدام التقنيات التربوية والوسائل التعليمية مفيد في توصيل المعلومات فهي تقرب وتوضح المبهم وتشوق إلى مايدرس وتختصر الزملن والمسافات ما يجعل التعليم فعالا ,وتتعدد التقنيات التي يمكن استخدامها وتوظيفها في التربية الإسلامية فهناك الشرطة المسجلة والأفلام التعليمية واللوحات والمجسمات والخرائط والصور والحاسوب .
إن تنظيم الموقف التعليمي يتطلب أساليب تدريس تؤدي إلى تنمية القدرة على التعلم لدى المتعلمين لتنمية شخصياتهم ولا يتم ذلك إلا إذا حدث تواصل بين المتعلم والمعلم بعيدا عن أسلوب التلقين ’ومن المسلم  كما ثم ذكره  أنه لا يوجد أسلوب واحد أو طريقة واحدة في التعليم ’بل هناك أنماط وأساليب تدريسية مختلفة ومتباينة في مراحل التعليم المختلفة ’كما أنه لا يوجد أسلوب تدريس واحد أفضل يصلح لكل المواقف التعليمية التعلمية ’فجودة الأسلوب في التدريس ومحكه ومعياره يتحدد بمدى توافقه مع الهدف أو الأهداف التعليمية المرسومة والمنشودة مع مراعاة استعدادات المتعلمين ومستوياتهم وإثارة اهتمامهم بمادة التعلم وتمكينهم من السعي لفهم الأشياء ليصبحوا مستكشفين لمواجهة المشكلات والوصول إلى الإستنتاجات من خلا ل التفكير العلمي ,ولذلك كان لا بد أن تكون مدخلات ومخرجات العملية التعليمية ذات نوعية متميزة وقادرة على التطور والتغير الإيجابي .
ومن هنا يأتي الإهتمام بالمتعلم ونوعية إعداده إعدادا جيدا ,ولتحقيق ذلك يتطلب المعلم المميز الإعداد والتكوين العلمي والأدائي المعمق’مما يتطلب امتلاكه لكفايات علمية تخصصية تترجم إلى أساليب تدريس تشجع على النشاط وتنمي التفكير الذي هو هدف التعليم للوصول إلى الإنسان الصالح العابد.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-