محاضر المغادرة .. إجراء إداري يثير استياء أساتذة استعجلوا العطلَة

يتجدد كل نهاية موسم دراسي الحديث عن توقيع محاضر المغادرة للأساتذة المدرسبن ، ممتعضين من قطع مسافات طويلة، خاصة لمن ينحدرون بعيدا جدا عن مقرات اشتغالاتهم بالمداشر والبوادي، مقترحين التوقيع مباشرة عقب الانتهاء من إجراء الامتحانات، أو بعد تسليم النتائج للتلاميذ، بدل التاريخ المقرر من طرف وزارة التربية الوطنية.

وبسبب تزامن تاريخ توقيع محاضر المغادرة هذه السنة مع عطلة عيد الفطر قامت الوزارة بتقديم الموعد من 10 يوليوز إلى الـ4 منه. كما حدد المقرر الوزاري يوم توقيع محاضر دخول أساتذة الابتدائي في 2 شتنبر، وأساتذة الإعدادي في 3 من الشهر نفسه.

ويرى الأستاذ عبد الوهاب السحيمي أن "هذه المحاضر دون أي جدوى أو إضافة، غير تعذيب الأساتذة والأستاذات وجعلهم يقطعون مئات الكيلومترات"، معتبرا أن "من الأساتذة من يقطع مسافات طويلة ذهابا وإيابا، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، أو العكس، من أجل القيام بإجراء بسيط يتعلق بتوقيع وثيقة كان بالإمكان أن يتم توقيعها في تاريخ سابق وإغناء الشغيلة التعليمية عن هذا التعذيب والروتين السنوي".

المتحدث نفسه أعاد التذكير بأنه "في حالة عدم حضور الأستاذ إلى مقر عمله لتوقيع محضر الخروج يعتبر منقطعا عن العمل ويتم الاقتطاع من أجرته طوال العطلة الصيفية، وتفتح في حقه مسطرة الانقطاع عن العمل، وما يترتب عنها من إجراءات زجرية، كما هو منصوص عليه في المادة 75 مكرر من النظام الأساسي الخاص بالوظيفة العمومية".

من جهته، اعتبر محمد اليعقوبي، عضو الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب، أن الغاية من توقيع محاضر المغادرة تروم ضمان استمرارية المرفق العمومي، متمثلا في المدرسة، وليبقى الأستاذ رهن إشارة المؤسسة التي يشتغل ضمن فريقها إلى حين توقيعه المحاضر.

مدير مدرسة الإمام الغزالي الابتدائية أوضح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونيّة، أن "مهام الأستاذ لا تنتهي عند تسليم النتائج للتلاميذ أو بعد مغادرتهم، بل تضم كذلك مجموعة من العمليات الإدارية والتربوية غير المرتبطة بالنتائج، من مجالس المؤسسة والأنشطة والأعمال الإدارية التي تكون خارج فترة التدريس"، متسائلا: "كيف يمكن التعامل مع هيئة تدريس توقع عبر الإنترنت أو عبر مراسلة أو في أقرب مديريّة إقليميّة؟".
 
عن موقع هسبريس
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات