شفشاون: الشراكة مع المجتمع المدني رافعة لتحسين جودة العملية التربوية

إيمانا منها بكون مسالة التعليم  شان مجتمعي، ورافعة للتنمية بأبعادها المختلفة، وانسجاما مع الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتعليم، وفي إطار انفتاح المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشفشاون، على مختلف الشركاء والمتدخلين، بغية الرفع من جودة وخدمات هذا القطاع، ومن أجل تعزيز الأوراش المفتوحة في هذا المجال من خلال البرامج السارية، وللتغلب على بعض الصعوبات خاصة بالعالم القروي، انتهجت المديرية الإقليمية سياسة الانفتاح على واجهة المجتمع المدني بمختلف مكوناته، عبرعقد شراكات، تروم التدخل في بعض المجالات ذات الأولوية،استجابة لحاجيات المتعلمات والمتعلمين بالإقليم، وكذا لضمان تكافؤ الفرص للجميع.

في هذا السياق، تم عقد شراكات إستراتيجية مع مختلف جمعيات المجتمع المدني، بالنظرلاختلاف مجالات تخصصها وتدخلها، فمنها ما هو موجه نحو تعزيز البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية، ومنها ما له علاقة بالحياة المدرسية، عبر لقاءات تكوينية وحملات تحسيسية، ناهيك عن مجال التعليم الأولى، محاربة الأمية، تعزيز أسطول النقل المدرسي بالإقليم، لتسهيل عملية الولوج وفك العزلة عن بعض المؤسسات النائية خاصة بالعالم القروي، بما يضمن الرفع من نسب التمدرس ، ومحاربة الهدر المدرسي. مع استحضار البعد البيئي والصحي. وما الصور المرفقة بهذا المقال إلا نماذج من تدخلات عديدة لجمعيات المجتمع المدني بمختلف جماعات الإقليم.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن المديرية الإقليمية أبرمت حوالي ستين(60) اتفاقيات شراكة مع المجتمع المدني،كلها تروم الرفع من جودة وخدمات هذا القطاع، الذي يشكل أساس كل تنمية.    


وحتى لا تفوتنا الفرصة لابد من الإشادة بدور نساء ورجال التعليم على مبادراتهم الخلاقة، وانخراطهم في الورش الإصلاحي الوطني، دفاعا عن المدرسة العمومية، وخاصة منهم المزاولين بالعالم القروي، إذ بالرغم من قساوة الطبيعة وقلة الإمكانيات،استطاعوا اقتلاع الصورة السلبية التي قد يحملها البعض عن المدرسة القروية، والنموذج من دوار تيماتن بجماعة بني صالح، حيث يشتغل الأستاذ الياس بن سليمان، الذي حول قسمه بمجموعة مدارس عمر بن الخطاب إلى تحفة فنية تفتح شهية الدارسين الصغار وتلقنهم دروسا في التطوع والمبادرة، وهو درس كذلك لزملائه في العمل ممن تتوفر لديهم الإمكانيات لكن تنقصهم المبادرة. ونفس النموذج بجماعة امتيوة وتحديدا بوحدة بوسلام التابعة لمجموعة مدارس ابراهيم الروداني، حيث تزاول الأستاذة الفقيري رشيدة، حيث عملت على تأهيل فضاء قسمها بما يليق والعملية التعليمية، وهي تجربة  لقت استحسانا من طرف الساكنة، واطر التأطير والمراقبة التربوية بتلك المقاطعة. وبهذه المناسبة ومن خلال هذا المنبر تتوجه المديرية الإقليمية إلى كافة العاملين، من أطر إدارية وتربوية، والى تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بنداء لضرورة الانخراط في هذا الورش الكبير، والحفاظ على ما تم تحقيقه، وما يتطلب إنجازه، صونا لحرمة المؤسسات التربوية. وبذل المجهودات الضرورية لأجرأة منجزات جديدة، بما يجعل فضاء المؤسسات التعليمية جذابا ومشجعا على التحصيل الدراسي.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-