سيناريو بيداغوجي بمدرسة 11 يناير بالمديرية الإقليمية بفاس


في سياق تنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 وخصوصا تفعيل التدبير الأول من التدابير ذات الأولوية، وتفعيلا للمذكرة الوزارية 106 الصادرة بتاريخ 27 أكتوبر 2015 والمتعلقة بتأطير التدبير الأول الخاص بتحسين منهاج السنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي والذي يهدف إلى إرساء الكفايات الأساسية في القراءة والكتابة والرياضيات والتفتح،  وتمكين التلاميذ من متابعة دراستهم بنجاح في السنوات الموالية بعد تملك الأدوات الأساسية للتعلم؛ والذي يعتمد استثمار الموارد الرقمية الموضوعة رهن إشارة المؤسسات التعليمية في إطار برنامج جيني بشكل مدمج في المقاطع التعليمية التعلمية كمرتكز أساسي  لهذا التدبير، تم تنظيم لقاء تربوي بمدرسة11   يناير  الابتدائية  التابعة  للمديرية الإقليمية فاس   يوم20  أبريل  2016      

      وفي كلمة تأطيرية بداية  اللقاء التربوي أوضح ذ: عبد القادر حاديني أن الدرس التطبيقي  يندرج في إطارعملية تجريب المنهاج المنقح للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي في مجال العلوم  وفق نهج التقصي وإدماج الموارد الرقمية.

     حضر هذا اللقاء إلى جانب المدير الإقليمي لفاس ذ:  محمد الموساوي رئيس قسم الشؤون التربوية والخريطة المدرسية والاعلام والتوجيه ،وعدد من مديري المؤسسات التعليمية  المجاورة  .  كما أشرف على تأطير اللقاء كل من: السيدات والسادة :  فاطمة  الكمراوي صديقة كاوكاو مستشارة أكاديمية فاس مكناس في مجال إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم.  محمد مكواز أحمد الجناتي مفتشا التعليم الابتدائي بالمديرية الإقليمية فاس  .

     وتضمن  برنامج اللقاء  كلمة ذ:  ذة  فاطمة كمراوي كمؤطرة متبوعة،   أوضحت من خلالها سياق الدرس التجريبي باستعمال المورد الرقمي  ، أهدافه ومرجعياته  والنتائج المنتظرة منه .متبوعة  بكلمة محمد شورى  مدير مؤسسة 11 يناير   تلا ذلك   تقديم سيناريو بيداغوجي  من طرف ذة:  فتيحة الغازي  في مادة   النشاط العلمي " الدارة الكهربائية البسيطة الترميز والتركيب " موضوع فيزيائي في محور الكهرباء ، عبر  توظيف الموارد الرقمية حيث استهدفت الأستاذة  تعرف الرموز الي تمثل عناصر دارة كهربائية بسيطة  ككفاية  .  ولوضع   التلاميذ  في الصورة  طرحت وضعية مشكلة  ، حيث  تدخل الأستاذة رفقة متعلميها  حجرة دراسية مظلمة ، وطلبت  من أحد التلاميذ تشغيل المصباح لإضاءة الحجرة . لكن المصباح لايضيء.   ليتساءل التلاميذ عن الأسباب الممكنة التي تحول دون إضاءة المصباح  ،  وأثناء الدرس تذكر الأستاذة التلاميذ بالمفاهيم و المصطلحات العلمية المساعدة على الصياغة العلمية للمشكل،  محفزة متعلميها  على صياغة الفرضيات الممكن الاشتغال عليها  ثم تدونها على السبورة  ، وتدعوهم إلى مناقشة إنتاجاتهم  واقتراحاتهم واضعة رهن إشارة التلاميذ العدة اللازمة للقيام بالتجارب الضرورية بطاريات مصابيح أسلاك قواطع ،  فيما  ظلت تتابع أعمال و تحركات التلاميذ من أجل المساعدة و التوجيه .   حيث لوحظ  الانسجام  والدقة  المنهجية  في المراحل بدء من   الصياغة العلمية  مرورا  بصياغة الفرضيات  واختبارها   إلى غاية تقويمها.

    ونوه المدير الإقليمي  لفاس بالأستاذة فتيحة الغازي التي قدمت درسا تطبيقيا ،  وثمن المقاربة المنهجية والديداكتيكية معتبرا  اللقاء  ناجحا بكل المقاييس، كما  شكل فرصة حقيقية للتقاسم وتبادل الخبرة والتجارب الناجحة . و سجل المدير الاقليمي بارتياح  ابتعاد السيدات والسادة  المتدخلين عن ما أسماه  "نقد المزالق"،  مؤكدا في السياق ذاته  اعتبار لحظة الخطأ فرصة ذهبية للتعلم و على أهمية  ثقافة الاحترام والحوار الهادف لتطوير التجربة.

    من جهة ثانية  ، أكد ذ عبد القادر حاديني رغبته في مواكبة كافة الأنشطة التربوية والإنصات ومتابعة التجارب الفعالة للسيدات والسادة الأساتذة  في سياق متابعة تجربة المنهاج المنقح ،كما شكر السيدة والسادة المفتشين على إشرافهم  الفعلي وتأطيرهم والتنسيق الدائم بينهم وبين هيئة التدريس .

      على صعيد المداخلات النظرية ، تناول الأستاذ محمد مكواز مفتش تخصصي في مادة الرياضيات  والعلوم اعتمادا على نهج التقصي كإطار نظري يهتم بنشاط التلميذ في التعلمات العلمية ،واستعرض ذ :مكواز  بإسهاب نهج التقصي  لغة واصطلاحا ، كما أبرز مرجعياته  التاريخية  سياقه ودوافع اعتماده ،  ومعايير تنفيذ خطواته ،  ومستوياته، وكذا  النتائج المتوقعة من تطبيقه، إن على مستوى الأداء أو التحصيل العلمي التربوي ،كما قدم  بطاقة تهيئ مقطع تعليمي مراحل نهج التقصي من وضعية انطلاق مرورا بصياغة المشكلة بأسئلة منتجة  عبورا  إلى اقتراح فرضيات وإنجاز التقصي من طرف التلاميذ  انطلاقا من تحقيقات أو زيارات أو البحث في الوثائق عبر ملاحظات مباشرة ، وصولا إلى التجريب مع تركيب بنية للمعلومات ، موضحا أن اكتساب المعارف وتنمية الكفايات من خلال نهج التقصي ينمي الفضول والإبداع والتفكير النقدي والفائدة في التقدم العلمي والتقني  لدى المتعلم .  وخلص ذ مكواز إلى أن  ممارسة التلميذ للعلوم وفق نهج التقصي  هو عندما يتمكن  من طرح الأسئلة والتخطيط لبحث بسيط والقيام به واستخدام المعدات والتعبير عن النتائج التي حصل عليها وتعديل تفسيراته.      وفي نفس السياق ، تناول الأستاذ أحمد الجناتي محور مكونات حقيبة الموارد الرقمية   موضحا بالشرح والتفصيل  مختلف آليات عملها وطرق وأساليب توظيفها  ،  كما  تطرق  إلى  أنجع الوسائل لاستثمارها كمورد رقمي   الأمثل لمكوناتها  ،وكذا  الاستعمال الجيد لها سواء من قبل الأساتذة او التلاميذ..قبل أن يفسح المجال  للقيام ببعض  الاستعمالات  التجريبية  التي كانت مناسبة لتصحيح  العديد من المواقف ..  وعلى صعيد آخر ،  تناولت مداخلة الأستاذة صديقة كاوكاو حول "أهمية إدماج الموارد الرقمية في الحصص التعليمية التعلمية"، واقع ورهانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحقل التربوي باعتبارها رافعة يمكن أن تستند عليها  المدرسة المغربية في لعب أدوارها الأساسية المتجلية في قدرتها على المواكبة السريعة والملائمة لتحولات محيطها المحلي والعالمي وإدماج مستجداته وابتكاراته وباعتبارها أيضا تمكن من رفع تحدي الفجوة الرقمية والارتقاء بالمجتمع المغربي من مجتمع مستهلك للمعرفة، إلى مجتمع لنشر المعرفة وإنتاجها، عبر تطوير البحث العلمي والتقني والابتكار في مجالات العلوم البحتة والتطبيقية، والتكنولوجية الحديثة، و كذا الإسهام في تعزيز تموقع المغرب في مجتمع المعرفة وفي مصاف البلدان الصاعدة.   وباعتبار هذا اللقاء مناسبة للتقاسم وتعميق وتصويب الممارسات الصفية المدمجة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس،  تقاسمت السيدة المستشارة برنامج عملها المواكب لتنزيل التدبير الأول والمتضمن للنقط التالية:تدريب جميع أساتذة مؤسسات التجريب على الاستعمال التقني للحقيبة المتنقلة المتعددة الوسائط وباقي العتاد المعلومياتي المتواجد بمؤسسات التجريب؛تدريب جميع أساتذة مؤسسات التجريب على الإبحار في الأقراص المتضمنة للموارد الرقمية المقتناة من طرف الوزارة؛التدريب على إنتاج سيناريوهات بيداغوجية تتضمن موارد رقمية وفق الدلائل البيداغوجية لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛التدريب على برنام البرمجة المعلوماتية "Scratch "؛تنظيم ورشات قرب بمؤسسات التجريب (تقديم دروس تطبيقية تدمج موارد رقمية تكون مناسبة للتقسم والتعميق والتصويب)تشكيل لجن تبحث وتجمع موارد رقمية وتقديمها للمصادقة من طرف لجن مختصة؛تشكيل لجن لإنتاج موارد رقمية وعرضها للجن مختصة للمصادقة.

       وتلا  الدرس ومداخلات المؤطرين والضيوف التي كانت غنية، مناقشة عميقة خلصت إلى أنه يمكن توظيف أكثر من مورد رقمي لتحقيق نفس الأهداف المتوخاة من الدرس، حيث يستحسن تنويع الموارد المقدمة من أشرطة فيديو عروض متحركة ومقاطع صوتية أو نصوص مكتوبة ، وسجل المتدخلون القيمة المضافة لإدماج الموارد الرقمية بالنسبة للتلميذ)ة(له الذي يضعه في حالة التعلم النشيط ويفتح شهيته للتعلم سيما مؤثرات الصوت والصورة التي تحفز و تنمي القدرات الحس حركية و المعرفية و الوجدانية وتعمل على التشجيع على اتخاذ المبادرة مع اخراج المتعلم ركن فضاء الكتاب المدرسي الجامد. كما تم التشديد على أهمية استحضار اليقظة التربوية في استعمال موارد رقمية غير مصادق عليها. كما أنه لا يمكن التجديد في الوسائل الموظفة دون تجديد في منهجية التدريس والطرائق البيداغوجية الموظفة ، لذلك وجب الاهتمام بتنويع طرائق التدريس والتنشيط وتدبير فضاء القسم وتفعيل آليات التواصل الصفي.      كما كانت المناسبة سانحة لبلورة مجموعة من التوصيات والاقتراحات ، ذهبت جميعها في اتجاه المطالبة بتكثيف الدورات التكونية لهيئة التدريس، وكذا القيام بمبادرات تواصلية وترافعية في هذا الصدد
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-