مايسة سلامة الناجي تكتب: ليسوا صعاليك.. هم أولاد الشعب

هؤلاء الذين صرخوا في وجه رئيس الحكومة بوجدة ـ هو الذي اعتاد على إلقاء خطاباته في تجمعات خطابية منظمة خاصة بالمتعاطفين أو داخل مقرات حزب العدالة والتنمية محاطا بقياديي وشبيبة حزبه يصفقون ويهللون على كل كلمة حتى لو كانت ضد أم الشعب

هؤلاء الذين ضربوا على الأبواب ليَسمَع صوتهم ويُلقي بالا لما يحسونه من تهميش وحڭرة، علّه يُزيل الصمغ من أذنيه ويراجع نفسه.. ويعيد النظر في سياسات حكومته المعادية لجيب المستضعفين الحامية لرواتب وامتيازات رؤوس الدولة والعاملين بأفلاكهم.. سياساته التي قررت إفلاس صناديق الشعب وإصلاحها من جيب الشعب وانتفاخ وزيادة ميزانيات صناديق النخب! سياساته التي تبيع الصحة والتعليم وشغيلتها لمن يدفع أكثر. سياساته التي يبررها بأن الاقتطاع من أجور المضربين مذكور في القرآن في آية "ووضع الميزان"، على أساس أن كفة فيها العمل وكفة فيها الأجر، بينما لم يجد لا في القرآن ولا في الزبور ما يبرر ميزانه وتقاعده وتقاعد البرلمانيين الذين يشتغلون ولاية 5 أعوام ـ كفته في 5 ملايين شهريا مدى الحياة وكفة فيها الضحك على ذقن الشعب ـ تقاعدهم الذي أحدث جدالا في مجلس المستشارين وسط هذا الأسبوع حين تقدم حزب الحركة الشعبية بمشروع قانون توريثه لأزواجهم، بينما لم يجدوا أجرا ولا عملا قارا للأساتذة المتدربين حسب ادعائهم!

هؤلاء الشباب الذين مارسوا حقهم في الاحتجاج، دون اعتداء ولا تكسير.. مارسوا الديمقراطية التشاركية كما صيغت في دستور 2011، بالصراخ والضرب على أبواب حكومة تأبى أن تسمع صوت الشعب... مارسوا حقهم في الاحتجاج في أبهى حلة دون تكسير عظام كما يفعل بهم الأمن.. هؤلاء ... لم يكونوا مبعوثين من مستشار الملك علي الهمة ولا مؤامرة ضاحي خلفان ولا عملاء إلياس العماري ولا صحافيي قناة دوزيم ولا أعضاء الفرونكوفونية المعادية للإسلاميين ولا عفاريت مرسلين من الملك والدولة العميقة لتبطش بصلاحياته وتعطيها لأخنوش والتكنقراط ـ كما يقول.. ولا ماسونيين يشتغلون لصالح الأجندة الصهيونية لأجل مشروع إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل...

هؤلاء هم ولاد الشعب، فحسب. سئموا وملوا وفاض بهم التعب. لكن وعوض أن يسمع بنكيران.. ويقبل؟ ويعيد النظر؟ ويقف وقفة مع نفسه ويسأل: ماذا فعلت؟ أين أخطأت حتى تأجج الغضب هكذا بالشعب ضدي؟ كيف أتواصل معهم وكيف أتدارك الأمر؟ قرر في لحظة ما أن يتصل بالأمن، ويا للسخرية، بعبارة قالها لأحد بجنبه: "عيط على الدولة"! أي دولة، أليست الدولة التي تدعي أنها تحاربك، أم أنك اليوم تحميها وتحميك من الشعب؟ عيطوا لبنكيران على الدولة.

    "هؤلاء ... لم يكونوا مبعوثين من مستشار الملك علي الهمة ولا مؤامرة ضاحي خلفان ولا عملاء إلياس العماري ولا صحافيي قناة دوزيم ولا أعضاء الفرونكوفونية المعادية للإسلاميين ولا عفاريت مرسلين من الملك والدولة العميقة"


هكذا قرر.. قرر أن يبعث كتائبه ليصفوا الشعب بالبلطجية، دعاة الفتنة مهددي الأمن والاستقرار.. ويهددونهم بأنه لو كان البصري لما فعلوا. لم يفعلوا به كما فعل الأوكرانيون بمسؤوليهم حين رموا بهم في المزابل- ولا كما فعل من احتج على جورج بوش وقذفه بحذائه على وجهه ـ هم فقط صرخوا، لكن بلطجية بنكيران قرروا أنه كل من صرخ في وجه بنكيران فهو من عبدة الشيطان.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-