باحثون و مبدعون تربويون يناقشون طرق و كيفيات تطوير الممارسة البيداغوجية من قلب عاصمة البوغاز

بدعوة كريمة من الكتابتين: الجهوية والإقليمية المنضويتين تحت لواء الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، احتضنت قاعة الاجتماعات بغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات نشاطا تربويا راقيا، تحت موضوع: " تطوير العملية البيداغوجية ، من أجل رؤية نسقية شاملة"  أطرته ثلة من الاساتذة الباحثين و المبدعين في ميدان التربية و البيداغوجيا ، وذلك يوم السبت المنصرم على الساعة 4 مساء.

**** ببلوغرافيا النشاط:
**** الأطراف الفاعلة في النشاط :
 1البحار هشام: مسير الجلسة
2خالد الغزواني:  باحث و مرشد تربوي و فاعل جمعوي.
3محمد النالي: باحث ومفتش تربوي وفاعل جمعوي.
4الحسين وبا:  باحث و كاتب و ممارس تربوي .

**** مضمامين النشاط:
بعد إشارته الهادفة الى اختلاف النظريات و التقييمات التي انصبت بالتشخيص على ازمة المدرسة المغربية بشكل عام، أكد الاستاذ المحاضر ان عملية تطوير الممارسة البيداغوجية هي عملية نسقية حقيقة و بنيوية المنهج – نظرا لما تعتمده من استقراء ووصف وتركيب و تحليل و استنتاج- من جهة ، ثم لأن العناصر المتحكمة في إرسائها و نجاحها يصعب عزلها عن بعضها او التفريق بينها من جهة اخرى . و قد لخصها الاستاذ الحسين في:

1-الوسط المدرسي: و ما يلزمه من حضور و اشعاع ، و ما يحققه من خدمات و نجاحات على مستوى الحكامة في التدبير و ارساء الانشطة التربوية الهادفة.

2الهيئة المؤطرة: و ما تراكمه من خبرات و تجارب في الميدان و ما تنسجه من علاقات و تواصلات مهنية/داخلية و مدنية/خارجية مع المهتمين وباقي فعاليات المجتمع بشكل عام.

3- الادارة التربوية: وما يلزمها من دينامية و مهنية- حداثة في الرؤية وفي اعتماد المقاربة الناجعة لحل المشكلات و اعطاء الحلول و البدائل المتوخاة –

4-المدرس: ومدى الحس المهني الذي يتمتع به، و مدى انخراطه في ورش اصلاح المنظومة التربوية، ومدى حرصه وتوظيفه للأدوار المكفولة له اليوم: المدرس/المهندس- المدرس /المدرب- المدرس/الحكم.....الخ من الادوارالحيوية التي تكلم عنها الاستاذ المبدع: محمد بوبكري.

5- المتعلم: الذي يجب ان يوضع له تشخيصا قبليا اي قبل انطلاق الموسم الدراسي لمعرفة كل من شانه ان يعوق مساره الدراسي و يكرهه في النهاية على الانقطاع. و ذلك بدءا من مسكنه هل هو قريب ام بعيد عن المدرسة؟ ثم  وسطه العائلي، هل هو ميسور ام ضعيف؟ هل يعيش مع أبويه اومع احدها ام مع اجداده ام في مؤسسة ذات الصلة؟انها أسئلة و جهود تتوق الى بلورة فكرة شاملة عن المتعلم في محاولة منها ، بناء أرضية جديدة من شانها النهوض بأوضاعه الدراسية .
اما لتجاوز بطء الممارسة البيداغوجية أو فشلها ، فقد اقترح الممارس في الميدان ، استحضار و توفير ثلاثة مسلزمات او عناصر رئيسية نذكرها كالتالي:

1-تقويم الاداء المدرسي و تطويره: و يتعلق الامر بالخطة المدرسة التي تتبناها مؤسساتنا في تحديدها للاولويات التي تستهدف مخرجات عملتي التعليم و التعلم للارتقاء بهما الى مستوى الجودة العالية.دون اغفال تشغيل محرك تقويم كل النتائج المحققة.
 
2-فاعلية المدرس الممارس: وهي الزاوية التي تلزم الحكومة السياسية بتحفيز هذا الاخير و تمتيعه بتكوين بيداغوجي رصين، و بتنزيل عرض تربوي غني و متنوع و بتوفير كل الشروط و الوسائل الضرورية والمناسبة لإجراء الممارسة البيداغوجية على أحسن وجه.

3-الجودة التعليمية: و المراد من هذا العنصر هو تحويل المؤسسة الى وحدة تدريب و جعلها بيئة صالحة و مهيأة لتعلم المدرس و المتعلم على حد سواء، من خلال تحديد المؤسسة لاحتياجاتها من الموارد البشرية و المالية والفنية و الرياضية و اللوجستيكية الى حد ايصال صورتها الى أعلى درجات الكفاءة والجودة المطلوبة.

بعده تناول الكلمة: خالد الغزواني، الاستاذ الباحث واحد الاسماء اللامعة باقليم شفشاون في المبادرة الميدانية التي تخص العمل الجمعوي بشكل عام. وقد بنى موضوع مداخلته  " المقاربات البيداغوجية في علاقتها بالممارسة البيداغوجية"  على زاويتين أساسيتين هما:
1-من زاوية النظر و التأصيل ، انطلاقا من السؤال المحوري التالي:هل المقاربات البيداغوجية التي نشتغل بها تمتلك كل الاجاباتعن أسئلتنا و اشكالياتنا التربوية؟
2-من زاوية الممارسة البيداغوجية العامة، انطلاقا من السؤال المحوري التالي: هل ما نمارسه تربويا له ارتباط بزوايا نظر معينة ام بخبرات شخصية ام بنمط ام بنموذج/براديغم مؤسس على رؤية مشهود على قيمتها من طرف علماء التربية و الديداكتيك؟
ولتخفيف الاستاذ المحاضرعياء  الاشكالين السابقين ، فقد اعتمد في تحليله للعلاقة القائمة بين  المقاربات البيداغوجية والممارسة التربوية على أربع فرضيات اساسية:
-الفرضية الاولى: تفيد ان المقاربات البيداغوجية على اختلافها و على غناها المضموني و التقني لم تسعف الممارس التربوي على تجاوز اعلب الاشكالات المطروحة في الميدان.
-الفرضية الثانية: تفيد ان المقاربات البيداغوجية المطبقة حاليا ، لا تنتمي في نشاتها الى واقع الممارسة التربوية و بعيدة كل البعد عنها، و لذلك فهي ابعد من ان تكون في مقدورها استيعاب الحاجات الحقيقية للمجتمع التربوي المغربي في بعده العربي الاسلامي.
-الفرضية الثالثة:تفيد ان المقاربة البيداغوجية نسبية حتى في واقعها، و هي لا تحتاج منا الى فهمها و لكن الى ممارستها فقط.
الفرضية الرابعة:تفيد ان الممارسة البيداغوجية هي الفيصل و المرجع في بناء اي نظرية او مقاربة.

بعده تناول الكلمة الباحث و المفتش التربوي: الاستاذ النالي محمد، و قد امتع المتلقين بموضوع مداخلته حول:"التأصيل النظري للمارسة البيداغوجية " و كيف لا، و قد استهل موضوعه بمقولة طريفة و هادفة للفيلسوف الالماني: ايمنويل كانط عندما قال: نظرية بدون تجربة جوفاء و تجربة بدون نظرية عمياء. و تاسيسا على هذه المقولة الفلسفية تساءل الاستاذ المحاضر: لماذا التأصيل النظري للممارسة البيداغوجية؟
وحتى تكون اجوبته داعية للفكر العلمي  في الممارسة البيداغوجية ، فقد رصد عدة اسباب نوجزها كالتالي:
-تفادي الارتباك و توخي النجاعة و الفعالية.
-تفادي الاشتغال بمنظق الوصفة الجاهزة و تجاوز الروتين في الممارسة
-اضفاء المشروعية العلمية و الابستيمولوجية عليها.
-تطوير و تجويد الممارسة.
-تفادي النمطية وتعزيزالانفتاح على الابداع.
ولتبيين صعوبة  واقع الممارسة البيداغوجية ، فقد شبه السيد المفتش هذه الصعوبة- الى حد المستحيل- بالوضعية المشكلة التالية: بينما يتجه المدرس لتهدئة الوضع، يدخل السيد المديرليذكره بضرورة التعجيل بادخال نقط المراقبة المستمرة، و هو يعد المدير بفعل ذلك في أقرب وقت، يتذكران تلميذا اخر قد غادر حجرة الدرس منذ اكثي من ربع ساعة و لم يعد بعد، يتجه المدرس نحو النافذة المطلة على الساحة فيتفاجأ بقدوم لجنة لا يدري لماذا...و كيف... و ما هي الاسباب وراء دخولها الى حجرته......و بينما هو يرحب بها.....رن هاتفه تخبره زوجته بارتفاع درجة حرارة ابنه الصغير..."
 في الاخير فتح الاستاذ هشام البحار لائحة التدخلات ،  وقد كانت بحق تدخلات نوعية تستحضر مستجدات أعطاب المدرسة العمومية و الغيرة التي تنتاب الممارس الوطني على تجاوزها عاجلا.

ترى الى اي حد حظي النشاط بالقبول و التشجيع من قبل المتلقين؟
و الى اي حد مماثل حقق النشاط اهدافه المرجوة؟

ذ: الحسين وبا
باحث تربوي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-