العزوزي: الاقتطاع من أجور المضربين لم يعد سلاحا مرعبا

قال عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن الإضراب العام المقرر تنظيمه غدا الأربعاء سيكون ناجحا، مضيف لأن الناس كان يخبرون النقابيين في حملاتهم التعبوية بأنهم تأخروا كثيرا في تنفيذ الإضراب العام.
  • من خلال التحضيرات للإضراب العام، هل سنشهد إضرابا ناجحا في البلاد؟
لقد تأكد لنا أن الإضراب العام، يوم غد الأربعاء، سيكون كبيرا. وكان قرار تنفيذه صائبا لأننا اكتشفنا أنه لم يكن مسعى النقابات وحدها، بل كان مطلبا عند الكثير من الفئات الشعبية. وهو دعم لم نكن نتوقعه بتلك الحدة. لقد كان الناس يخبرون النقابيين في حملاتهم التعبوية بأنهم تأخروا كثيرا في تنفيذ الإضراب العام، وهذه رسالة موجهة إلى الحكومة كي تعرف درجة الغضب الكامن في النفوس ضد سياساتها. لقد كانت السلطات تعتقد أن الإضراب العام سيكون حصريا على أعضاء النقابات التي دعت إليه، ولذلك كانت تقلل من شأنه. لكنها ستعرف مستوى المفاجأة التي تنتظرها. في السياق نفسه لم نجد أي معارضة من أي أحد تجاه تنفيذ الإضراب العام، فقد تحول إلى مطلب شعبي عام. إن النقابات التي تنسق بين بعضها بعض بذلت مجهودات جبارة في سياق تنفيذ هذا القرار، بيد أن التجاوب الكبير أظهر أن الناس كانت مستعدة نفسيا، وكل ما كانت تحتاجه هو الإشارة بالتنفيذ.


  • إذن أنتم تتوقعون نجاحا كبيرا للإضراب؟
ما نتوقعه بالتحديد هو أن يكون الإضراب العام في المستوى المطلوب، خصوصا أن الدعاية ضدنا بلغت من لدن الأطراف الحكومية ذروتها بالقول إننا لا نمثل الشيء الكثير في صفوف العمال والمستخدمين، لكن الدعاية لا يمكن أن تحجب الوقائع الفعلية. إن الناس تشعر بالغبن إزاء السياسات القائمة، وقد استنفذت الكثير من وسائل الاحتجاج، لكن الحكومة تعاملت معها وكأنها كانت تحتج لفائدتها وليس ضدها. إن هذا الاستصغار الممنهج بكل تكبر، للاحتجاجات المتتالية ينم عن نزعة مدمرة للشخصية المغربية. ماذا ترغب الحكومة أن تراه كي تتيقن من أن هناك أشياء كثيرة ليست على ما يرام؟ لقد مللت شخصيا من متابعة ردود الفعل الفجة إزاء الاحتجاجات. لقد تصرفت الحكومة بمنطق أن من يحتج ضدها ربما دوافعه غير سليمة سياسيا، أو بكل بساطة مدفوع من جهة ما. وتعاملت مع النقابات بالمنطق نفسه الذي تتصرف به إزاء الأحزاب السياسية. لقد أخطأت كثيرا في التقدير، ولذلك، فإن تنفيذ الإضراب العام لم يكن مجرد شيء سقط من السماء، بل هو تحذير جدي إلى السلطات بأن الطريقة المعتمدة في إقرار مستقبل المغاربة يجب أن تتغير.

  • لكن الحكومة تقول إن آخر إضراب عام شنته النقابات لم يكن في المستوى المطلوب، ولربما لن يخرج الإضراب العام غدا عن النتائج نفسها
السلطات الحكومية تلجأ دوما إلى تزييف الوقائع، وتقديم أرقام غير حقيقية. لكن هل يجب أن نتوقع منها أن تقر بالحقيقة؟ كلا. لقد قالوا مرارا وبمناسبة كل إضراب كيفما كان، قطاعيا أو وطنيا أو عاما، بأن المشاركة فيه كانت ضعيفة. وهي ترغب بذلك في تأسيس منطق الهيمنة في معالجة الملفات المطروحة. لكننا لا نلتفت إلى ما يقولون؛ وإلا فإن الحل سيكون شيئا أكثر تطرفا. لقد فطنت النقابات إلى أن الحكومة هذه المرة تستعمل الحيل النفسية لتثبيط همم العمال والمستخدمين، وتصوير القياديين النقابيين وكأنهم أشخاص يهرولون وراء مصالحهم الضيقة. وفي بعض الأحيان، تروج لأكاذيب ضدهم، أو تخرج أشياء عن سياقاتها الطبيعية، وتقدمها بشكل حثيث في تأويل خاطئ لإضعاف النقابات. هذه لعبة خطرة، لكن ما ستراه، غدا، يجب أن يشكل موعظة بالنسبة إليها.

  • لدى الحكومة بعض الإجراءات القانونية بحسب رأيها لمواجهة الإضراب العام كالاقتطاع من الأجور.. ألن يؤثر ذلك في نسبة المشاركة في الإضراب؟
إذا كان للإضراب الوطني في قطاع الوظيفة العمومية والجماعات المحلية من درس لنا وللسلطات الحكومية، فهو أن الموظفين لم يعد يرهبهم سلاح الاقتطاع من الأجور. لقد شارك 80 في المائة من الموظفين في القطاع العام في ذلك الإضراب، ولم يكن يهمهم أجر يوم واحد. وبالطبع، فإن السلطات قدمت أرقاما لا يمكن حتى التعليق عليها بسبب عدم معقوليتها. لكن أن تحاول التأثير على الإضراب العام بواسطة سلاح الاقتطاع من الأجور، فهو يشبه إطلاق رصاصة فارغة. إذا كانت الحكومة تعتقد أنها ستؤثر في نسب المشاركة بواسطة الاقتطاع من الأجور فعليها مراجعة دروسها.

عن موقع اليوم 24
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-