الذي يزرع الريح يحصد العاصفة

تعليقا على ما وقع للسيد حسن البلالي نائب وزارة التربية الوطنية بأسفي عشية الخميس 17/09/2015ــ إذا صح الخبر ــ من كون معلمة فيضها بعدما كانت متوفرة على الفصل ، فأهاج هذا الإجراءنفسيتها وأفقدها أعصابها فلم تتمالك أن لكمته بهاتفها على وجهه، نسوق هذا المقال لنحاول معرفة دوافع هذا السلوك من قبل المعلمة ، وكذلك برودة الإحساس لدى السيد النائب الشاب،ومعلوم أن لصاحب المظلمة صولة على شاكلة المرأة التي صرخت في وجه ظالمها المامون بمحضر أبيه هارون الرشيد الذي أنصفها وقال للمتحاملين المتملقين :دعوها فإن الحق أنطقها
 

هذا المسئول لم يكن في يوم من الأيام معلما مربيا حتى يحس بما يحس به رجل التعليم المهضوم الحقوق ، فتعامله الجاف مع مثل هذه (الشمعة التي تذوب لينتفع بنورها الآخرون)لم يصدر عنها مثل هذا التصرف إلا مرارة ويأسا من كون هذا المسئول لا يحس قطعا بما تعانيه فضلا عن كونها أنثى وراءها أسرة وصغار فكيف تنقل عشرات الكيلومترات ويترك الرجال ، إنه مسئول يطبق المساواة بين الجنسين بالمفهوم السلبي ، وليس بالمودة النبوية التي توصي الرجال : (رفقا بالقوارير) . من جهة أخرى إنه مجرد مهندس سابقا ولم يجرب  تعليما ولا تربية   أطفال ولا تحمل مسؤولية  قسم فكيف يعطى المسؤولية الخطيرة التي شيبت الأنبياء فما بالك  بالرعاع المتسلطين ؟ فيجب إذن على هذا المسئول أن يعلم بل و على من عينه كائنا من كان أنه ليس برشيد لأن فاقد الشيء لايعطيه ( وليدرك هؤلاء المسئولون الارتجاليون العبثيون أن الحكمة الإلهية في كون الأنبياء رعاة غنم قبل أن يبعثوا ـ إذ روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم ـ  فإن رعي الغنم يحتاج إلى صبر ورفق، لأنهم إذا صبروا على رعيها, وجمعها بعد تفرقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح، ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق، وعلموا اختلاف طباعها, وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة، ألفوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها، فجبروا كسرها, ورفقوا بضعيفها, وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة؛ لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم ، ) وفي ختام هذا المقالة نتوجه بكلمة لهذه المعلمة التي نقسم يمينا أننا لانعرفها : إننا نتفهم معاناتك ونحس بآلامك فارفعي شكواك إلى سامع كل نجوى ومنتهى كل شكوى فهو سينصفك من شر مذكرات المحتار غير الرشيد ، ومن تطبيقاتها لدى النائب المهندس غير السديد الذي نخاطبه فنقول :أما أنت أيها الأستاذ المحترم ، عفوا أيها المهندس النائب المحترم   إن درس هذه المعلمة كسيرة الجناحين بليغ عليك أن تستفيد منه فتراجع نفسك وطريقة تدبيرك للشأن التعليمي بالإقليم، وإلا فكم معلمة وأستاذة وأم ستصفعك سواء في أسفي أوحيتما ارتحلت إذا لم تستفد من أخطائك ، فلا تركب رأسك وعنادك ، ولا تغتر بمن أعلن التضامن معك من موظفي نيابتك رغبة في تملقك وقضاء لمآربه من خلف ظهرك لأنه يذمك في غيبتك ، ولتتصرف في هذا الموقف   ما تصرف  به نائب تعليمي قبلك بنيابة أسفي ، لعله يدعى الحميري ، كان ذلك بالجزم قبل أن تولد (أيها المسئول الفتي) حينما كان فظا غليظا في محاروة معلم والتضييق عليه وعدم الاكتراث بظروفه ، فلم يتمالك المعلم نفسه وأرسل إلى السيد النائب لكمات مؤلمة ، وتم التفريق بينهما ، وكان المعلم ينتظر جراء ذلك مضاعفات خطيرة ، لكن النائب أراد أن يعرف بصدق سبب رد فعل العنيف للمعلم فسأل أحد حكماء موظفيه الذي لم يكن متملقا ، وكان صريحا في تنبه النائب إلى أن تصرفه كان فظا ، وبناء على ذلك استدعى النائب المعلم إلى نيابتكم الموقرة بأسفي ( التفتيشية) وكان المسكين يرجح أنها إجراءات الشرطة لكنه فوجئ بالسيد النائب يستقبله في مكتبه ويعتذر له كثيرا وهكذا بقي هذا النائب المربي كبيرا في أعين وقلوب شركائه ، كما نجح بعد ذلك في تحمل مسؤوليات أكبر بمدن أخرى ، ولكم السيد حسن البلالي المحترم واسع النظر وشكرا ./ ذ. أ.م. الزروالي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-