بقلم رحال امانوز
إسوة بزملائي الطلبة فقد قضيت عطلتي الصيفية . بين أفراد أسرتي بمسقط رأسي بالدارالبيضاء . بينما عاد الآخرون كذلك كل إلى مدينته أوقريته . تحررنا من قيود الدراسة بمركز تكوين المعلمين . وتحررنا كذلك من معاناة " تازوفريت " . حيث الإعتماد على النفس في إعداد الأكل وتصبين الملابس وغيرها . هاجسنا الآن هو نتائج إمتحان التخرج والتعيين . كنت منهمكا في لعبة الورق "الرامي" مع أبناء الحي في " راس الدرب ". حين وصلني خبرنجاحي في مباراة التخرج وتعييني بمدينتي الدارالبيضاء . كنت مع أقلية من المحظوظين في التعيين بمدينتنا . الأغلبية الساحقة تم" تطويعهم" "بالجباد " كما يقال بعيدا عن أسرهم . أرسلواإلى مجاهل المغرب العميق من جبال وصحاري .ففي بداية ثمانينيات القرن الماضي لم تكن البنية التحتية وسبل العيش والخدمات على أحسن مايرام . كان ذكرأسماء بعض المناطق يثير القشعريرة في الأجساد . طاطا وأزيلال وكلميم وغيرها إمتنع البعض عن الإلتحاق للعمل بها. وآخرون أصيبوا بالجنون أوأقدموا على الإنتحاربسبب ظروف الحياة القاسية...
فرحتي لم تكتمل بتعييني قريبا من أسرتي بالدارالبيضاء . لأن كل أصدقائي وأبناء الحي من الطلبة المعلمين تم تعيينهم بالمناطق النائية . شعرت بالأسى لأجلهم سيحرمون من رفاهية المدينة . ويقضون فترة شبابهم بأماكن تفتقر لأبسط شروط العيش اللائق ... في شهر شتنبر توجهت لمقر نيابة ابن مسيك ـ سيدي عثمان . حيث أخذت ورقة تعيين خطت عليها هذه الكلمات : مجموعة مدارس مديونة . قلت مع نفسي المكان يقع بضاحية المدينة . وسأتمكن من الذهاب إلى العمل والعودة لمنزلنا للمبيت ليلا ... صادف الدخول المدرسي هذه السنة عيد الأضحى . حيث إلتحقت بمقر العمل في الواحد والعشرين من شتنبر عوض السادس عشر المعمول به آنذاك . وصلت قبل بداية الإجتماع إلى ساحة المؤسسة . المعلمون القدامى كانوا مجتمعين في حلقات يسلمون على بعضهم العض ويسألون عن أحوال الأسرة والأولاد . لفت نظري وجود عناصر حديثة التخرج . توجهت نحوهم وإلتأمنا في حلقة لوحدنا بعيدا عنهم . المدير ألقى علينا نظرة متعالية بينما المعلمون القدامى كانوا يرمقوننا بنظرات متفحصة وكأننا قادمون من كوكب آخر . كانوا يتفحصون شكل لباسنا وقصة شعرنا المختلفة عنهم ... مدرسة مديونة المركزية حيث يتواجد المديرونائبه . لها خمس فرعيات : عين الحلوف ولهلالات وأولاد الطالب وسيدي إبراهم . والأخيرة هي التي أمرني المديربالإلتحاق للعمل بها . مع التدريس بالمستوى الثالث إبتدائي ...المدير"شتت" الجدد على الفرعيات" تشتيتا" ليرتاح من شغبهم . وإحتفظ بالقدامى والعناصر النسوية بالمركزية إلى جانبه ... الفرعية كانت تبعد عن مديونة بحوالي خمس كلمترات . الطريق إليها ثانوية في إتجاه تيط مليل . تمر بها بعض السيارات وأغلب الساكنة من الفلاحين يستعملون الدراجات أو"الكرويلة " في تنقلهم . الفرعية أخذت إسمها من أحد الأولياء الذي تجاور"قبته" المدرسة وخلفها مقبرة الدوار. من حسن الحظ أن المدرسة تقع بجانب الطريق المعبدة . كان هناك دكان قروي يباع فيه السكروالشاي والشمع لزواروزائرات " السيد " وكذا علب " الطون" و"المونادا "...
إسوة بزملائي الطلبة فقد قضيت عطلتي الصيفية . بين أفراد أسرتي بمسقط رأسي بالدارالبيضاء . بينما عاد الآخرون كذلك كل إلى مدينته أوقريته . تحررنا من قيود الدراسة بمركز تكوين المعلمين . وتحررنا كذلك من معاناة " تازوفريت " . حيث الإعتماد على النفس في إعداد الأكل وتصبين الملابس وغيرها . هاجسنا الآن هو نتائج إمتحان التخرج والتعيين . كنت منهمكا في لعبة الورق "الرامي" مع أبناء الحي في " راس الدرب ". حين وصلني خبرنجاحي في مباراة التخرج وتعييني بمدينتي الدارالبيضاء . كنت مع أقلية من المحظوظين في التعيين بمدينتنا . الأغلبية الساحقة تم" تطويعهم" "بالجباد " كما يقال بعيدا عن أسرهم . أرسلواإلى مجاهل المغرب العميق من جبال وصحاري .ففي بداية ثمانينيات القرن الماضي لم تكن البنية التحتية وسبل العيش والخدمات على أحسن مايرام . كان ذكرأسماء بعض المناطق يثير القشعريرة في الأجساد . طاطا وأزيلال وكلميم وغيرها إمتنع البعض عن الإلتحاق للعمل بها. وآخرون أصيبوا بالجنون أوأقدموا على الإنتحاربسبب ظروف الحياة القاسية...
فرحتي لم تكتمل بتعييني قريبا من أسرتي بالدارالبيضاء . لأن كل أصدقائي وأبناء الحي من الطلبة المعلمين تم تعيينهم بالمناطق النائية . شعرت بالأسى لأجلهم سيحرمون من رفاهية المدينة . ويقضون فترة شبابهم بأماكن تفتقر لأبسط شروط العيش اللائق ... في شهر شتنبر توجهت لمقر نيابة ابن مسيك ـ سيدي عثمان . حيث أخذت ورقة تعيين خطت عليها هذه الكلمات : مجموعة مدارس مديونة . قلت مع نفسي المكان يقع بضاحية المدينة . وسأتمكن من الذهاب إلى العمل والعودة لمنزلنا للمبيت ليلا ... صادف الدخول المدرسي هذه السنة عيد الأضحى . حيث إلتحقت بمقر العمل في الواحد والعشرين من شتنبر عوض السادس عشر المعمول به آنذاك . وصلت قبل بداية الإجتماع إلى ساحة المؤسسة . المعلمون القدامى كانوا مجتمعين في حلقات يسلمون على بعضهم العض ويسألون عن أحوال الأسرة والأولاد . لفت نظري وجود عناصر حديثة التخرج . توجهت نحوهم وإلتأمنا في حلقة لوحدنا بعيدا عنهم . المدير ألقى علينا نظرة متعالية بينما المعلمون القدامى كانوا يرمقوننا بنظرات متفحصة وكأننا قادمون من كوكب آخر . كانوا يتفحصون شكل لباسنا وقصة شعرنا المختلفة عنهم ... مدرسة مديونة المركزية حيث يتواجد المديرونائبه . لها خمس فرعيات : عين الحلوف ولهلالات وأولاد الطالب وسيدي إبراهم . والأخيرة هي التي أمرني المديربالإلتحاق للعمل بها . مع التدريس بالمستوى الثالث إبتدائي ...المدير"شتت" الجدد على الفرعيات" تشتيتا" ليرتاح من شغبهم . وإحتفظ بالقدامى والعناصر النسوية بالمركزية إلى جانبه ... الفرعية كانت تبعد عن مديونة بحوالي خمس كلمترات . الطريق إليها ثانوية في إتجاه تيط مليل . تمر بها بعض السيارات وأغلب الساكنة من الفلاحين يستعملون الدراجات أو"الكرويلة " في تنقلهم . الفرعية أخذت إسمها من أحد الأولياء الذي تجاور"قبته" المدرسة وخلفها مقبرة الدوار. من حسن الحظ أن المدرسة تقع بجانب الطريق المعبدة . كان هناك دكان قروي يباع فيه السكروالشاي والشمع لزواروزائرات " السيد " وكذا علب " الطون" و"المونادا "...