ثانوية المعطي بوعبيد التأهيلية بتمارة تحتفل بالذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء

يشكل التاريخ المدرسي مادة أساسية في التكوين الفكري والمعرفي للمتعلم، وذلك بتنمية ذكائه وحسه النقدي، وتزويده بالأدوات المعرفية والمنهجية لإدراك أهمية الماضي في فهم الحاضر والتطلع إلى المستقبل، وتأهيله لحل المشاكل التي تواجهه، ويسعى التاريخ المدرسي إلى تعزيز قيم الهوية ومبادئها الأخلاقية والثقافية وقيم المواطنة. لذلك تعد المدرسة القناة الأنسب لتمرير خطاب المواطنة من خلال تنمية مشاعر الإنتماء والاعتزاز بالوطن، وعلى الإخلاص والتفاني في خدمته واستحضار بطولاته وأمجاده التاريخية... وفي هذا الإطار يندرج حدث المسيرة الخضراء كمحطة من محطات النضال الوطني لاستكمال مشروع الوحدة الترابية، من خلال احتفالات الشعب المغربي بكل أطيافه بالدكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء، هذا الحدث التاريخي العظيم وما يحمله من دلالات وأبعاد تاريخية عميقة ودوره في ترسيخ قيم الانتماء للوطن وتمتين وحدتنا الترابية والإفتخار بماضينا المجيد...

وتأسيسا على ما سبق نظمت ثانوية المعطي بوعبيد التأهيلية، مساء تربويا تاريخيا يوم الخميس 05 نونبر 2015 تمت فيه تطبيق كفاية الموضعة في الزمان والمكان، من خلال ندوة ثقافية حول حدث المسيرة الخضراء من تأطير أساتذة التاريخ والجغرافيا بالمؤسسة أحمد صحراوي وعبد الرحيم حاجي وأحمد ايت اعلي، وبحضور تلاميذ وتلميذات المؤسسة، وقد افتتحت الندوة بالنشيد الوطني، وبعده مداخلة للأستاذ أحمد صحراوي تطرق فيها إلى السياق التاريخي للمسيرة المظفرة، من خلال سرد أهم الأحداث التاريخية منذ خضوع المغرب لنظام الحماية إلى غاية تحقيق استقلاله وإعلان مشروع المسيرة الخضراء في إطار مسلسل استكمال وحدته الترابية، كما أشار إلى أن المسيرة التاريخية الخالدة لاتزال روحها تجري في شرايين المجتمع المغربي المسالم، ووضح الأستاذ على أن المسيرة كانت تظاهرة جماهيرية ذات هذف استراتيجي، وأشار الأستاذ أحمد ايت اعلي في مداخلته إلى الإطار القانوني للمسيرة السلمية لتأكيد مشروعية وحدتنا الترابية من خلال كرونولوجية بعض الأحداث، كقرار محكمة العدل الدولية التي أشارت إلى وجود روابط البيعة بين سلاطين المغرب وسكان أقاليمنا الصحراوية، كما تمت الإشارة إلى محطة 14 نونبر 1975، التي أكدت انتصار المغرب لأقاليمه الصحراوية وهي الإتفاقية التي أقرتها الأمم المتحدة والتي وضعت حد نهائي للوجود الإسباني. في حين أشار الأستاذ حاجي إلى قضية التنافس الإمبريالي على المغرب وخضوع هذا الأخير إلى تقسيم إستعماري بجنسية فرنسية وإسبانية مبرزا جهود المغرب في تحقيق استقلاله واسترجاع وحدته الترابية، كما أشار إلى مسؤولية كل واحد من موقعه في خدمة كل قضايا الوطن والمساهمة في تنميته وديمومة مسيرة البناء ... بعده ثم عرض شريط تاريخي حول خطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني وأغنية جميع المغاربة " صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء..." ثم بعد ذلك فتح باب المناقشة حيث طرح تلاميذ وتلميذات المؤسسة أسئلة تناوب على الإجابة عليها الأساتذة الكرام. وبذلك تكون هذه المناسبة مناسبة لتحريك انفعالات مشحونة بالعاطفة الجياشة في نفوس الناشئة تجاه قضاينا الوطنية للمساهمة في بناء االشخصية الوطنية، وكذلك تشكل هذه المناسبة مرحلة للتعبير عما يزخر به المغرب من محطات أسهمت جميعها في تأصيل الروح الوطنية وتجذرها، ولا شك أن المسيرة الخضراء تعد أحد ركائز وأعمدة الهوية المغربية، وأنها نموذج لأسلوب سلمي وممارسة واقعية وسلوك حقيقي ترجم قيم إنسانية نبيلة هي حب الوطن.


ذ: أحمد أيت اعلي
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-