التمدرس في الأقاليم الجنوبية


لم يكن عدد المتمدرسين بالأقاليم الصحراوية المغربية، غداة خروج المستعمر الإسباني يتجاوز العشرات من التلاميذ، وحجرات تمدرس محدودة، ومتناثرة في جهات الصحراء، فيما أعداد رجال التعليم كانوا بأعداد جد قليلة، فكان معظم التلاميذ الصحراويين يرحلون إلى المدارس في باقي المدن المغربية، واستمرهذاالوضع إلى حين استعادة المغرب لأقاليمه الصحراوية، حيث شهد التعليم قفزة نوعية وكمية تجلت في ارتفاع أعداد المتمدرسين في مدن الصحراء، حيث انتقل عدد التلاميذ من بضعة مئات من التلاميذ في سنة 1975، إلى مئات الآلاف حاليا، وانتشرت المدارس في كل مناطق الصحراء ودخلت الحواضر والقرى البعيدة، فيما ارتفع عدد الأطر الإدارية والتقنية والتربوية إلى ما يقارب العشرة آلاف إطار. فكان المغرب، منذ عودته إلى أقاليمه الصحراوية مدفوعا بإصرار كبير للنهوض بقطاع التعليم، وجعله تربويا ونوعيا في مستوى التعليم في باقي الربوع المغربية، وإعادة تجدره في قيمه الثقافية والحضارية الصحراوية وهويته المغربية، وترجمة ذلك من خلال تعزيز التمدرس باللغة العربية، وتوحيد المقررات والبرامج التعليمية، وجعل التمدرس حقا لكل طفل بلغ سن السادسة. ونظرا للتزايد المتواصل للأطفال في سن التمدرس، وضرورة توفير مقعد لكل طفل، فقد مكنت التدخلات المتواصلة للدولة من بناء المزيد من المدارس والمؤسسات التعليمية وتوفير الأطر التعليمية لها، والتجهيزات المدرسية، بالشكل الذي مكن من تعميم عملية التمدرس، وإتاحة الفرصة للأطفال الذين تجاوزوا سن التمدرس من ولوج مراكز التكوين المهني. 
عن موقع الصحراء المغربية...من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-