إعدادية أنوال بنيابة مولاي يعقوب تخلد الذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة

بكل مظاهر الاعتزاز والافتخار وفي أجواء حماسية تنهل من الوحدة الوطنية تليق بمقام ال6 من نونبر 1975 كحدث تاريخي ، خلدت الثانوية الإعدادية أنوال بنيابة إقليم مولاي يعقوب اليوم الأربعاء 4 نونبر 2015 الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة بتنسيق مع عمالة إقليم مولاي يعقوب والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة فاس بولمان وبدعم من المجلس القروي لجماعة عين قنصرة

وفي كلمة له بالمناسبة اعتبر ذ عبد الله الخلفاوي مدير المؤسسة حدث المسيرة الخضراء محطة بارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل تحقيق الوحدة الوطنية موضحا كيف انطلقت حشود المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي ومن سائر ربوع الوطن في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الاسباني حاملين القرآن الكريم والأعلام الوطنية مسلحين بالإيمان والعزيمة الراسخة ، لإحياء صلة الرحم مع إخوانهم في الصحراء المغربية . وأشارالخلفاوي أن هذه المعلمة التاريخية حدثا تاريخيا تستنير بضوئه أجيالنا الحاضرة والقادمة ، بعد أن أدهشت أنظار العالم بطابعها السلمي وأسلوبها الحضاري في الدفاع عن حياض الوطن واستكمال وحدته الترابية وتحطيم الحدود الوهمية بين أبناء الوطن الواحد .

من جهته أكد ذ عبد الله الغول نائب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بإقليم مولاي يعقوب على الدور الملحمي للذكرى الوطنية الغالية وما تحمله من حمولة وطنية تحتفظ دوما براهنيتها في سجل تاريخ أمتنا المغربية الابية ، معتبرا الحدث الوطني مناسبة لاستلهام المعاني السامية والدلالات القوية في إبراز التلام الخالد بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي في سبيل عزة هذا الوطن وضمات وحدته وسيادته في مسيرة متواصلة ومتجددة على درب التطور الديموقراطي والتنموي لهذا البلد الآمن الامين تحت القيادة الرشيدة لعاهلنا المفدى جلالة الملك محمد السادس .

وبعد أن أكد على الدور المحوري الذي تلعبه التربية والتكوين في تشكيل وعي وهوية مواطني ومواطنات مغرب الغد وجعلهم يعيشون انتماءهم للوطن واعتزازهم بماضيه المجيد وملاحمه التاريخية الخالدة في الكفاح، أوضح نائب الوزارة مغزى الاحتفاء بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة من استحضار روح وعبقرية المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني مبدع المسيرة الخالدة لتمتين عرى التواصل بين مكونات الشعب المغربي وصون الهوية الوطنية بشتى روافدها. مشددا في ذات السياق على دور المدرسة باعتبارها مؤسسة للتنشئة على القيم ولصيانة الذاكرة الوطنية الزاخرة بالأمجاد والبطولات ، ما يفسح المجال يضيف ذ الغول لإنتاج الجودة التي نسعى جميعا إليها من خلال تعزيز حياة مدرسية متضامنة وتشاركية تستحضر روح الذكرى في بناء شخصية مغربية مستقلة ومتوازنة ومعتزة بتاريخها الوطني التليد .

من ناحية ثانية، استعرض ذ محمد صلك النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مسار الكفاح الوطني منذ فجر المقاومة إلى ما بعد استقلال المغرب ورجوع محمد الخامس طيب الله ثراه من المنفى السحيق إلى أرض الوطن حاملا تباشير الحرية والاستقلال ، حيث ظل طيب الله ثراه يطالب ويؤكد في كل المناسبات عزم المغرب على تحرير أقاليمه الصحراوية السليبة ،وقد كللت جهود جلالته رحمه الله باستعادة منطقة طرفاية 15 ابريل 1958 يضيف المندوب الجهوي .بعدها تم تحرير منطقة سيدي إفني 1969 في عهد المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه ،والذي يرجع اليه الفضل في تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة التي نخلد اليوم ذكراها الأربعين

النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين واغضاء جيش التحرير أبرز المراحل الكبرى للمسيرة منذ الاعلان عنها حتى تاريخ انطلاقها الجمعة 6 نونبر 1975 بمشاركة 350الف متطوع منهم 35 الف امرأة اخترقوا الحدود الوهمية من قبل الاستعمار بنظام محكم وبديع ابهر شتى وسائل الاعلام العالمية ولم تتوقف المسيرة إلا بعد ان ادت مهمتها بنجاح حيث تم اجلاء آخر جندي إسباني عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976 ليرفرف العلم الوطني خفاقا في سماء مدينة العيون والساقية الحمراء وباسترجاع إقليم وادي الذهب يضيف محمد صلك الى احضان الوطن يوم 14 غشت 1979 سيكتمل مسلسل تحرير اقاليمنا الجنوبية وتعم وحدة من الشمال الى الجنوب ومن طنجة الى الكويرة

وأشار المندوب الجهوي ان المغزى من الاحتفاء بالذكرى الوطنية العظيمة هو الافتخار بالجهاد المقدس الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجاهد من أجل استكمال الوحدة الترابية للوطن ، والاعتزاز بالمكارم والمفاخر واستلهام ما تطفح به الملحمة الخالدة من دروس وعبر في الوطنية والتضحية ونكران الذات مؤكدا حاجة الناشئة والاجيال الجديدة الى النهل من ينابيعها الفياضة والاغتراف من معينها المتدفق والاستنارة مما يختزنه موروثنا التاريخي والحضاري من دلالات عميقة وابعاد رمزية صونا للمكاسب الوطنية وتعزيزا للوحدة الترابية المقدسة . ودعا الجميع الترحم على ارواح أولئك الوطنيين المخلصين الاوفياء الذين وهبوا ارواحهم الطاهرة وسقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية والاستقلال والوحدة التي نستظل بظلالها ونجني وناكل من حلو ثمارها كما حيى بإجلال كل القوات المرابطة على الحدود تحت امرة قائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله

رئيس الجماعة القروية عين قنصرة بدوره اعتبر المناسبة قوية بدلالاتها ورموزها ، كي تستحضر الاجيال الصاعدة الحدث الذي يؤرخ لصفحات مشرقة من النضال المغربي واشار الى ان مغزى المسيرة الخضراء اشد عمقا واقوى دليلا على رابطة الولاء القائمة بين الملك والشعب المغربي وصيانة تقاليد البيعة المتجذرة في التقاليد التاريخية بالمغرب

مضيفا أن بعد مرور 40 سنة على عودة الأقاليم الجنوبية إلى حضن الوطن، يحق لسكان الساقية الحمراء ووادي الذهب أن يفتخروا بمستوى التنمية الذي بلغته ، حيث تتوفر اليوم على جميع الشروط المطلوبة للمضي قدما لتجسيد نظام الجهوية ، كما يريده صاحب الجلالة محمد السادس ،والذي جعلت منه المملكة خيارا لا محيد عنه من أجل استغلال أفضل الثروات الجهوية وتحقيق تنمية منسجمة ومتوازنة لكافة جهات المملكة ، وهي تنمية يضيف لحسن الشهبي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية وتثمن بشكل أفضل الموارد البشرية لكل جهة .

جدير بالإشارة إلى أن الحفل الكبير الذي أقيم بالثانوية الإعدادية أنوال بعين قنصرة عرف حضور إلى جانب النائب الإقليمي للوزارة كل من النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وثلاثة من شيوخ المقاومة المغربية وعدد من رجال السلطة المحلية والمنتخبون وكذا رئيس الجماعة القروية عين قنصرة ورؤساء المصالح بنيابة مولاي يعقوب و ممثلي آباء وأمهات التلاميذ إضافة إلى أطر التدريس بالمؤسسة وأحد المشاركين في المسيرة الخضراء في المسيرة الخضراء الذي قدم شهادة

الحفل الذي نشط فقراته ذ: عبد الحق مروزية تضمن فقرات فنية متنوعة تستلهم من الذكرى المجيدة حيث أدت مجموعة من تلامذة إعدادية أنوال أناشيد ووصلات موسيقية من إعداد أطر المؤسسة منها نشيد - نداء الحسن إضافة إلى أغاني وطنية - بلادي يازين البلدان - هوى وطني - المغرب بلادي- فقسم المسيرة الخضراء. كما تميز برنامج الحفل بعرض "حول المسيرة الخضراء" تقديم ذ: محمد الحسني ليختتم توزيع الكؤوس والميداليات على الأبطال الواعدين في الرياضة المدرسية مسابقة رياضية تم تنظيمها ارتباطا بهذه المناسبة 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-