تعرضت ثلاث مدرسات في فرعية ابتدائية بنواحي إقليم مولاي يعقوب لاعتداء شنيع باستعمال سلاح أبيض يوم الخميس 22 أكتوبر الجاري، وهن في الطريق للعودة إلى مدينة فاس حيث يقطن. وقال محمد الربيع، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، إن المدرسات اللواتي يعملن في فرعية أولاد الحمداني التابعة لمجموعة مدارس القدادرة بجماعة سيدي داوود، تعرضن للسب والقذف ومحاولة الاغتصاب والضرب باستعمال السلاح الأبيض. وحكت المدرسات المعنيات في لقاء مع «المساء» تفاصيل مرعبة عن حكايات تحرش جنسي شبه مفتوح يتعرضن له وهن في الطريق إلى هذه المؤسسة الابتدائية، حد أنهن تحدثن، في مراسلة لهن، عن تعرضهن لمحاولة «اختطاف». وتدخلت عناصر للدرك، لأكثر من مرة، لإنقاذ المدرسات من مخالب وحوش آدمية تهددهن بالاغتصاب، مستغلين أحراش وقفار المنطقة. وتأسف نائب التعليم، في لقاء عقده مع الضحايا، لهذا الوضع، وأطلع السلطات المحلية بالمخاطر المحدقة بالمدرسات، جراء اعتداءات متكررة يتعرضن لها، وهن يقطعن مسافة طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى هذه الفرعية، وهي المسافة التي يستغرق قطعها، بحسب إفادات المدرسات، ما يقرب من 45 دقيقة، مشيا على الأقدام. وطالبت فعاليات حقوقية، من الجهات الوصية على قطاع التعليم بالجهة، باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدرسات من التحرشات والتهديد بالإغتصاب، في وقت أكدت فيه المصادر بأن الدرك بالمنطقة قد استمع للضحايا في محاضر رسمية، كما استمع إلى حارس خاص بالمدرسة تعرض بدوره لاعتداء بالسلاح الأبيض، عندما كان يرافق المدرسات، ويحاول صد الاعتداءات عنهن. وفرضت هذه الأوضاع على المدرسات «مقاطعة» فصول التدريس. وطالب محمد الربيع، عن الجامعة الوطنية للتعليم، من نيابة التعليم بإقليم مولاي يعقوب بالتدخل الحاسم والعاجل من أجل إيجاد حل واقعي ضمان للسلامة البدنية للأستاذات. ودعت هذه النقابة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها للحفاظ على كرامة وسلامة الأسرة التعليمية بالإقليم. وقالت المدرسات إن عناصر الدرك قد سبق لها أن تدخلت وعملت على استدعاء المتهمين، لكنه أخلي سبيلهم، بتعليمات من النيابة العامة، نظرا لعدم وجود أضرار. والتزم المعتدون أمام الدرك بعدم اعتراض سبيل المدرسات، لكن الوضع تفاقم، ليتحول إلى رعب حقيقي أصبن به، جراء الأحداث التي وقعت لهن، والخوف الذي أصبح يتملكهن كلما بادرن إلى «السفر» نحو هذه الفرعية، مشيا على الأقدام لمدة تقارب 45 دقيقة وسط الأحراش، وفي مناطق خالية.
عن جريدة المساء - العدد 2818 - 29 أكتوبر 2015