مذكرات استاذ : تأخرت المنحة ... فأضربنا عن الدراسة !

بقلم رحال امانوز

افرنقع الطلبة في جميع الاتجاهات للبحث عن غرف تأويهم على سبيل الكراء . مادام نظام الدراسة خارجي لايوفر لهم الإقامة . التأموا في جماعات للتغلب على مصاريف العيش والسكن . يوحدهم انتماؤهم الأصلي لكل بلد . قدموا من كل أنحاء الوطن . سيعتمدون على أنفسهم ما دامت المنحة ستتأخر.


زودني الوالد ببعض المال . أما السكن فقد تدبرت سكنا . عبارة عن غرفة في سطح منزل لبعض الأقارب . كنا نغبط الطلبة الجديديين لم تكن لهم نفس المعاناة مثلنا . كنا نتلقى الدروس النظرية بمدرسة التريعي الإبتدائية . ريتما يستكمل بناء مركز المنارالمحاذي لشاطئ البحر .

أساتذتنا مثلنا ينتمون لمختلف مناطق الوطن . بل منهم سوريون ومصريون وفرنسيون . أحسنهم من كنا نعزه أستاذ علم النفس . كان يعاملنا كأصدقاء له وكثير ما كان يزيغ عن المقرر . ليدخل معنا في نقاشات حول ظروف عيشنا . ونتطرق لمواضيع شتى .

في بعض الأحيان كان يباغتنا مدير المركز بزيارات مفاجئة . نستشف منها توتر العلاقة بين الطرفين . أستاذ اللغة العربية كذلك كان يحظى منا بالتقدير . بالإضافة لتمكنه من مادته كان يستهوينا بطبعه المرح . وطريقة تبليغه التي كانت تعجبنا كثيرا .

مرت الشهور الثلاتة الأولى تباعا . أكتوبر... نونبر... دجنبر . بدأت مواردنا المالية تنفذ . كلما سألنا إدارة المركز عن المنحة . كنا نتلقى نفس الجواب : عما قريب ... عما قريب . فقدنا قدرة التحمل . وذات صباح تم الإتفاق بيننا على مقاطعة الدراسة وتنفيذ الإضراب .

بعد ذلك استقبلت مجموعة منا من طرف مدير المركز. الذي خاطبنا : دخلو أولادي تقراو... آخرالشهر غادين تقبطوالمنحة ديالكم ... الله يرضي عليكم ما قادرين علا مشاكل . استأنفنا الدراسة . وفي آخرالشهرجاءت المنحة الموعودة . سددت ما علي من ديون . وأعطيت قسطا للوالدين والمقربين .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-