تعليم بغير أهداف

تعليم بغير أهداف - هنري ج. بيركنسون  (الغلاف)
http://www.tarbiapress.net/
إذا كانت الأهداف التربوية تمثل البوصلة التي توجه العمل التربوي، فإن التفكير في استبعاد الأهداف التربوية عند صياغة خطط التعليم تبدو صيحة مدهشة ولكنها تنطوي على قدر كبير من الموضوعية.إن فهم المعلم للعلاقة بين الدرس المحدد الذي يشرحه، وبين غايات المجتمع البعيد ومثله العليا من شأنه أن يمده بالفهم العميق لعمله، ويوجد ذلك التعاطف بينه وبين تلاميذه ويزود بالبوصلة التي تعينه على تحديد خطواته وتنظيم عمله.

والمؤلف حاول أن يقدم نظرة تربوية بديلة فكرتها الرئيسة تحرير المعلمين والمتعلمين من الأهداف والغايات، وهو يفترض أن المعلم لا يعلم على وجه الدقة ماذا يفعل، ولا يعلم ما يترتب على أفعاله.

ويستند بيركنسون إلى نظرية المعرفة التطورية. وقد أوصله تحليله المستند إلى هذه النظرية إلى نتيجة خطيرة وهي أن الممارسة التربوية المعاصرة مبنية على نظرية خاطئة للمعرفة، وأن معظم المعلمين ليست لديهم مفاهيم صحيحة عن طبيعة المعرفة ولا عن مصادرها ولا عن كيفية نموها.ينتقد المؤلف اعتقاد أرسطو بأن التعليم يأتي من خارج الإنسان (النظرة الاستقبالية)، والتي لا تزال تهيمن على العملية التعليمية، وتجعل وظيفة المعلم تنحصر في ملء أدمغة التلاميذ الفارغة.ويأخذ المؤلف على فلاسفة الحداثة الذين أخطؤوا في تصويرهم للعقل البشري بأنه إناء فارغ يحتاج إلى ملئه بالمعرفة.

إن حيوية رسالة الكتاب أمر يحسب لمؤلفه ومترجمه، وهو يثري الفكر التربوي بإثارة الجدل عن ضرورة الأهداف التربوية في العمل المدرسي، وهو ما يجب أن نربي عليه شبابنا بالتعرف على المتصل الممتد من الأفكار، وتباينها. وبالرغم من الواجهة البراقة لدعوة مؤلفه، فإن ثمة مضمونًا داخليًا يفصح عن فلسفة ما بعد الحداثة يتمثل في هدم النسق، والبنية، وتجزئته، وتفتيت الوعي، وهو ما لا يناسب بالضرورة مجتمعاتنا العربية والثالثية التي تمتلك جدول أعمال مختلفًا عن جدول أعمال مجتمعات ما بعد الحداثة.

تحميل الكتاب
https://ia601508.us.archive.org/11/items/tarbiapress-taalim-bidoun-ahdaf/tarbiapress-taalim-bidoun-ahdaf.pdf
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-