هيئات نقابية تحتفل بعيد الشغل في عدد من مناطق المملكة في ظل مقاطعة أربع نقابات

نظمت هيئات نقابية اليوم الجمعة تجمعات بعدد من مدن المملكة، احتفالا بعيد الشغل (فاتح ماي)، الذي يخلد هذه السنة وسط مقاطعة أربع مركزيات من ضمن الخمسة الأكثر تمثيلية.

وقد قاطعت أربع مركزيات من ضمن الخمسة الأكثر تمثيلية، وهي الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب.

وهكذا، خلدت الكتابة الجهوية لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بفاس، العيد الأممي في جو من التعبئة من أجل الدفاع عن مطالب الطبقة العاملة التي تتمحور بالخصوص حول تحسين الظروف المادية والاجتماعية والمهنية للعمال وتكريس الحريات النقابية.

وشارك في هذا التجمع الخطابي الذي ترأسه السيد إدريس الأزمي الادريسي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ممثلو مختلف القطاعات والتمثيليات النقابية التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى جانب العديد من المناضلين والمناضلات من العمال والأطر والمستخدمين.

وقال السيد الأزمي، في كلمة خلال هذا التجمع الخطابي، إن الطبقة العاملة تحتفل بعيدها هذه السنة " في ظل إصلاحات جوهرية وحقيقية وعميقة اعتمدتها الحكومة وشملت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

تحسين ظروف عيش المواطنين والرفع من القدرة الشرائية

وأضاف أن مسلسل الحوار الاجتماعي مع مختلف النقابات من أجل النهوض بأوضاع الطبقة العاملة في جميع القطاعات "مستمر ولم ينقطع ولن يتوقف من أجل توسيع وتعزيز المكتسبات التي حققتها هذه الطبقة "، مشيرا إلى أن الحكومة التي تعتز بما تحقق حتى الآن " مصرة على توسيع ما تحقق من إصلاحات لينعم بفوائدها ونتائجها كل المواطنين على اعتبار أن هذه الإصلاحات التي همت مختلف المجالات تروم بالأساس تحسين ظروف عيش المواطنين والرفع من القدرة الشرائية للطبقات الهشة " .

وفي مراكش، اقتصر الاحتفال بعيد الطبقة العاملة، على الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والمنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد العام الديمقراطي للشغالين بالمغرب، حيث نظمت هذه الهيئات النقابية مهرجانات خطابية أكدت فيها تشبثها بالدفاع عن المطالب المشروعة للطبقة العاملة بمختلف مكوناتها ومجالات اشتغالها وصون كرامتها عن طريق الحوار المسؤول، وكذا مواصلة النضال من أجل تنفيذ الالتزامات وتوسيع المكتسبات.

وردد المشاركون في هذه التظاهرات شعارات طالبت بعدم إهانة كرامة العمال وتحسين ظروف اشتغالهم، واحترام وتنفيذ مقتضيات مدونة الشغل وضمان ممارسة الحقوق والحريات النقابية، والتصدي للتهرب من التصريح بالعمال والمستخدمين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والغش في التصريحات والتحايل على القانون حتى تبقى علاقة الشغل علاقة عقد محدد المدة.

تقليص الفوارق الشاسعة بين الأجور العليا والدنيا والمتوسطة

كما طالبوا الحكومة بالزيادة في الأجور والرفع من حدها الأدنى وتقليص الفوارق الشاسعة بين الأجور العليا والدنيا والمتوسطة، فضلا عن الزيادة في معاشات المتقاعدين وإصلاح صناديق الضمان الاجتماعي والصندوق المغربي للتقاعد، ومراجعة جميع القوانين الأساسية للوظيفة العمومية وتمكين الباعة المتجولين من حقهم في الشغل وتحسين وضعيتهم.

وبدورها، دعت الطبقة الشغيلة المشاركة في احتفالات فاتح ماي لهذه السنة بمدينة وجدة ، إلى حماية الحقوق والمكتسبات والتعبئة ومواصلة النضال للدفاع عن مطالبها العادلة والمشروعة في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

ونظم الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (فرع وجدة) تجمعا ومهرجانا خطابيا، ألقيت خلالهما كلمات ورفعت شعارات ولافتات تؤكد على مواصلة النضال من أجل تنفيذ الالتزامات وتوسيع المكتسبات، بالإضافة إلى المطالبة بحماية حقوق العمال والانكباب بجدية على معالجة مشاكلهم وقضاياهم المرتبطة بقطاعات مختلفة بالمنطقة (التعليم والصحة والنقل والتكوين المهني...).

رفع شعارات تطالب بالحرية وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية

أما المنظمة الديمقراطية للشغل (فرع وجدة) فخلدت بدورها العيد الأممي من خلال رفع شعارات تطالب بالحرية وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية وكذا محاربة التهميش والفساد والرشوة والتقشف، داعية إلى الوحدة والتضامن ومواصلة النضال لمواجهة العديد من القضايا والمشاكل التي تعاني منها الشغيلة.

من جهة أخرى، اكتفت ثلاث هيئات نقابية محلية (الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل)، بتعليق لافتة أكدت فيها مقاطعتها للاحتفالات بفاتح ماي احتجاجا على تعامل الحكومة "اللامسؤول مع مطالب الطبقة العاملة والحركة النقابية".

وبالمضيق، نظم المكتب الإقليمي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تجمعا خطابيا بهذه المناسبة، شارك فيه مئات الأشخاص المنتسبين للنقابة بالمنطقة.

تحقيق العدالة الاجتماعية والمصالح الحقيقية والمشروعة للطبقة العاملة

وأبرزت كلمات مسؤولي النقابة خلال هذا التجمع مختلف المكتسبات التي حققتها الشغيلة المغربية بشأن تحقيق العدالة الاجتماعية والمصالح الحقيقية والمشروعة للطبقة العاملة وإرساء تكافؤ الفرص داخل المجتمع خاصة لصالح الطبقات المعوزة .

كما استعرض المتدخلون مبادرات النقابة وشركائها من أجل حماية حقوق الشغيلة المغربية وتوفير الظروف المهنية المناسبة والتجاوب مع تطلعات العاملين في مختلف القطاعات وتوطيد علاقات الثقة والمسؤولية الاجتماعية بين كل الأطراف المؤسساتية والاقتصادية، داعين الشغيلة المغربية إلى الوحدة والتماسك والتضامن لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

وطالب المشاركون في التجمع بالتطبيق الفعلي لمدونة الشغل والسهر على احترام إجبارية التصريح بالمأجورين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتفعيل كل مقتضيات التشريع الاجتماعي وتعميم الحماية الاجتماعية على كافة الأجراء بما يضمن كرامة وحرية الطبقة العاملة ويعزز سعي المغرب لضمان الحقوق الاجتماعية ومكتسبات الفئات العاملة وطموحاتها المشروعة.

من جهة أخرى، أكدت المكاتب الجهوية التابعة للمركزيات النقابية المقاطعة لهذه الاحتفالات، في بيانات صادرة عنها بتطوان، أن عدم احتفالها بعيد الشغل كقرار جماعي اتخذته المركزيات النقابية وطنيا ومحليا، مرده إلى عدم تجاوب الحكومة مع مطالبها الداعية إلى مأسسة الحوار الاجتماعي وإرساء ميثاق جماعي يحدد الواجبات والمسؤوليات والحقوق والالتزامات ويضع الأسس لسلم اجتماعي حقيقي.

عدم تجاوب الحكومة مع مطالب الشغيلة المغربية للرفع من الأجور

وأشارت إلى أن عدم تخليدها لعيد العمال، يعزى أيضا إلى عدم تجاوب الحكومة مع مطالب الشغيلة المغربية للرفع من الأجور وتحسين ظروف عيشهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والزيادات المهولة في الأسعار.

وببني ملال، خلدت الطبقة الشغيلة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب واتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب هذه الذكرى، وجابت في مسيرة أهم الشوارع الرئيسية بالمدينة، للتعبير عن مطالبها المتمثلة على الخصوص في النهوض بالأعمال الاجتماعية وتعميم الاستفادة من خدماتها وتبني مقاربة التقائية في البرامج الاجتماعية لفائدة الطبقة الشغيلة، والعمل على إخراج القانون المتعلق بالصحة والسلامة المهنية في القطاعين العام والخاص.

ونظمت نقابة اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب- الفرع الجهوي بني ملال- خنيفرة، استعراضا شارك فيه عدد من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة وذلك للتعبير عن حقوق ومكتسبات هذه الفئة، رافعين شعارات تطالب برفع التهميش والإقصاء على هذه الطبقة وضمان الحماية الاجتماعية والقانونية لها.

وبالسمارة، خلدت الطبقة الشغيلة بالمدينة اليوم عيد الشغل ، لتجديد التأكيد على ضرورة صيانة حقوق الطبقة العاملة والدفاع عنها، والاستجابة لملفاتها المطلبية والتصدي للعجز الاجتماعي.

توحيد الجهود لتحصين المكتسبات

وفي هذا السياق، دعا فرع الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى توحيد الجهود لتحصين المكتسبات وإيجاد حلول واقعية للمطالب العادلة والمشروعة، وتعزيز الإصلاحات من أجل إقامة العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الفئوية والمجالية، وتحقيق كرامة المواطن المغربي .

وفي كلميم، خلدت المنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب فاتح ماي، من خلال تنظيم مهرجانين خطابيين، دعيا فيهما إلى حماية حقوق العمال ودعم الحريات النقابية وتسوية المنازعات الاجتماعية وتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية والتصدي للتهرب من التصريح بالعمال والمستخدمين لدى صندوق الضمان الاجتماعي .

ودعا فرعا النقابتين بالمدينة إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية للطبقة العاملة وإنصافها وحماية الحريات النقابية ، والرفع من الأجور بشكل يتماشى والزيادات المتتالية في الأسعار، إلى جانب إنصاف العمال الفلاحين العاملين في المقاولات ذات الطبيعة الصناعية وتطبيق الحد الأدنى للأجر المطبق في القطاع الصناعي وإخراج القانون المتعلق بالصحة والسلامة المهنية في القطاعين العام والخاص والنهوض بالأعمال الاجتماعية .

ضرورة فتح أوراش اجتماعية ومحاربة الفقر والهشاشة والفوارق الاجتماعية

وبطانطان، نظم فرع طانطان للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تجمعا خطابيا بالمناسبة طالب فيه الحكومة "بضرورة فتح أوراش اجتماعية ومحاربة الفقر والهشاشة والفوارق الاجتماعية وتحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين وإنعاش الحوار الاجتماعي وإنصاف الشغيلة العاملة في مختلف القطاعات".

وردد المشاركون ، بهذه المناسبة، شعارات تطالب ب "النهوض بالقطاع الصحي بالإقليم وتشجيع السكن وتأهيل وإصلاح ميناء الإقليم والنهوض بأوضاع مستخدميه، والنهوض بالبنيات التحتية بالإقليم".


و.م.ع
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات