حوار فاتحي مع جريدة الاتحاد الاشتراكي حول فاتح ماي والحوار الاجتماعي والانتخابات المهنية المقبلة

1 ـ تحتفل الطبقة العاملة بيومها الاممي ، في ظل جمود الحوار الاجتماعي ، ماذا أعددتم للرد على الحكومة ؟

جواب : بداية أتوجه بالتحية والتقدير إلى كل مكونات الشغيلة المغربية نساء ورجالا في القطاعين العام والخاص وفي القطاع الفلاحي وفي كل مجالات العمل، بمناسبة فاتح ماي لهذه السنة، هذا العيد الأممي الذي يشكل موعداً سنويا للاحتفال والاحتجاج، وتذكير الحكومات بواقع الطبقة العاملة، وأيضا حتى لا ننسى أن انعتاق الطبقة العاملة وتحقيق الكثير من الحقوق والمكتسبات لم يكن بالأمر السهل والهين وإنما تطلب تضحيات جسام على مر القرون والعقود .
ونحن في المغرب وإن كنا قد حققنا عدة تراكمات في الاعتراف بالنقابات كمؤسسات ضرورية للديمقراطية خاصة في عهد الحكومات السابقة منذ حكومة التناوب، فإننا اليوم نعيش حالة من النكوص والتراجعات في ظل الحكومة الحالية، التي قوضت كل المسارات المهيكلة لعلاقات مهنية ومتوازنة ولمفاوضات جماعية وحوار اجتماعي مؤسس ومنتج، إذ منذ مجيئها عمدت الحكومة إلى تجميد الحوار الاجتماعي ووقف دوريته في شهري شتنبر وأبريل والتي استقرت منذ سنة 1998 وقد أنتجت هذه الآلية عدة اتفاقيات في عهد الأستاذ اليوسفي وجطو وعباس الفاسي .
كما عمدت الحكومة إلى التنكر للالتزامات السابقة، ورفضت تفعيل ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011، وخاصة القضايا منعدمة الكلفة المالية، والأساسية للحياة النقابية لارتباطها بالحريات النقابية مثل نسخ الفصل 288 من القانون الجنائي والمصادقة على الاتفاقية 87 لمنظمة العمل الدولي المتعلقة بالحريات النقابية، أما القضايا ذات الكلفة المالية فلا حديث عنها إطلاقا .
وإمعانا في معاداة الطبقة العاملة لم تقتصر الحكومة على ما سبق، بل إنها عمدت إلى إقرار ضرائب جديدة واتخاذ إجراءات مست حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة وأضعفت قدرتها الشرائية
إذن في هذه الظروف ستخلد الشغيلة المغربية فاتح ماي لهذه السنة، وبالتالي سيكون يوما للاحتجاج وفضح السياسة الحكومية اللاشعبية  .

2 ـ في سابقة تحتفل 3 مركزيات بفاتح ماي بشكل مشترك هي الفيدرالية الديمقراطية للشغل  والمنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين ، ماهي الرسالة التي توجهونها بهذا التنسيق ؟

نحن مقتنعون في الفيدرالية الديمقراطية للشغل أن مواجهة سياسة الإجهاز على المكتسبات العمالية ، وحدة الجهة كان للمركزيات النقابية دور محوري في الدفاع عن قضايا الشغيلة من جهة، ومن جهة أخرى المساهمة إلى جانب قوى التقدم والحداثة من بناء المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي المهدد من قبل قوى المحافظة .

لذا كان من الضروري أن نمد يدنا إلى باقي المركزيات النقابية من أجل توحيد النضالات وتوحيد الرؤيا، وفي هذا السياق استجاب إخواننا في الاتحاد العام للشغالين، الذين خضنا معهم الإضراب المشترك ل 23 شتنبر 2014، هذا الإضراب الذي كان مدخلا لإضراب 29 أكتوبر 2014 والذي شهد مشاركة كل الطيف النقابي الوطني، مما عزز التعاون بين مركزيتينا في كل المحطات التالية، ومؤخرا التحقت المنظمة الديمقراطية للشغل بهذا التحالف الذي خضنا من خلاله مسيرات جهوية احتجاجية يوم 19 أبريل 2015، ونستعد حاليا للاحتفال بفاتح ماي بشكل مشترك .
نعم إنها سابقة في الحياة النقابية الوطنية، وتكشف عن أن توفر الإرادة لدى مختلف الأطراف قد يمكننا من تجاوز كل التعثرات، ولا شيء يمنعنا من الاحتفاظ بخصوصيتنا داخل إطار الوحدة
لذلك ففاتح ماي لهذه السنة سيكون له طعم خاص باعتباره مشتركا، وسيكون محطة لتوجيه رسائل متعددة بدءا بالحكومة حتى تعيد النظر في مقاربتها العدائية للمسألة الاجتماعية، وسيكون محطة مفتوحة لكل المواطنات والمواطنين المؤمنين بقيم الديمقراطية والحداثة لدعم المشروع المجتمعي الذي ضحت من أجله القوى الوطنية والديمقراطية لأكثر من ستة عقود وحمايته من الارتداد والرجعية والمحافظة، لأننا نسعى أن تكون بلادنا جزءا من المشترك الإنساني المبني على التعدد والاختلاف والتسامح والحرية والديمقراطية

3 ـ انطلقت الانتخابات المأجورين في غياب جدي ومسؤول مع الحكومة ، ألا تتخوفوا من هذا الصم الحكومي ، وهذا الإقصاء الممنهج للطبقة العاملة ؟
انتخابات المأجورين محطة أساسية في مسار الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ومنذ تأسيسها اجتازت بنجاح كل المحطات الانتخابية، سواء تعلق الأمر بانتخابات مندوبي الأجراء، أو تعلق الأمر بانتخابات مندوبي الأجراء، أو تعلق الأمر بانتخابات مجلس المستشارين، بحيث مرت كل هاته الاستحقاقات في سياقات سياسية واجتماعية مختلفة عما نعيشه اليوم، إذ ستجرى انتخابات يونيو 2015 في ظل دستور 2011 الذي كان نتاج حراك مجتمعي، وفتح آفاقا جديدة لخلق مزيد من التراكمات في المسار نحو الديمقراطية، بتنصيصه على تطوير الحقوق الأساسية للمواطنين وضمان التعدد والاختلاف في المجتمع المغربي، كما أعطى للنقابات دورا في التأطير وجاءت في الفصل الثامن للدستور مباشرة بعد الأحزاب السياسية في الفصل السابع .
لكل ذلك فإننا ندخل هذه الاستحقاقات بأفق جديد بعد أن حسمنا مسألة الشرعية داخل الفيدرالية، وسنتوجه إلى الشغيلة المغربية لفضح السياسة الحكومية اللاشعبية، المعادية لحقوق ومكتسبات الشغيلة المغربية، وسنقدم كل المعطيات حول التعطيل المتعمد للحكومة للحوار الاجتماعي وتنكرها للالتزامات السابقة، وإضعافها للقدرة الشرائية للشغيلة والمواطنين جراء الزيادات المتتالية في الأسعار ورفضها الزيادة في الأجور والتخفيض من الضريبة على الدخل، وتبخيسها للعمل النقابي .
لذلك فهذه السياسة الحكومية ربما ستكون هي الحافز للشغيلة المغربية للانخراط الجماعي في هذه الاستحقاقات والعمل على إفراز تمثيلية حقيقية قوية لإيصال صوت العمال إلى مراكز القرار بهدف الاستجابة لمطالبها وتحقيق تطلعاتها المادية والمهنية .

4 ـ كيف هي الاستعدادات لانتخابات اللجن الثنائية التي ستجري في شهر يونيو من السنة الجارية ؟
بحكم التنظيم الفيدرالي الذي يعطي نوعا من الاستقلالية القطاعية النقابية، ويغطي تواجد المركزية مجاليا عبر الاتحادات المحلية، فإن كل القطاعات تشتغل بشكل جدي أولا لتغطية جميع اللوائح وثانيا تقديم وجوه ذات مصداقية وفاعلة في الإنصات لهموم الشغيلة .
كما أن هناك برنامج مركزي سطرته اللجنة الوطنية للانتخابات بتعاون مع اللجان الجهوية للانتخابات تشتغل عليه الاتحادات المحلية في مختلف الأقاليم للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المؤسسات الإنتاجية في القطاع الخاص .
كما أن هناك تصور واضح لنا كمركزية لمقاربة هذه الاستحقاقات بشكل حضاري في احترام للقوانين والمشغلين والمنافسين، وأيضا توظيف كل وسائل التواصل خاصة منها وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الصوت الفيدرالي إلى مختلف فئات الشغيلة لنقدم برنامجنا وتصورنا

5 ، ماذا أعددتم كتنسيق ثلاثي لمواجهة حكومة بنكيران ؟

ـ التنسيق الثلاثي أنجز محطة المسيرات الجهوية يوم 19 أبريل 2015 ونحن نستعد للاحتفال والاحتجاج بالعيد الأممي فاتح ماي لهذه السنة بشكل مشترك، وستكون التظاهرة المركزية بمدينة الدار البيضاء بالحي المحمدي، وتظاهرة جهوية بالرباط وتظاهرات في مختلف الأقاليم وكلها بشكل مشترك


ـ وستكون محطة فاتح ماي 2015 مناسبة لتصرخ فيها الشغيلة بحناجرها منددة بالسياسة الحكومية ورافضة للمخططات الحكومية الرامية إلى تقزيمها وتقويض تراكماتها في دمقرطة المسألة الاجتماعية، بلى محاولة إرهاقها بالاقتطاعات من الأجور والزيادات المتتالية في الأسعار .


 ـ بعد هذه المحطات ستجتمع المركزيات الثلاث لتقييم المرحلة السابقة من أجل تسطير الخطوات النضالية المستقبلية
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات