الخطة الاستعجالية من الأولويات إلى تحقيق الأهداف

إذا قبلنا جدلا بان الخطة الاستعجالية جاءت لإعادة الثقة في نوايا وخدمات المدرسة المغربية بعدما عجز الميثاق الوطني للتربية والتكوين عن تحقيق أهدافه المتوخاة طيلة 8 سنوات خلت.
وبما أن الجروح التي  تنتاب الجسم التعليمي غائرة وعميقة  ، فعلى فرق غرف العمليات أن تستعد لمواجهة هذه الوضعية الخطيرة بمعنويات عالية وبمقاربات بيداغوجية فعالة وجديدة.
فضلا عن نهج أساليب واستراتيجيا ت في التخطيط والتدبير أكثر مرونة وتحفيزا.
بعبارة أخرى أن التركيز على الاختلالات  الفظيعة التي وضع المجلس الأعلى للتعليم أصبعه عليها تتطلب من الإدارة المركزية ودوائرها الداخلية والخارجية: الأكاديميات والنيابات – أن تتعامل مع كل محطة من المحطات الرئيسية المرصودة بدءا بتأهيل الفضاءات المدرسية ومرورا بظاهرة الاكتظاظ وانتهاء بغول الغياب والتأخيرات اللامبررة التي تفضي في النهاية إلى معضلة الهدر المدرسي – بالحكامة وجودة التدبير وسرعة التنفيذ التي تستوعب إحداث مؤسسات جديدة وقريبة من أماكن سكنى المتعلمين ومن إضافة داخليان ومطاعم مدرسية  لكل المتعلمين ذوي الحاجة وإعداد صيانة فاعلة لكل المؤسسات المتهرئة إذ من غير المعقول أن تظل مدارسنا  أجساما محنطة وبدون روح أي مدارس بلا أسوار ولا طاولات ولا مراحيض ولا ماء  ولا كهرباء مدارس بلا عناية ولا نظافة ولا صيانة ولا تأطير تربوي .
إنها الحقيقة المؤلمة التي كشف عنها السيد وزيرا لتربية الوطنية الجديد في عدة لقاءات صحفية كان آخرها مع مجلة الحياة المدرسية  ذات التخصص التربوي عدد 12 آملا أن تتضافر الجهود وتتعبأ الطاقات والإرادات بالحس الوطني والأريحية الأكيدة على المدرسة المغربية حتى تعالج أوضاعها  بالشكل المطلوب وتستقيم أمورها  ومن ثم تتحقق نهضتها و تنميتها المستدامة.
وحتى تستمر المدرسة العمومية في نيل عطف الصفوف الشعبية والجماهير الفقيرة نتمنى من وزارة التربية الوطنية أن تسترسل في استثمار الرسائل والإشارات الملكية السامية القوية بعدما أصابت مبادراته الشريفة - بتوزيع مليون محفظة- عمق الممارسة التربوية وروح الفعل ألتعلمي ناهيك عن الآثار الايجابية التي خلفتها في نفوس ومشاعر المحتاجين وغيرهم مما حذا بمجموعة كبيرة من الآباء وأولياء أمور التلاميذ إلى إعادة الثقة في إمكانيات المدرسة العمومية ونجا عتها  مادام صاحب الجلالة يوليها عنايته الخاصة .
بناء على هذه التحفيزات القيمة والصيانة والتجهيزات الجديدة التي ينتظرها المجتمع المغربي بالإضافة إلى الانخراط الفعلي في عملية الإصلاح للفاعلين والفاعلات في قطاع التدريس والتأطير يمكن للمدرسة الوطنية أن تشق طريقها نحو بر الأمان أي نحو التنمية الشاملة.
ويبقى السؤال المحير الذي يلاحق فضولنا هو: لماذا لا تخطو حكوماتنا المتعاقبة خطوات جريئة في قضية النهوض بالموارد البشرية لنظامنا التعليمي وعلى رأس هؤلاء شغيلة القطاع ؟

ذ:الحسين وبا
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات