باحث يدعو إلى إصلاح الجامعة المغربية عبر دراسات إحصائية

عَكف الدكتور ادريس خرشاف، أستاذ التعليم العالي في الإحصائيات المعلوماتية، بجامعة محمد الخامس بالرباط، على إعداد مشروع يهدف من خلاله إلى طرح المشاكل التي تعترض مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي بالجامعات المغربية بشكل عام، وإعادة النظر تطبيقيا في فضائها بشكل خاص.

ودعا عضو أكاديمية العلوم الأمريكية، حسب مشروع أطلق عليه " جامعة المستقبل ودورها في مجال التنمية الشاملة، أية خوارزمية استراتيجية هادفة"، إلى التَّفكير في إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي، اعتمادا على نتائج قاعدة البيانات والمعلومات المحصّل عليها عن طريق الدراسات الإحصائية الجادّة، وموصِيا بعدم إهْدار وقت طلبة البكالوريا الراغبين في متابعة دراستهم بكلية الصيدلة مثلا بقضاء سَنَتين كاملتين في البيولوجيا "بدون نَفع يذكر".

كما انتقد الأستاذ الجامعي التحاق التلاميذ بالمدرسة المحمدية للمهندسين بعد سنتين من الرياضيات العالية Math. Supérieures والرياضيات المتخصّصة Math spéciales إضافة إلى المباراة، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لربح رهان المستقبل، وذلك بالإكتفاء بنظام بكالوريا + مباراة.

وأوصى صاحب المشروع "الإصلاحي" الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، بضرورة وضع هدف استراتيجي للجامعة عبر جعلها فضاء للمعرفة والقيم والإبداع، مع المحافظة على كرامة الوطن عبر جعل "الجامعة لمن يُنتج فيها"، إلى جانب إنشاء مسارات تقنية احترافية داخل منظومة الجامعة من أجل تكوين طلبة تقنيين واحترافيين في مجال التقنيات المعلوماتية الحديثة والروبوتات.

وسجَّل مدير الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة بالمغرب سابقا، أهمية إدخال مواد لتنمية الإنسان وبنائه، مع برمجة مادة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لجميع تخصصات الجامعة علمية وأدبية، داعيا إلى ضرورة التفكر في طبيعة المواد المدرَّسة وتنقيتها من الشوائب. وتوجيه البحث العلمي حسب حاجيات الوطن عبر إعادة النظر في مشاريع أطروحات الدوكتوراه وإنشاء دبلومات جديدة في ميدان ديداكتيك العلوم.

ودعا الأستاذ الجامعي، إلى الانخراط في الجامعة بعقدة مدتها سنتين قابلة للتمديد أو توقيفها حسب كفاءة صاحب الشهادة وإنتاجه العلمي عوض التوظيف النهائي، والاعتماد في تعيين رؤساء الشُّعب بناء على ملف علمي وتربوي وليس على نظام إيديولوجى انتخابوي، فضلا عن مراقبة الهيئة التعليمية بالجامعة سنويا، وكذلك رؤساء الكليات ورؤساء شعب الكليات ورؤساء الجامعات وتقديم تقارير لأعمالهم.

ويرى الباحث المغربي الحاصل على وسام التميّز الدولي لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم في مجال الفكر والعلوم سنة 2013 ، أن ما سبق ذكره، يُمكن ان يساهم في إخراج الجامعة المغربية مما تتخبَّط فيه من مشاكل تتمثل في عدم مشاركة الطلبة في الأنشطة العلمية، وغياب برامج تثقيفية وعلمية احترافية وغياب مقترحات علمية من طرف الطلاب لتنمية قدراتهم، مع غياب الهدف الاستراتيجي للجامعة ومناهج غير قادرة على صنع إنسان الألفية الثالثة، وغياب مهارات حياتية، وعدم التعلم باللغة الوطنية، مع إسناد المسؤولية في بعضها لغير ذوي الكفاءة، غياب برامج لتكوين الأستاذ الجامعي، وغياب الأستاذ الجامعي عن التأطير.

ويرى خرشاف، أن أهمية المشروع تكمن في جعل الطالب المغربي، مُتمكِّنا من معرفة قدراته الذاتية وإمكانياته العقلية والمجتمعية، ومؤمنا بهويته وبمؤسساته المدنية، ويتحلى بتربية عقلية وإيمانية ووطنية، وقادرا على التعامل مع وسطه بمؤثرات حوارية واحترافية واتخاذ القرار المناسب، ومنفتح على الثقافات الأخرى وفق نظام حضاري كوني.


عن موقع هسبريس
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات