حق التلميذ في الخطأ

ذ. يوسف اجنيفي - استاذ بثانوية الأمل التأهيلية - طاطا

نسمع في بعض الأوساط التعليمية أساتذة يقولون: " التلاميذ ضعاف"،
اليس في هذه الادعاءات تهرب من تحمل المسؤولة ؟
ألا يعتبر الأستاذ(ة) الشريك الفعلي للتلميذ(ة).؟

إن أهم دور يقوم به الأستاذ هو مساعدة التلاميذ المتعثرين وتبني بيداغوجية الدعم واستراتيجيات المعالجة كي يُدمجهم مع باقي أقرانهم المتفوقين.

 يقتصر دور الأستاذ في القسم عادة على عملية تدريس المادة الدراسية وما يرافقها من تفريغ لحمولته المعرفية، لكن هناك ما هو أهم ألا وهو إثارة فضول التلميذ وحته على العمل وتشجيعه وارشاده وفتح نقاش جاد معه والاعتراف بحقه في ارتكاب الخطأ  كي نساعده على تحديد مكامن صعوباته، فيصبح الخطأ انداك فرصة لبناء التعلم .

أن يخطئ التلميذ معناه أنه يبذل جهدا للتعلم، معناه أنه يقوم بمحاولات جادة و معناه أيضا أنه بحاجة إلى تدخل الأستاذ ، فكفى من البيداغوجية التقليدية والتي تعتبر الخطا مؤشر من مؤشرات فشل الفعل التربوي وعاملا من عوامل التشويش على مجرى التعلم.

إن الأستاذ في إطار هذه البيداغوجيا يتأهب من أخطاء تلاميذه ويعمل على مقابلتها بالزجر وكأنها طعن في كفاءته ونكران لجهوده، فيرفض التعاطي مع الخطأ ويعمد إلى إقصائه ، مما يجعل التلميذ إنعزاليا لا يشارك الاخرين خوفا من الخطأ المؤدي للعنف.
فيصبح الخطأ أداة ترهيب للتلميذ.

كما أن هناك فئة أخرى من الأساتذة الموهومين بتملك السلطة المعرفية يعمدون إلى إظهار الخطأ لدى التلميذ ليس بهدف التصحيح أو الإفادة بل من اجل تحسيس المتعلم بالدنيوية والخضوع الدائم لسلطتهم المعرفية، حيث يتم التركيز بشكل مكثف على أخطاء التلميذ في إهمال تام لانجازاته الايجابية ، وبهذا تصبح الاهداف التفاعلية منعدمة ويدخل التلاميذ الفصل الدراسي غرباء ويخرجون منه غرباء.
فيصبح الخطأ أداة اقصائية لامعنى فيها للانصاف.

فالاستاذ مطالب بالتنازل على سلطته المتحكمة في إدارة الفصل الدراسي وأن تكون لديه قناعة بأنه لا يملك الحقيقة المطلقة، انداك سيهتم بحاجيات التلميذ، وحوافزه التعليمية، ويفهمه ويتفاهم معه.
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات