فابيُوس يحلُّ بالمغرب بعد زيارة زميله وزير الداخلية، برنار كازينُوف، في وقت سابق، إثر عودة التعاون الأمني بين البلدين. على أنْ يدري رئيس الوزراء الفرنسي، مانوِيل فالسْ، زيارة محتملة إلى المملكة لاحقًا. فيما ينتظر أنْ ينعقد لقاء بين حكومتي المغرب وفرنسا بباريس قبل مقدم الصيف. بعدما انعقد آخر مرَّة فِي ديسمبر 2012 بالربَاط.
في صدارة الأجندة التي يتأبطُها فابيُوس، توردُ الصحيفة، الملفَّ االأمنِي، الذِي صار على أهميَّة كبرى في ضفتيْ المتوسط، سيما بعد مضيِّ المئات منْ المسلمِين المغاربة منْ فرنسا إلى العراق وسوريا للالتحاق بتنظيمات متطرفة، في الوقت الذي تتغذى المخاوف مما قدْ يقدمُون عليه في حال عادُوا من أرض المعركة بالعراق وسوريا بخبرات في القتال.
إبَّان زيارته إلى المغرب سيعرجُ فابيُوس على ثانوية تحضرُ البكالوريا الفرنسية، التي جرى إطلاقها مع بدء موسم 2013 في ستِّ ثانويات، بمساعدة منْ فرع "التعاون الفرنسي" الداعم للبكالوريا الفرنسية، حيث صار بإمكان التلامذة المغاربة الذين يهيئُون البكالوريا أنْ يتابع درُوس الرياضيات والعلوم الفيزيائية والعلوم الطبيعية والأدب الفرنسي والتاريخ، باللغة الفرنسية.
وتطرقتْ الصحيفة الفرنسية، إلى ما اعتبرتهُ فَشلا منيت به سياسة التعريب في المغرب، بعد انتهاجها إبان السبعينات بتأثير من حزب الاستقلال، أيَّام كان التيار القومِي العربي في أزهَى أيامه بالمغرب كما في باقي دول العالم العربِي.
ففي المنطقة المغاربية دائمًا قرر الرئيس الجزائري الراحل، الهوارِي بومدين، تعريب التعليم، منذُ سنوات التعليم الأولى، في حين جعلت الفرنسية لغة أجنبية أولى. حتى وإنْ كانت الجزائر قدْ عادت في ظرف وجيز إلى تدريس اللغة الفرنسية بدءً من السنة الثانية في الابتدائي.
وتضيفُ الصحيفة أنَّ سياسة التعريب التي جرى تطبيقها في المغرب منذُ سبعينات القرن الماضي، دون تحضير مسبق، كانت لها نتائج كارثيَّة. حيثُ لمْ يكن المغرب يتوفر على عددٍ كاف منْ مدرسي اللغة العربية ما اضطرَّه إلىْ أن يستقدم أساتذَة من عدة بلدان عربية بينها مصر وفلسطِين، كان عدد مهم منهم من الإخوان المسلمِين، فبثُّوا بذُور أفكار الإسلام السياسي بصورة كبيرة.
في المقابل، أمنت البوجوازيَّة المغربية، بحسب المصدر ذاته، مكانًا لأبنائها في مدارس البعثات الفرنسية والأمريكية وحتى الإسبانية، بأقساط جد باهظة. ولمْ يتردد الأثرياء في إرسال أبنائهم إلى أوروبا.
النتيجة الثانية للتعريب، هي أنَّ التلميذ الذي كان يدرسُ المواد العلمية باللغة العربية في الثانوية، يجدُ نفسه ملزمًا بتلقي تكوينه بالفرنسية لدى الوصُول إلى الجامعة، سيما لدى دراسة التخصصات العلمية الحقة. أمَّا الأقلية المغربية التي تتحدثُ الفرنسية بدءً من سنواتها الأولى في البيت فلمْ يكن عندها ما تخشاهُ. الأمر الذِي وقف حجر عثرة في طريق تحصيل كثيرٍ من الطلبة المغاربة، تستطرد "لوبوان".
ومنْ سخريَّة الأقدار كما تصفُ "لوبوان"، كان على المغرب أنْ ينتظر مقدم حكومة إسلامية، ووزير منْ الاستقلال، الذي قام بالتعريب، لقلب البوصلة واقتراح بكالوريا دولية باللغة الفرنسية، على اعتبار أن الفكرة كانت قائمة من أيَّام الوفا، الذي انتقل مع التعديل الحكومي الأول من وزارة التربية الوطنية إلى وزارة الشؤُون العامة والحكومة.
المنعطف الحاصل من التعريب إلى العودة للفرنسية يمليه التراجع الذِي تشهدهُ المنظومة التعليمية في المغرب، علمًا أنَّ إحداث "بكالوريات" دولية يطرحُ إشكال تأمين الموارد البشرية. وهو مشكل منْ بين إشكالات تعود فيها المملكة إلى باريس، على اعتبار أنَّ الرهان كبير، بالنظر إلى ما يحظى به النموذج المغربي في العالم العربي كما في خارجه.
عن موقع هسبريس