أقساطُ المدارس الخاصة ترتفع بالمغرب رغم هامش الربح

إذَا ما أردتَ أنْ تبنِي مدرسةً خاصَّة في المغرب تسعُ ستمائة تلميذ على بقعةٍ أرضية منْ ألف وخمسمائة متر، فإنَّك ستكُون في حاجةٍ لأن تستثمر 15.6 مليُون درهم، في ظل ارتفاع أسعار العقار، بيدَ أنَّها تكلفةٌ لا تبدُو جد باهضة، بالنظر إلى ما يجنيه المستثمر الذِي قدْ يصل هامش أرباحهِ في المشروع إلى ثلاثين بالمائة.

مسحٌ أجرتهُ صحيفة "لافِي إيكُو" الاقتصاديَّة أوضحَ أن عدد المدارس الخاصة يتزايدُ عامًا بعد الآخر في المملكة، مستفيدًا منْ كثرة الطلب، وتراجع الجودة في المدارس العموميَّة، حتى لدى عائلات ذات دخل محدود، وبحكم الإقبال فقدْ صارتْ أسرٌ كثيرة تنتظرُ دور أبنائها في لوائح الانتظار، ريثما يشغرُ مقعدٌ دراسيٌّ لأبنائها.

وبحسب التقديرات نفسها، فإنَّ مصاريف المدرسة قدْ تصلُ إلى ستة ملايين درهم، لكن المشروع قدْ يدرُّ على صاحبه، 3.2 ملايين درهم بمثابة ربحٍ صاف، علمًا أنها تستفيدُ منْ تخفيضات ضريبيَّة خلال السنوات الخمس الأولى منْ إنشائها، دون احتساب ما تجنيه تلك المدارس من أنشطة أخرى كالرحلات المدرسية والحفلات أوْ درُوس الدعم الموازيَة.

وزيادة على البناء يستلزمُ تجهيز مدرسة مليون ونصف المليون درهم، سواء تعلق لأمر بالمقاعد أو بالطاولات، والسبورات والأجهزة الرقمية وأجهزة العرض والمكتبات والمعدات، وملعب الرياضة، علمًا أن مدارس كثيرة تفتقرُ إلى العديد منها، والأجهزة اللازمة لطاقم الإدارة كالمكاتب والطابعات والحواسيب.

إضافة إلى ذلك، يستلزمُ المشروع تشغيل أطر تدريس، وموظفين للإدارة، على أن أساتذة المرحلتين الأولوية والابتدائية يكونُون متفرغِين للخواص بالكامل، في الوقت الذِي تجرِي الاستعانة بأستاذة يعملُون بالساعات بالنسبة إلى تلامذة الإعدادِي والثانوِي، غالبًا ما يكونُون منْ التعليم العمومِي.

بيد أن توظيف أساتذة القطاع العمومي سيصيرُ ممنوعًا بعد فترة، إثر صدور قرار عن وزارة التربية الوطنية، التي منحتْ لأصحاب المدارس الخاصة عامين ريثما يقومُوا بتسوية أوضاعهم، ويبحثُوا عمن يعوضُ أساتذة الدولة.

وبحسب المعطيات نفسها، فإنَّ أقساط تدريس الأبناء في المدارس الخاصة ترتفع في المملكة بـ20 في المائة كل سنة في بعض المدارس، بحكم عدم خضوع الأقساط المدفوعة لأي قاعدة خاصة تؤطرها، في الوقت الذي تفضلُ بعض المدارس عدم الرفع من الثمن حرصًا على الزبناء.

وتسوغ مدارس كثيرة رفع أقساط التمدرس بها إلى تجديد السيارات أوْ إعادة تأهيل بنيتها، علمًا أن السعر يربُو في المتوسط على ألف درهم بالنسبة إلى الأولي، و1300 درهم في المرحلة الابتدائية، وَ1500 درهم للإعدادي، وَ1800 درهم للثانوِي التأهيلي.

وفي الوقت الذي تستفيدُ المدارس الخاصة عن تخفيض على الضريبة المفروضة على الشركات، يصل إلى 17.5 في المائة، فإنَّ هامش الربح قدْ يصلُ في بعض الحالات إلى 32 في المائة، علمًا أنه هامشٌ يكبرُ هو الآخر عامًا بعدَ عامٍ.


عن موقع هسبريس
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-