مثقفون و مبدعون يناقشون اليات النهوض بالمدرسة المغربية بالمكتبة الوسائطية بطنجة

 في إطار التراجعات الملحوظة التي تعرفها المنظومة التعليمية ببلادنا ، وفي خضم السجال الذي تمخض بسببها بين  الفاعلين في المجال الاقتصادي و المهتمين  بالحقل التربوي و الاعلامي و السياسي ، شهدت الساحة الوطنية حركية غير مسبوقة في التعاطي للإشكال الحاصل – ازمة النظام التعليمي-  و هذا ما اكدته عدة محاضرات و ندوات و ملتفيات في نقاط مختلفة من مملكتنا العزيزة .و ذلك للاعتبارات التالية: 

-    الغيرة الوطنية.
-    ما خلفته التقارير الدولية و على رأسها البنك الدولي و منظمة اليونسكو من اثار جارحة على نفسية الخاص و العام ببلادنا.
-    ما شخصه المجلس الاعلى للتربية و التعليم من اختلالات كبرى تقف كعوائق اساسية في تحقيق
النهضة التربوية ببلادنا.
-    اصلاح المدرسة الوطنية قضية المجتمع برمته.
-    نجاح المنظومة التربوية يعني تحقيق التنمية المستدامة.
-    المدرسة الوطنية هي سبيل الحفاظ على  الشخصية والهوية المغربية.

في هذا الصدد عاشت رحاب المكتبة الوسائطية بطنجة، مساء الجمعة 30 يناير من الشهر الجاري لقاء  تربويا / تواصليا مفتوحا ، أطرته ثلة من المبدعين و المثقفين و في مقدمتهم: الشاعرة و المبدعة و أحد الاسماء اللامعة في الساحة الادبية و الجمعوية  ، السيدة الفاضلة : بهيجة البقالي القاسمي التي عبرت في مداخلتها القيمة عن غيرتها القوية على حاضر و مستقبل  المدرسة الوطنية ، بالرغم من كونها تدير مؤسسة تعليمية حرة و تعتبر احد الاعمدة الصلبة و الاساسية لهذا القطاع الحيوي ، فضلا عن كونها رئيسة الرابطة الوطنية للتعليم الخاص فرع طنجة.
إن الاستاذة بهيجة القاسمي - في مستهل مداخلتها الوازنة- منحتني انطباعا فاحما على روح و طنيتها العالية و شموخها الفكري الذي لا ييأس و لا ينهزم، اذ ألحت على استحضار الارادة و التضحية سواء لدى الاباء و التلاميذ او لدى الاستاذ و الادارة التربوية حتى يمكننا النهوض بنظامنا التعليمي  على احسن وجه ، و اضافت قائلة : لا الفقر و لا البعد عن المدرسة و لا اكراهات الزمان و لا المكان يسمح لنا بالاستسلام  و النكوص، و اضافت قائلة:  لما كنا صغارا ذقنا مرارة الفقر و البرد و معاناة الاحتياج ومع ذلك أصرنا على العمل و العطاء و تحصيل العلم. فالله اسال ان يوفقنا جميعا لما فيه صالح هذه البلاد ونافع هذه الامة،لان – تضيف الاستاذة- أزمة المنظومة التعليمية ليست أ زمة الوزارة المعنية لوحدها ، و انما هي أزمة كل مكونات المجتمع المغربي ، كل حسب موقعه الخاص . بعدها تناول الكلمة الاعلامي المقتدر و الكاتب المبدع و احد الاسماء المميزة في عالم التأليف الادبي و التواصل الجمعوي، يتعلق الامر بالسيد :حسن بيريش الذي اكد على راهنية الموضوع واهميته في الحاضر والمستقبل، مذكرا الحضور بجملة التدابير الجديدة التي تتوق الوزارة المعنية تحقيقها  ، بدءا بتعزيز الجهود نحو التعليم الاولي الذي يعتبر مقدمة الاصلاح و قاطرة النجاح ومرورا بالتحكم في اللغات و على رأسها اللغة العربية والامازيغية و الفرنسية وانتهاء بإرساء تعلمات اساسية لدى المتعلم المغربي.
وأخيرا تناول الاستاذ والباحث: الحسين وبا، صاحب ( المؤلفين التاليين : الاول : مقاربات تربوية جديدة  الذي صدر سنة 2008م  و الثاني : اليات النهوض بالمدرسة المغربية الذي عرف النور مؤخرا). مداخلته التي أتت على شكل قراءة لكتابه الجديد ، و قد انقسمت الى بابين كبيرين هما:
1-    أولا: من حيث الشكل:
2-    حيث اكد السيد وبا للحاضرين على ان الكتاب مكون من 153ص، يبتذئ بمقدمة صغيرة موجهة للغيورين على قطاع التربية و التعليم، و بأول موضوع يحمل عنوان :مدرسة النجاح اية مواصفات و اية رهانات؟و ينتهي ببلوغرافيا لأبأس بها من الكتب و المجلات و الجرائد وفهرس خصب يحتوي على 37 موضوعا التي هي في حقيقة الامر يقول: - السيد وبا- هي اوراش مفتوحة للتداول و النقاش.
3-    ثانيا: من حيث العرض :
4-    فقد تضمن بعض الجهات الدولية و الوطنية التي شخصت ازمة المنظومة التربوية ببلادنا و قد جاءت على الشكل التالي:

  • 1- التقارير الدولية سواء من طرف البنك الدولي او منظمة اليونسكو
  • 2- المجلس الاعلى للتربية و التعليم،الذي يرجع له الفضل في الكشف عن الاختلالات الكبرى التي تعتري جسد منظومتنا التعليمية و على راس هذه الاختلالات هناك:
-    ظاهرة الاكتظاظ
-    ظاهرة التكرار
-    ظاهرة الغياب
-    ظاهرة التاخر المدرسي. و قد اكد السيد الباحث ان خطورة هذه الظواهر تؤدي حتما الى الهدر المدرسي الذي يقف عاملا تهديديا لحاضر ومستقبل المدرسة المغربية. هذا فضلا عن الاحصاءات السوداء التي اقرت ان في كل 100 تلميذ يلجون المدرسة هناك تلميذ واحد هو الذي يلتحق بالتعليم الجامعي.

  • 3-التدبير التي قامت بها الدولة لتجاوز الازمة :
- تنزيل الميثاق الوطني للتربية و التكوين
- تنزيل المخطط الاستعجالي ومن اهم مقتضياته و محتوياته هناك:

- تحقيق الجودة التعليمية
- انجاح انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي
- بيداغوجيا الكفايات
- بيداغوجيا الادماج
- مدرسة النجاح
- توسيع العرض التربوي
- تثمين التدابير الوقائية و الاجتماعية للتغلب على ظاهرة التسرب المدرسي و قد همت اليات الاشتغال :
-  برنامج تيسير: الذي حد من فرض العزلة على اطفال العالم القروي، و اضحى يؤمن لهم المواصلات المدرسية.
- اعتماد الاستراتيجية الملكية السامية بتوزيع مليون محفظة عند كل دخول مدرسي، التي اهلت و ساعدت الكثير من الاسر المغربية الفقيرة سواء على الحفاظ على استمرارية دراسة ابنائهم أوفي تشجيع الجدد منهم على التسجيل.

  • 4- مقترحات الخروج من الازمة الحاصلة:
- عملا بالمثل العربي الماثور" اهل مكة ادرى بشعابها" فان الكاتب- و من موقع ممارسته و خبراته المهنية- فقد اقترح مجموعة من التدابير نرتبها على الشكل التالي:
   
1- النهوض بالموارد البشرية لهدا القطاع الاجتماعي الحيوي، وجعل كرامة الشغيلة التعليمية فوق كل اعتبار، تماما كما دعت الاتفاقية الاممية الدول الموقعة على بنودها و فصولها الى العمل على تحقيق المصلحة الفضلى  لفائدة الطفل.
2- تعزيز الامن التربوي و جعله محطة اساسية لانجاح اصلاح المنظومة التربوية.
3- توسيع بنيات الاستقبال لمؤسساتنا التعليمية.
4- تطويراداءات الادارة التربوية.
5- وضع برنامج للتكوين المستمر على مدار السنة الدراسية يخص المدراء والفاعلين التربويين. باعتباره رافعة اساسية لإنجاح العملية التدريسية وتحقيق الجودة التعليمية.
6- خلق حجرات خاصة بالتعليم الابتدائي لفائدة الانشطة الموازية التي تقوم بها الاندية المدرسية.
7- خلق قاعات خاصة بالمكتبة المدرسية والاعلاميات ، دعما لاستراتيجية القراءة الحرة و تحسيسا بأهميتها  وأهمية الاستئناس بالأجهزة الالكترونية.
8- خلق مساعدات بالمؤسسات التعليمية – على المستوى الاجتماعي و النفسي- في اطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة.
9- تعزيز دور الاندية التربوية ومدها بكل الوسائل المادية و اللوجستيكية للقيام بأنشطتها سواء بداخل المؤسسة او خارجها.

 و الجدير بالاشارة انه رغم الحضور المتواضع الذي عرفته القاعة  -لاسباب تتعلق  بحالة الطقس الممطر-  فان اللقاء  في عمومه كان  شيقا ودافئا للغاية ، و هذا ماترجمه سيل التدخلات و تفاعل الحاضرين – اباء و امهات و تلاميذ وطلبة جامعيين و اساتذة  وإداريين و مبدعين و جمعويين مهتمين بالشان التربوي- مع الموضوع المشار اليه اعلاه.
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات