إعلاميون و جمعويون و تربويون يناقشون اختلالات المنظومة التربوية بأحد فضاءات مدينة مرتيل السياحية

بدعوة كريمة من جمعية نادي مرتيل للإعلام و التواصل،عاش جمهور مدينة مرتيل الواسع و المتنوع- اعلاميون و جمعويون و اساتذة و طلبة جامعيون....- ساعات التواصل الحميمي الراقي مع احد ابناء ألمدينة: الكاتب و الباحث الحسين وبا، بناء على اصداره التربوي الجديد( اليات النهوض بالمدرسة المغربية) الذي ابى إلا ان يكون مسقط رأسه- مرتيل- منطلقا اوليا للاحتفاء به، وذلك مساء الاثنين 26 يناير من العام الجاري برحاب قاعة مركز المبادرات الجمعوية "الاندلس".
- انطلقت عقارب ساعات العرض بكلمة الترحيب الدافئة التي تناولها السيد رئيس الجلسة واحد الاسماء اللامعة في العمل الجمعوي المنتج يتعلق الامربالاستاذ و المربي: نور الدين مغوز، الذي سلم الكلمة لأحد اصدقاء الدراسة انه الصحفي و الجمعوي" سعيد المهيني" الذي احاط الحضور الكريم بمعلومات هامة عن الشروط و الاهداف الخاصة و العامة التي يعتمدها مركز المبادرات الجمعوية بمرتيل في انفتاحه الفسيح على جميع الاعمال و الأوراش سواء ذات طبيعة علمية او ادبية.بعده عاد رئيس الجلسة ليذكر الحاضرين بمناسبة اللقاء وفحواه العلمي و مقاصده التربوية، طارحا مجموعة من الاسئلة الوجيهة للقاعة ،تاركا التفاعل معها لفترة النقاش، وهي اسئلة محفزة نالت اعجاب الجميع من بينها :
- ماهي اسباب اخفاقات منظومتنا التربوية؟
- الى اي حد تأثرت المدرسة العمومية بهذه  الاخفاقات؟
- ما هي الاليات البيداغوجية و اللوجستيكية التي اعتمدتها الوزارة المعنية لتجاوز الازمة الحاصلة؟
- اخيرا ماذا تحقق من هذه التدخلات؟
بعد ذلك تناول الكلمة للسيد: الحسين وبا باعتباره  ضيف الامسية وصاحب الاصدار،الذي نوه بدعوة الجمعية السالفة الذكر و بالجهود الجهيدة التي تبذلها خدمة لحاضر المدينة و مستقبلها الاستشرافي، طكما اثنى على ادارة المركز في شخص مديرها السيد عبد اللطيف البازي و كل الحضور الكريم و خاصة هؤلاء الذين تجشموا معاناة السفر و التنقل و في مقدمتهم السيد :النالي محمد مفتش تربوي والسيد  خالد الغزواني : مدير تربوي أيضا و السيد امشيشو عبد الواحد: مدير تربوي. و قبل أن يغوص الكاتب بنا في بحر تجربته الغنية قال:" ان المشكلات التي تحياها الكثير من الامم هي راجعة بالأساس الى افتقارها الى فعل القراءة ، و ان التربية على القراءة التي تقوم بها المدرسة هي الالية الحاسمة في معالجة هذه المشكلات "
فدعونا- يقول الاستاذ الباحث- و لو للحظات قليلة ان نكون اركيولوجيين و انتربولوجيين وسوسيولوجيين لابراز اهمية المدرسة في تنمية المجتمع ، قائلا: اذا كانت الكتابة قد اعتبرت الحد الفاصل بين ماقبل التاريخ و ما بعد التاريخ ، فان القراءة تعتبر الحد الفاصل بين المجتمعات المتوحشة على حد تعبير الباحث الانتروبولوجي الفرنسي : ليقي ستراوس و المجتمعات المتعلمة، ثم ان المفكر السوسيولوجي :اميل دوركهايم قال:" تعمل المدرسة على تغيير سلوكات الطفل و بناء معارفه وتطوير شخصيته"، مما يعني ان المدرسة هي رهان تنموي بامتياز، مادامت تلعب دورا رياديا في تنمية المجتمعات و الشعوب بصفة عامة.
اشتملت قراءة الاستاذ الحسين لكتابه الجديد على بابين كبيرين هما:

1-    أولا: من حيث الشكل:
2-    حيث اكد السيد وبا للحاضرين على ان الكتاب مكون من 153ص، يبتذئ بمقدمة صغيرة موجهة للغيورين على قطاع التربية و التعليم، و بأول موضوع يحمل عنوان :مدرسة النجاح اية مواصفات و اية رهانات؟و ينتهي ببلوغرافيا لأبأس بها من الكتب و المجلات و الجرائد وفهرس خصب يحتوي على 37 موضوعا التي هي في حقيقة الامر يقول: - السيد وبا- هي اوراش مفتوحة للتداول و النقاش.
3-    ثانيا: من حيث العرض :
4-    فقد تضمن بعض الجهات الدولية و الوطنية التي شخصت ازمة المنظومة التربوية ببلادنا و قد جاءت على الشكل التالي:
-    1- التقارير الدولية سواء من طرف البنك الدولي او منظمة اليونسكو
-    2- المجلس الاعلى للتربية و التعليم،الذي يرجع له الفضل في الكشف عن الاختلالات الكبرى التي تعتري جسد منظومتنا التعليمية و على راس هذه الاختلالات هناك:
-    ظاهرة الاكتظاظ
-    ظاهرة التكرار
-    ظاهرة الغياب
-    ظاهرة التاخر المدرسي. و قد اكد السيد الباحث ان خطورة هذه الظواهر تؤدي حتما الى الهدر المدرسي الذي يقف عاملا تهديديا لحاضر ومستقبل المدرسة المغربية. هذا فضلا عن الاحصاءات السوداء التي اقرت ان في كل 100 تلميذ يلجون المدرسة هناك تلميذ واحد هو الذي يلتحق بالتعليم الجامعي.
3-التدبير التي قامت بها الدولة لتجاوز الازمة :
-    تنزيل الميثاق الوطني للتربية و التكوين
-    تنزيل المخطط الاستعجالي ومن اهم مقتضياته و محتوياته هناك:
-    - تحقيق الجودة التعليمية
-    - انجاح انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي
-    - بيداغوجيا الكفايات
-    - بيداغوجيا الادماج
-    - مدرسة النجاح
-    - توسيع العرض التربوي
-    - تثمين التدابير الوقائية و الاجتماعية للتغلب على ظاهرة التسرب المدرسي و قد همت اليات الاشتغال :
-    -  برنامج تيسير: الذي حد من فرض العزلة على اطفال العالم القروي، و اضحى يؤمن لهم المواصلات المدرسية.
-    - اعتماد الاستراتيجية الملكية السامية بتوزيع مليون محفظة عند كل دخول مدرسي، التي اهلت و ساعدت الكثير من الاسر المغربية الفقيرة سواء على الحفاظ على استمرارية دراسة ابنائهم أوفي تشجيع الجدد منهم على التسجيل.
ملاحظات عامة:
يلاحظ ان كل المحاولات و التدابير التي قامت بها الدولة في هذا المضمار لم تحقق اهدافها المرجوة و بالتالي فان قضية المدرسة المغربية بقيت تراوح مكانها الى يومنا هذا.
-    4- مقترحات الخروج من الازمة الحاصلة: عملا بالمثل العربي الماثور" اهل مكة ادرى بشعابها" فان الكاتب- و من موقع ممارسته و خبراته المهنية- قد اقترح مجموعة من المقترحات نرتبها على الشكل التالي:
-    1- النهوض بالموارد البشرية لهدا القطاع الاجتماعي الحيوي، وجعل كرامة الشغيلة التعليمية فوق كل اعتبار، تماما كما دعت الاتفاقية الاممية الدول الموقعة على بنودها و فصولها الى العمل على تحقيق المصلحة الفضلى  لفائدة الطفل.
-    2- تعزيز الامن التربوي و جعله محطة اساسية لانجاح اصلاح المنظومة التربوية.
-    3- توسيع بنيات الاستقبال لمؤسساتنا التعليمية.
-    4- تطويراداءات الادارة التربوية.
-    5- وضع برنامج للتكوين المستمر على مدار السنة الدراسية يخص المدراء والفاعلين التربويين. باعتباره رافعة اساسية لإنجاح العملية التدريسية وتحقيق الجودة التعليمية.
-    5- خلق حجرات خاصة بالتعليم الابتدائي لفائدة الانشطة الموازية التي تقوم بها الاندية المدرسية.
-    6- خلق قاعات خاصة بالمكتبة المدرسية والاعلاميات ، دعما لاستراتيجية القراءة الحرة و تحسيسا بأهميتها  وأهمية الاستئناس بالأجهزة الالكترونية.
-    7- خلق مساعدات بالمؤسسات التعليمية – على المستوى الاجتماعي و النفسي- في اطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة.
-    8- تعزيز دور الاندية التربوية ومدها بكل الوسائل المادية و اللوجستيكية للقيام بأنشطتها سواء بداخل المؤسسة او خارجها.
التدخلات:
عرفت محطة التدخلات سباقا محموما على تناول الكلمة مما يترجم مدى اهمية المدرسة المغربية في حياة كل مواطن مغربي من جهة و مدى استعداد كل مكونات الامة المغربية قاطبة على الانخراط في اصلاحها و خدمتها.
و من جودة التدخلات نذكر:
*السيدعبد الواحد الوازي :أستاذ بمركز تكوين الممرضين و الممرضات بتطوان و احد الاسماء الجادة في الحقل الحقوقي و الثقافي.
*السيد النالي محمد: مفتش تربوي بنيابة شفشاون و احد الاسماء البارزة في الكتابة و الانشطة الثقافية و التربوية .
* الغزواني خالد: مدير تربوي و مهتم بقضايا الطفولة ومنتديات الفكر و المعرفة .
*مصطفى استيتو: استاذ ملحق بنيابة تطوان وإطار مميز في تربية النشء على المسرح المدرسي.
*عبد الواحد أشبون:  فنان تشكيلي.
* المعمري وديع: منسق جهوي بمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية – خلية تطوان-.
* الرداح عبد الاله: فاعل تربوي.
* فائزة: مساعدة اجتماعية.

المقرر: وبا علاء الدين
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-