اللقاء أشرف على انطلاق أشغاله السيد النائب الإقليمي وكل من المنسق الإقليمي لمشروع المؤسسة ومنسقا ومواكبا الجماعتين.
السيد النائب تطرق في مستهل كلمته إلى السياق الوطني العام وما يعرفه من دينامية حول مشروع الإصلاح التربوي،مؤكدا على أن مشروع المؤسسة يشكل المرتكز الأساس ضمن هذا الإصلاح، ما يستدعي العناية والاهتمام من طرف جميع الفاعلين الميدانيين وعلى رأسهم أطر الإدارة التربوية، كما استعرض بعضا من ملامح المشروع التربوي انطلاقا من تدخلات وتصريحات السيد الوزير والمسؤولين المركزيين. وفي ختام كلمته نوه بمجهودات السيدتين والسادة مديري المؤسسات التعليمية رغم الإكراهات والصعوبات مؤكدا على تفاعلهم الإيجابي والمثمر في كل المحطات الوطنية والجهوية والإقليمية، وحرصهم على الانخراط الناجع والوازن، ومشيدا بمستوى العلاقة الأفقية القائمة بين مختلف الفاعلين إن على مستوى المسؤولين الإداريين بالنيابة الإقليمية أو على مستوى هيأة التأطير والمراقبة بمختلف مكوناتها، أو على مستوى مديرتي ومديري المؤسسات التعليمية بالإقليم والأطر الإدارية والتربوية، وهذا كفيل بخلق دينامية إقليمية متناغمة مع الدينامية الوطنية لإرساء أسس المشروع التربوي وعلى رأسه الاستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة.
أما السيد رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية، المنسق الإقليمي لمشروع المؤسسة، فقد قدم عرضا من محورين على الشكل التالي:
المحور الأول تضمن البرنامج الإقليمي للمرحلة الأولى من الأجرأة الإقليمية للإستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة مستعرضا ما تم إنجازه من عمليات وما سيتم إنجازه في الأيام المقبلة والتي من بينها هذه اللقاءات التواصلية التحسيسية الميدانية مع كافة السادة رؤساء المؤسسات التعليمية في إطار جماعات الممارسات المهنية الثمانية.
المحور الثاني تضمن قراءة في ما تم إنجازه من إصلاحات في ظل الميثاق الوطني للتربية والتكوين مركزا على أولويات المرحلة السابقة والمتمثلة في أربع أولويات وطنية أساسية، مراجعة الاختيارات والتوجهات التربوية اعتمادا على ثلاثة مداخل، تنمية وتطوير الكفايات والتربية على القيم، التربية على الاختيار ، ثم أولوية توسيع العرض التربوي ثم أولوية التعميم على مستوى الولوج والاحتفاظ عبر توسيع شبكة الدعم الاجتماعي، ثم أولوية إرساء اللامركزية في تدبير منظومة التربية والتكوين عبر مدخل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ومجالس المؤسسة كآليات لإرساء الحكامة وتدبير القرب. ثم انتقل لاستعراض مكونات المشروع التربوي الجاري إقراره والمتمثلة في تحسين جودة التعلمات وتحسين المهارات الحياتية وتخليق الحياة العامة وربط المسؤولية بالمحاسبة، لينتهي إلى تقديم قراءة مختصرة حول تطور مفهوم مشروع المؤسسة في الأدبيات التربوية الرسمية، وكيف تم التأصيل له ليصبح أكثر نضجا مع المذكرة 159/14 في شأن أجرأة الإستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة متوقفا عند الخاصيات الأساسية لهذا المشروع ومضمونه الحالي، في إطار المشروع التربوي الجديد وأولوياته وكيفية إنجازه.
بعد الكلمة التوجيهية للسيد النائب وعرض السيد المنسق الإقليمي لمشروع المؤسسة قدم كل من منسقي ومواكبي الجماعتين، كلمة استعرضوا من خلالها مهمام المنسق ومهام المواكب في إطار أجرأة هذه الإستراتيجية الوطنية وبعدها تم فتح باب المناقشة التي تضمنت عددا من التدخلات للإضافة والتقاسم والتساؤل ساهمت جميعها في إغناء اللقاء وتحقيق أهدافه وعبرت عن استعداد الجميع للانخراط والتفاعل الإيجابي بروح من المسؤولية والالتزام والوطنية خدمة للمدرسة المغربية وخدمة للناشئة وتحقيقا لأهداف الإستراتيجية الوطنية لإصلاح منظومة التربية والتكوين.