كل عام تصدر كتب جديدة تعدك بالذاكرة الممتازة في عشرين يوما , وبرغم هذا فإن ملايين الطلبة يرسبون في امتحاناتهم إما لأنهم لا يعدون أنفسهم للاحتفاظ بالمواد التي يدرسونها في ذاكرتهم , أو لأن ذكرتهم تتخلى عنهم عندما بواجهون ممحينيهم .
أعداد ضخمة من البشر يشكون من انه ليست لهم ذاكرة ولكن فئة قليلة جدا من الناس يشكون من ذكائهم ! .. هل لاحظت ذلك ؟ هذه العبارة متناقضة في ظاهرها لكنها قد تكون صحيحة لأنه إذا لم يكن هناك من هو مسؤول عن ذكائه فإن كل شخص يكون مسئولا إلى درجة ما عن ذاكرته التي هي بالنسبة لأشخاص كثيرين تشبه حقلا تركه الحراث بعد حرثه لينال قسط من الراحة .
هناك بالتأكيد بعض الذاكرات فوق العادية ففي البرامج التلفزيونية التي تجري فيها امتحانات سريعة موجزة يصفق الجمهور للمتنافسين الذي يجيبون من الذاكرة على الأسئلة المطردة الصعوبة .
إن الذاكرة حيوان صعب المراس يجب ان نحافظ علي سيره في الطريق الصحيح والذاكرة ألة يجب ان تدار بوفق ويجب أن تصان .إن تنمية ذاكرتك تعني تنمية قدرتك على الفهم وتنمية قدرتك على التمييز والقارنة وتنمية قدرتك على التركيز وعلى إيجاد هدف في الحياة والبحث عن معنى لكل ما تؤديه .
إن الغرض من هذا لكتاب هو مساعدتك على تنمية موهبة طبيعية يملكها الجميع . ولكن الكثير يسمحون لها ان تبقى معطلة غير منتجة .
هذا الكتاب ايضاً ينشد توضيح أن الذاكرة ليست بقرة مقدسة موقوفة على فئة قليلة من العباقرة , ولكنها فقط مثل ذلك الحيوان صعب المراس الذي ذاكرته والذي لا يحب شيئا أكثر من حبه للشرود .