حفل ثقافي وفني تخليدا لذكرتي المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد

تخليدا لذكرتي المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت، بتنسيق مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، حفلا ثقافيا وفنيا تحت شعار: " دور المدرسة المغربية في إذكاء الروح الوطنية وصيانة ملاحم العرش والشعب "، وذلك يوم الأربعاء 12 نونبر 2014 بالمركب الثقافي الفقيه المنوني التابع للمندوبية الجهوية للثقافة بمكناس.

في البداية تناول الكلمة السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والتي أكد فيها حرصه على الحضور الشخصي لما لهذه السنة المحمودة التي تنهجها أكاديمية التربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت منذ سنوات من دلالات وأبعاد قيمية وتاريخية ووطنية، ليس أقلها أنها تكرس وترسخ من جهة للتواصل والتكامل بين المدرسة المغربية وبين باقي مكونات المجتمع المغربي، وفي طليعتها جيل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومن جهة أخرى تجسيد حرص المدرسة المغربية على صيانة الذاكرة المغربية ومواصلة مسيرات الكفاح والدفاع عن حرمة الوطن والوقوف صدا منيعا ضدا كل الأخطار المحدقة به. وهي مهمة وطنية تقع على جميع المغاربة دون استثناء، يضيف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يعززه كون المغاربة مجبولون على حب الوطن والاعتزاز به، بحيث يتجلى ذلك في كل المواقف التي يزخر بها سجل المغرب، وما المسيرة الخضراء وأيام الاستقلال المجيدة (16 نونبر يوم العودة،17 يوم الانبعاث و18 نونبر يوم الاستقلال) إلا نموذجان لهذه المواقف المتميزة لملاحم العرش والشعب..

ومن جانبه، أشار السيد محمد جاي منصوري، مدير الاكاديمية، بعد أن رحب بالمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كعلم من أعلام الوطنية، أن تنظيم الأكاديمية لهذا الحفل إذا كان يأتي في سياق الاحتفاء بالذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد، فإنه يندرج أيضا في  " إطار حرصنا على صيانة الذاكرة التاريخية والتراث النضالي للعرش والشعب، وجعل ملاحم المغرب راسخة في القلب والذاكرة، وحرصِنا على إشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة، وتلقينِ دروسها وصفحاتها المشرقة للأجيال الصاعدة ، وتنويرهم بإضاءاتها ليكونوا خير خلف لخير سلف، مؤهَّلِين لمواكبة الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى التي انخرطت فيها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده."

كما أكد السيد المدير، أن اختيار الأكاديمية لشعار " دور المدرسة المغربية في إذكاء الروح الوطنية وصيانة ملاحم العرش والشعب "،  نابع من " أن الأمر يتعلق بتواجد مدرستين لهما دور هام في استقلال المغرب وبناء صرحه التنموي. فالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير هي إطار لمدرسة المقاومة من أجل تحرير بلادنا من قبضة الاستعمار؛ والمدرسة المغربية تشكل إطارا لاستكمال المقاومة ومواصلة تحرير المغرب من الأمِّية والجهل والتبعية، وبناء وعيه بذاته، فضلا عن الدور الذي لعبته هذه المدرسة كخزّان للمقاومة انطلقت منه شرارة الوعي بضرورة تحرير المغرب والالتفاف حول العرش العلوي المجيد، باعتباره روح ورمز الوحدة الوطنية. هذا هو السر الذي جعلنا نركز في اختيارنا لشعار هذا الاحتفال على البعد التركيبي والتكاملي الذي جمع بين المقاومة بالسلاح والمقاومة بالعلم والقلم." لذلك فإن وقوف كل من أسرة المقاومة وجيش التحرير، وأسرة التربية والتكوين جنبا إلى جنب في هذه المناسبة الوطنية، له عميق الدلالة و المغزى.

ولم يفت السيد المدير أن يتقدم بتحية تربوية خالصة أمام عموم الحاضرين الذين غصت بهم قاعة المركب الثقافي، لكل من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على جهودها الرامية لصيانة الذاكرة الوطنية وإحداث فضاءات تربوية وتثقيفية ومتحفية للمقاومة وجيش التحرير، تُرسِّخُ حُبَّ الانتماء للوطن في نفوس ناشئتنا، وللسلطات المحلية في شخص السيد الوالي وعمال الأقاليم بالجهة، وكذا لكل مكونات أسرة التربية والتكوين، وللشركاء الاجتماعيين، ولنساء ورجال الصحافة والإعلام، ولفعاليات المجتمع المدني، وللسيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة على حسن الاستقبال الذي تحظى به الأكاديمية وضيوفها في المركب الثقافي البهيج الفقيه المنوني.

وفي مبادرة متميزة ودالة، أبت الأكاديمية إلا أن تجمع في هذا الحفل، بين جيل ناضل من أجل استقلال وحرية المغرب، وجيل لبى نداء المشاركة في المسيرة الخضراء المظفرة، وجيل المدرسة المغربية الذي يراهن عليه المغرب لمواصلة حمل مشعل الدفاع عن وحدة البلاد، فضلا عن النهوض بالتنمية الشاملة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

ومما تميز به الحفل أيضا، عرض شريط أنتجته الأكاديمية لهذه المناسبة "مغرب الملاحم والتحديات" يوثق لمختلف مراحل الكفاح والصمود حتى نيل الاستقلال وتنظيم المسيرة الخضراء لاستكمال ملحمة الوحدة و مواصلة حمل مشعل الدفاع عن وحدة البلاد واستكمال الأوراش التنموية، إضافة إلى أداء مجموعة من الأغاني الوطنية الخالدة ذات الزخم الوطني والحماسي والتاريخي من طرف تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بنيابة مكناس.
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات