بعض المقترحات لتخطي معيقات الحركة الانتقالية

على اثر مقال نشرته بمجموعة من المواقع الالكترونية  تحت عنوان "هل تلبي الحركة الانتقالية الوطنية تطلعات رجال التعليم بالجهة الشرقية؟"،ونزولا عند رغبة بعض القراء ،الذين طلبوا مني تقديم بعض الحلول ،للخروج من الأزمة التي تعرفها الحركة الانتقالية بالجهة الشرقية تحديدا ،ولان مشكل الحركة الانتقالية اكبر مما نتصور في ظاهره،لارتباطه بسوء حكامة وتدبير منظومة التربية والتكوين،وهذه الأخيرة هي الأخرى تعد ضمن القطاعات الحيوية التي لم تلق الاهتمام المناسب ،بالرغم من الشعارات التي تضعه في المرتبة الثانية بعد قضية الوحدة الترابية،وبالرغم من المشاورات التي أجرتها الوزارة خلال شهر مايو ،فانها لم تضع ضمن انشغالاتها مشكل الحركة الانتقالية،فالأسئلة الموجهة التي أعدتها مسبقا ،تحمل بين ثناياها النية التحكمية في مسارات الإصلاح،ومنها التغاضي الكلي عن الانعكاسات السلبية لازمة الحركة الانتقالية على منظومة التربية والتكوين ،وهي فرصة أضاعتها الوزارة،كان من الممكن ان تعثر على اقتراحات واقعية،تخفف على الأقل من معاناة المحرومين  ومعهم أسرهم  من الانتقال،أما الإبقاء على الوتيرة التي تجري بها سير الحركة ،لدفع رجال التعليم للتأقلم مع الوضع ،فإننا نخشى ان تتطور الأوضاع المأساوية التي يعيشها فئة عريضة من الأساتذة ،والتي من طول الانتظار، تقدم بهم السن ،فأصبحوا يعيشون على نمط عيشة العزوبة ،في البوادي والقرى البعيدة،لأنهم أرسلوا أبناءهم إلى المدينة،بعضهم أصيب بمرض الاكتئاب وآخرون أصابتهم الأمراض المعدية من جراء سوء التغذية ،والمأكولات الجاهزة ،
لاشك ان هناك مجموعة من الاقتراحات اذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة يمكن الانطلاق منها كأرضية لتجاوز مختلف المعيقات في طريق الحركة الانتقالية،وأول هذه المعيقات
القطع مع جميع مظاهر الفساد والاستبداد،اي الحرص  في شفافية مطلقة لإعطاء الأسبقية لمن يستحقها ،ضمن شروط معقولة،والكشف عن المناصب الشاغرة لتكون أمام مرأى الجميع ،حتى لايتسلل إليها احد بطريقة غير مشروعة
التوقف عن اللجوء الى عملية ضم الاقسام،لانه يسهم في تفييض الاساتذة،
وارتباطا بالنقطة اعلاه ،اعطاء ،توسيع هامش حرية  اتخاذ القرارات وتفعيل الجهوية الموسعة التي تهم الانتقال،ومنها مثلا رفض القرارات المركزية التي تشل الحركة الانتقالية،مثل ضم الاقسام والغا ء التفويج في الاعدادي والثانوي
السماح لمن رغب في التقاعد النسبي،مع تقديم بعض التشجيعات المادية والادارية والاجتماعية
التعامل بطريقة استثنائية مع قطاع التعليم ،فلا يخضع للسياسة التقشفية
فتح باب المباريات لتغيير الاطار  والسلك التعليمي،وياللاسف فالعكس هو ما اقدم عليه الوزير هذه السنة حيث منع الموظفين من المشاركة في مباريات ولوج مراكز التكوين والمهن
فتح مباريات التريز في وجه جميع الاسلاك
فتح مبارات التوجيه والتفتيش في وجه السلك الابتدائي
تزويد الادارة التربوية  بالابتدائي بطاقم اداري على غرار باقي الادارات الاخرى ،على ان يكون من الاساتذة الراغبين وفق شروط
تحسين وضعية التعليم بالمدارس داخل المدن ،لايقاف هجرة التلاميذ نحو القطاع الخاص ،هروبا من الاكتظاظ وسوء العرض التربوي،وما ينتج عنه من اغلاق للمدارس،
الضغط على باقي القطاعات لالحاق الزوجات او الازواج بعضهم ببعض ،حتى لاتبقى وزارة التعليم وحدها تتحمل مسؤولية تنقيل الازواج
مساعدة الاساتذة القابعين في البوادي النائية والذين قضوا ثلاثين سنة من العمل للانتقال على الاقل الى اقرب نقطة  بالوسط الحضري
وهناك مجموعة من الاقتراحات ،وهي عبارة عن اجراءات مؤقتتة،يستفيد منها الاساتذة الذين لم يسعفهم الحظ في الانتقال ،ومنها على سبيل المثال لاالحصر،ومن شان هذه الاجراءات ،انها تخفف من حدة الطلب على الانتقال
احداث مؤسسة اجتماعية موازية لمؤسسة الاعمال الاجتماعية لمحمد السادس ،تنهض بمهام تقديم الرعاية اللازمة لابناء الاساتذة الذين يعيشون بعيدين  عن آبائهم ،وينصب الاهتمام على الدعم النفسي والبيداغوجي والاجتماعي
جرد للاساتذة الذين يلتقون باسرهم مرة في الاسبوع او اكثر وخاصة المتزوجين،على مستوى كل جهة،وفتح لقاءات تواصلية معهم،والسعي لايجاد الحلول للتخفيف  من معاناتهم
الايفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها الوزارة ،ومنها احداث تعويض مادي عن العالم القروي
تقديم تسهيلات لاقتناء سيارات
تشجيعهم على الارتباط بالارترنت للتواصل مع اسرهم وذويهم
احداث انشطة ترفيهية مباشرة بعد الاعلان عن نتائج الحركة على المستوى الجهوي والاقليمي
تحسين وضعيتهم في اماكن عملهم وتفقدهم ،فمجرد الاستماع اليهم يرفع من معنوياتهم المتدهورة
اعطاء الاسبقية في الانتقال لاصحاب الاقدمية العامة  وظروف العمل الصعبة،
التخفيف من ساعات العمل ،وافراغ مساء الجمعة ويوم السبت لمساعدتهم على السفر الى اسرهم،وتقديم تسهيلات لهم في هذا الشان
مساعدتهم على ايجاد السكن اللائق ودعمهم ماديا  بشراكة مع باقي القطاعات
هذه بعض الاقتراحات لانزعم أن الآخذ بها طريقه سالك،والاهم من كل ذلك أن تفتح الوزارة اوراش وتقيم منتديات مع كل الفاعلين داخل القطاع وخارجه لتدارس سبل الخروج من أزمة الحركة الانتقالية،فدورها لايقف عند حد الإعلان عن النتائج


ذ بنيونس شعبي
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات