القيم ، أية قيم !

القيم ، أية قيم ! للأستاذ جواد حنافي (الغلاف)

تُعَدُّ مسألة القيم موضوعا حريا بالمناقشة والدراسة والتحليل، ومما يقتضي ذلك ما نلحظه من تشوهات سلوك الإنسان المعاصر، وغلبة القيم الفردية والمادية، واضمحلال القيم الروحية والجمالية...

    فانعكس ذلك بشكل مباشر وغيرِ مباشر على منظومة المجتمع ونظام الكون بأسره؛ فاختل التوازن وساد اضطراب غير مشهود مثله سلفا...  ويحدث ذلك كله باسم الحداثة والتجديد والتقدم...!

    لقد أصبح تعليم القيم الجميلة وترسيخها في النفوس والعقول فريضة وأولوية من أعظم الأولويات، فينبغي الاهتمام بها، لأنها مسؤولية يتحملها جميع البشر بدون استثناء؛ وإن كانت الحظوظ والمسؤوليات تختلف من طرف لآخر...

         لماذا اخترت موضوع القيم؟
انصب اهتمامي على مسألة القيم لأهميتها، ثم إن حاجتنا لها اليوم أكثر من حاجتنا لها البارحة؛ نظرا لتفاقم فساد منظومة القيم. ولقد أسفر فسادها عن فساد منظومات كثيرات اقتصادية واجتماعية وبيئية وعلمية...إن ما نشاهده اليوم من الفساد بداية شريرة لا نتوقع مآلاتها ولا نهاياتها، أقل ما يقال عنها: إنها بشارة الكارثة العظمى والمصيبة الكبرى...هي أزمة قِيميَّة أخلاقيةٌ.

    هدفي في هذا المقام:
-    التحسيس بخطورة فساد منظومة القيم والأخلاق.
-    إبراز أن الوعي بالخطورة غير كافٍ، فالواجب الانطلاق نحو الفعل الصالح.
-    بيان الترابط بين المنظومة القيمية الأخلاقية والحقول الاجتماعية والاقتصادية والفكرية...
-    تحديد المسؤولياتِ وبيانُ الأطراف المتدخلة لإصلاح المنظومة الفاسدة.
-    التأكيد على أهمية التعزيز الإيجابي والسلبي لإصلاح ما أُفسدَ وبناء ما هُدم.
-    إقامة البرهان على أن الرقابة الذاتية غير كافية في النظرية الإصلاحية.

    لا أدَّعي أني أحَطْتُ بالموْضُوعِ إحاطةً شاملةً؛ ولكنِّي ركزت على ما بدا لي مُهماً، وقد غابت عني أمور كثير أكثرُ أهمية، فالكمال لله. حاولتُ جهد المستطاع معالجةَ الموضوعِ بناءً على تصور؛ يكاد يكون؛ شاملاً يمتحُ من حقولٍ كثيرة: حقل الشريعة الإسلامية – حقل النفس البشرية– حقل علم الاجتماع – حقل علم النفس الاجتماعي – حقل الاقتصاد – حقل البيئة – حقل الأدب – حقل الإعلام – حقل التنمية البشرية...نسجت خيوطها نسجاً ونظمتها نظماً عسى أن تروق القارئ فيتخذها زينةً.




تحميل الكتاب
الصورة من موقع تربية بريس - tarbiapress.net
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-