مدير ثانوية النهضة التاهيلية باولاد تايمة اقليم تارودانت يدعو الى الغش في الامتحانات

علق إعلان في قاعة الأساتذة في ثانوية النهضة التاهيلية يلزم الأساتذة بنسخ فروض التلاميذ المحروسة – دون سواها – بيوم على الأقل من تاريخ انجازها للتلاميذ. وذلك – كما جاء في الإعلان – لحسن تدبير عملية الاستنساخ. وهي خطوة قد تبدو ظاهريا عادية، لكن المتتبع والعالم بخبايا ما يروج داخل الثانوية يدرك أنها خطوة غير بريئة من عشرات الخطوات التي أقدم عليها مدير الثانوية (ل.ب)، والتي تهدف إلى تضخيم نقط التلاميذ بطرق غير مشروعة وغير قانونية، تضرب في الصميم مرتكزا أساسيا في العملية التعليمية التعلمية ألا وهو التقويم بكل أشكاله وأساليبه.

فمنذ أن انتقل هذا المدير إلى الثانوية شن حملة مسعورة للرفع من نقط التلاميذ، ابتدأت بإرسال أساتذة إلى زملائهم يطالبونهم بتضخيم نقط التلاميذ، وبالتساهل مع التلاميذ الغشاشين في الامتحانات الوطنية والجهوية، بدعوى أن جميع الثانويات تفعل ذلك، لتنتقل إلى مطالبة المدير نفسه بذلك في اجتماعات المؤسسة ومجالسها. 


لكن هذه الطلبات ولئن كانت قد نجحت مع بعض الأساتذة فقد فشلت مع آخرين كثر ظلوا صامدين ومتشبتين باعتماد نتائج التقويمات التي ينجزونها للتلاميذ، وبمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بينهم.


وهذا ما حذا بمدير المؤسسة إلى التفكير في طريقة أخرى قد تغني عن "سعي" نقط التلاميذ من الأساتذة، فكان أن علق إعلان يلزم الأساتذة بنسخ الفروض المحروسة بيوم من تاريخ انجازها للتلاميذ وبمبررات واهية كانقطاع الكهرباء وازدحام الأساتذة على آلة الاستنساخ...لتسرب بعد ذلك إلى التلاميذ. وما كان العون (ر) إلا كبش فداء ضحي به لتبرير ما تم اكتشافه من تسريبات.


وفي هذه السنة، ونظرا لوجود أساتذة جدد بالمؤسسة، ولتطبيق برنامج مسار لأول مرة في المنظومة التربوية خلال الدورة الأولى، والذي يقوم بحساب المعدل العام للتلاميذ في كل مادة أوتوماتيكيا عوض حسابه من طرف الأساتذة، وما ينجم عن ذلك من زيادة في نقط التلاميذ بقصد أو بدون قصد...كانت نتائج التلاميذ دون ما كان يطمح إليه مدير المؤسسة. لذلك فكر في إعادة نفس التجربة السابقة لكن هذه المرة بمبرر حسن تدبير عملية الاستنساخ.


وهناك في الحقيقة مفارقة غريبة وعجيبة، إذ كيف يعاقب التلاميذ وجلهم أحداث، على الغش بكل أشكاله في الامتحانات بعقوبات قاسية تصل إلى ثلاث سنوات حبسا نافذا، بينما يتم التغاضي عن مسؤول تربوي من حجم مدير مؤسسة، ظل لسنوات حريصا  على الرفع من نقط التلاميذ بطرق اقل ما يقال عنها أنها تضرب في الصميم القوانين المنظمة للشأن التربوي بالمملكة، كتسريب الفروض إلى التلاميذ وتزوير نقطهم، والتلاعب في الامتحانات الوطنية والجهوية، ومطالبة الأساتذة جهارا في مجالس المؤسسة واجتماعاتها بالرفع من نقط التلاميذ وبالتساهل مع حالات الغش في الامتحانات. وقوله بالحرف السنة الماضية في الاجتماع  التحضيري للامتحانات الوطنية والجهوية "رخفو شوي على الدراري ديرو حراسة تربوية"...فهل الوزارة تريد من التلاميذ أن يكونوا أكثر نضجا من بعض من أوكل إليهم تسيير المؤسسات التعليمية؟


ولجوء مدير المؤسسة إلى طرق غير مشروعة للزيادة في نقط التلاميذ دليل ساطع على فشله الذريع في تسيير مؤسسة تربوية صغيرة لا يتجاوز عدد أساتذتها الثلاثة والثلاثون.

الجابري عبد العالي - استاذ
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات