الدارالبيضاء : الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل تنظم المهرجان العربي الرابع للتربية والشعر

نظمت الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل بنيابة مولاي رشيد سيدي عثمان المهرجان العربي للتربية والشعر في دورته الرابعة يوم 09 ماي 2014 بالمركب الثقافي مولاي رشيد تحت شعار " التربية على الشعر تربية على الحياة ".

كان الافتتاح بلوحة تقديمية من إنجاز تلاميذ ثانوية مولاي إسماعيل ثم آيات بينات من القرآن الكريم . وبعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي تحت عنوان: " جميعا من أجل الشعر جميعا من أجل التربية " .


وبعد ذلك ألقى السيد مدير مصلحة الشؤون التربوية كلمة باسم النيابة الإقليمية مولاي رشيد سيدي عثمان، ثم جاءت كلمة جمعية مقام سلمى، وكلمة الجمعية المغربية للغويين والمبدعين، ثم كلمة جمعية العقد الفريد، وكلمة مدير الثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل ،تم كلمة اللجنة التنظيمية، ثم كلمة الشاعر المحتفى به وهو الشاعر المغربي حسن الأمراني. لتنتهي الفترة الصباحية بحفل شاي على شرف الحضور
وفي الفترة الزوالية ، انطلقت أنشطة المهرجان بندوة علمية حول" الشعر المغربي في الكتاب المدرسي" بورقة تأطيرية باسم مختبر اللغة العربية بالثانوية التأهيلية مولاي إسماعيل ركز فيها الأستاذ الباحث الدكتور حسن كولحس على شعار الدورة الذي تجسد في اسم من أعلام التربية الذي تسمت به الدورة؛ وهو الراحل محمد بوكماخ الذي جمع بين التربية والشعر من خلال مؤلفاته التربوية المعروفة بسلسلة إقرأ والفصحى؛ والذي كان من الذين ساهموا في مغربة التعليم الوطني، ثم الشاعر المحتفى به حسن الأمراني الذي جمع هو الآخر بين التربية في تدريسه في السلكين الثانوي والجامعي ونظم الشعر الهادف، ليتحول الشعر مع العلمين المغربيين إلى فضاء يعانق فيه الجمال والإبداع القيم التربوية. وبعد ذلك تناول الباحث موضوع الندوة وهو مدى حضور الشعر المغربي في الكتاب المدرسي مبينا عدم الرضى على المكانة التي يحتلها الشعر المغربي في الكتاب المدرسي لأنه قليلا ما يرد في نصوص رئيسة؛ فمعظمه- وهو غير كاف- يدرج في إطار نصوص تطبيقية أو أبيات قليلة في إطار شواهد الدرس اللغوي، والغريب أن الشعر النسائي المغربي لم يتعد في كتب مقرر الشعبة الأدبية في السلك الثانوي التأهيلي في جميع مستويات الشعبة اسما نسائيا واحد وهو الشاعرة وفاء العمراني في سياق تطبيقات الدرس اللغوي، وهي الوضعية نفسها بالنسبة لنصوص الشعبة العلمية والتقنية حيث نجد نصا يتيما للشاعرة أمينة لمريني ، وتساءل الباحث عن سبب تدني حجم الشعر المغربي في الكتاب المدرسي، وتهميش الشعر النسائي.
وبعد ذلك جاءت مداخلة الدكتورة حياة خطابي المبدعة القاصة والناقدة والأستاذة في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة حول مؤلفات بوكماخ التربوية التي وعدت بتقديم قراءة نقدية موضوعية؛ بحيث توقفت عند دلالة الألوان وعنوان السلسلة والصور والقيم الفكرية والذوق الجمالي والفني الذي تعكسه مضامين سلسلة اقرأ؛ التي تجمع بين التراث والحداثة والنصوص الأجنبية المترجمة في لغة بسيطة، واعتماد البحور الخفيفة في النصوص الشعرية مما جعل هذا المنتوج التربوي خالدا في ذاكرة أجيال مستمرة على الرغم من قلة المنتوج الشعري المغربي في هذه السلسلة.
تلت ذلك مداخلة الدكتور أحمد رزيق المبدع القاص والأستاذ الباحث في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة الذي أشار في البداية إلى موجهات حضور الأدب المغربي في الكتاب المدرسي من دفاتر تحملات، واختيارات اللجان وميولاتها، والتكوين العلمي للجان.


وسجل الباحث تطورا ملحوظا في حجم حضور الشعر المغربي في الكتاب المدرسي بحيث انتقل من
قبل 1994 إلى :%17.09
29.34 بعد صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين %
ولاحظ الباحث هيمنة شعراء المدن الكبرى، وتكرار أسماء معينة، واجتزاء النصوص التي تتميز بانزياحية عالية تثير صعوبات لدى المتعلمين .


بعد ذلك تدخل الدكتور عبد العزيز ساهر من مراكش الذي ركز على الشعر المغربي في المقررات المدرسية الابتدائية، فسجل في البداية ضعف حضور المكون الشعري المغربي في هذه المقررات محملا وزارتي التربية الوطنية والإعلام المسؤولية في عدم تشجيعها للإبداع الشعري المغربي. ثم استعرض أهمية الشعر ومكانته عند العرب، وتطرق إلى مواصفات الشعر الذي ينبغي تقديمه للناشئة مركزا على ضرورة اعتماد معايير الجودة والقيم الفنية والقومية وترسيخ الهوية الحضارية المغربية بكل مكوناتها، ودعا الوزارة الوصية إلى تقديم الدعم للمبدعين المغاربة.
واختتمت الندوة العلمية بمداخلة الباحث الأستاذ محمد الشيكي من تيفلت الذي انطلق من دراسة إحصائية للشعر المغربي في الكتاب المدرسي؛ بينت أن نسب الشعر في مختلف الأسلاك كما يلي :


نسبة حضور الشعر المغربي السلك التعليمي
22% الابتدائي
35% الإعدادي
47% التأهيلي الثانوي


والنسبة العامة للشعر المغربي في الأسلاك كلها لا تتعدى 32 في المائة .
وقد سجل الباحث غياب محور خاص عن الإبداع الشعري المغربي في المقررات المدرسية، وتوزع النصوص الشعرية بمنطق الاستجابة للمحور والموضوع، وتكرار أسماء معينة .


وقد أجمعت المداخلات والورقة التأطيرية لمختبر اللغة العربية على عدم الرضى على حجم حضور الشعر المغربي في الكتب المدرسية، وغياب نصوص لشعراء مغاربة كبار، وندرة الإبداع النسائي مما جعل هذه الكتب لا تقدم الصورة الحقيقية التي يتبوؤها الشعر المغربي في الواقع .

وبعد ذلك تم تقديم عرض مسرحي تحت عنوان " أنتيكون" من تشخيص تلاميذ ثانوية مولاي إسماعيل بالتنسيق مع طلبة الإجازة التطبيقية بكلية الآداب ابن مسيك حظي باهتمام خاص من لدن تلاميذ السنة الأولى باكالوريا لارتباطه بمقرر مادة اللغة الفرنسية.


وتلت ذلك جلسة قراءات شعرية افتتحت بحوار شعري بين الشعراء من تنشيط ذ. حسن اعبيدو بين محمد علي الرباوي وعبد الكريم الطبال وحسن الأمراني وأحمد بلحاج أية ورهام وزويرق ، تلا ذلك قراءات شعرية للشعراء السابق ذكرهم .

ثم جاءت فقرة توزيع الشواهد التقديرية على التلميذات والتلاميذ المشاركين في أولمبياد الكتابة الواعدة الذي نظمته ثانوية مولاي إسماعيل على هامش المهرجان يوم الثلاثاء 6/05/ 2014، وأعلنت لجنة التحكيم برئاسة د. حسن كولحس وعضوية السادة الأساتذة محمد بوجبيري من ثانوية الرائد إدريس الحارثي وحسن اعبيدو وخديجة ناول من ثانوية مولاي إسماعيل أسماء الفائزين وهم :
1. بالنسبة للبراعم في السلك الابتدائي فازت كل من التلميذة ربيعة فخاري من مدرسة محمد القري، والتلميذة زينب منعيم من مدرسة الكويرة.
2. بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي فازت التلميذة أميمة أحويض من ثانوية جعفر الفاسي، وكوثر لمدوز من ثانوية مولاي إسماعيل.

ثم جاء دور الشعراء الضيوف الذي أتحفوا مسامع الحاضرين بقراءات شعرية عطرة وهم الشاعر جعفر حيدر من سوريا، وخالد البهلكي من السعودية، و نادية الشتيوي من تونس، و سميرة عبيد من قطر، بالإضافة إلى وصلة غنائية من أداء الفنانة اللبنانية يولا كفوري.


وعاد الشعراء المغاربة إلى إتحاف الجمهور الحاضر بقراءاتهم الشعرية الجميلة وهم خديجة ماء العينين من مدينة العيون، وفاطمة مرغيش من تطوان، وعبد الناصر لقاح من مكناس، وحسن أو حمو الأحمدي من مدينة تارودانت، وكمال حجيرة من الرباط.

وامتلأت قاعة العروض بالمركب الثقافي مولاي رشيد عن آخرها بالأساتذة والمبدعين والمتعلمين والمهتمين بالتربية والشعر، وحضر طاقم إعلامي من القناة الأولى حاور الشاعر حسن الأمراني المحتفى به، وكذلك الشعراء العرب الضيوف وهم خالد البهلكي وجعفر حيدر والفنانة اللبنانية يولا كفوري.


وكان الختم على الساعة الثامنة مساء.


تقرير من إنجاز : حسن كولحس
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات