مراكش : ندوة حول رهانات الإصلاح التربوي والمشروع التربوي الجديد

نظمت الفروع الجهوية للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب ومؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم والتضامن الجامعي ندوة تربوية بعنوان ((رهانات الإصلاح التربوي والمشروع التربوي الجديد)) بدار المدرس بمقر مؤسسة الأعمال الاجتماعية يوم 23 ماي 2014 .وقد استهلت الندوة بكلمة تقديمية للأستاذ عبد العزيز مسافري وضع من خلالها سياقات الندوة وإشكالياتها الكبرى من قبيل لماذا يكون مصير الإصلاحات التربوية المتعاقبة الفشل ؟ ثم لماذا لايتم تقويم التجارب السابقة تقويما موضوعيا لتجاوز التعثرات ؟ هل الظرفية الحالية مهيأة لبناء معالم إصلاح جديد ؟ ولم يفته شكر الحاضرين /ات والمتدخلين . ثم تناول الكلمة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بمراكش حيث شدد على  أهمية اللقاء وفضيلة التحاور والنقاش في مثل هذه القضية المصيرية من خلال متدخلين من هذه الطينة مذكرا بحضوره لتحية أستاذه مصطفى محسن الذي كان من المبرمج أن يلقي مداخلة لولا حادث صحي طارئ غيبه عن الندوة . كما شكر الجهات المنظمة ورحب بالمتدخلين الذين كانوا مدبرين للشأن التربوي والآن لبسوا قبعة الباحثين والمسائلين للمنظومة وسبل إصلاحها . وأعطيت الكلمة للأستاذ إبراهيم الباعمراني الذي سير الندوة مذكرا بسياق الندوة وطنيا وموقعتها في إطار الإخفاقات الكبرى للمنظومة عبر التشخيصات الوطنية والدولية .كما تساءل عن مآلات اللقاءات التشاورية التي دعت إليها الوزارة والمجلس الأعلى في محاولة   لتشخيص وضع يعلم الجميع مكامن وهنه . 

وفسح المجال بعد ذلك لمداخلة ذ. عبد اللطيف اليوسفي التي اختار لها عنوان" إصلاح التعليم بالمغرب : من الميثاق والبرنامج ألاستعجالي الى التعاقد المنتج " وقدم في البداية أرضية حول مرتكزات الاصلاح التربوي بالمغرب عبر المناظرات الوطنية واللجنة الخاصة لإصلاح التربية والتكوين التي كان عضوا فيها معتبرا أن القضية سياسية بامتياز . ثم ركب التشخيصات والوثائق التربوية اللاحقة من قبيل تقرير الخمسينية(2006) وتقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 ثم استقرأ البرنامج الاستعجالي بنظرة نقدية موضوعية تستحضر المكتسبات وتضع الأصبع عن الاختلالات التنظيمية والمسطرية .ثم تناول بالتحليل علاقة الإصلاحات بالمشروع المجتمعي المفقود في هذه المبادرات عبر الإقرار بغياب التعاقد والرؤِية الشمولية ونبه الى العلاقات الملتبسة التي يتم بناؤها بين التعليم والتكوين وسوق الشغل . وخلص اليوسفي الى ضرورة تعاقد منتج للجودة وفتح النقاش المثمر حول القضايا الكبرى للمنظومة مثل اللغة والجهوية وقضية المسائلة والمحاسبة التي يجب أن تطال مدبري القطاع .كما دعا  إلى ضرورة انخراط المجتمع المدني والمنتخبين والمقاولة  والإعلام في إصلاح مدرسة متعددة الأساليب ومحتضنة لتلاميذ/ات هذا الوطن .ومن جهته تقدم ذ. حميد منسوم  ،عضو مركز التكوين والأبحاث والدراسات التربوية، بمداخلة ممنهجة تحت عنوان   " العوائق الاجتماعية والثقافية للإصلاح التربوي " منطلقا من أرقام ومعطيات متعلقة بالمنظومة التربوية ليخلص إلى ثلاث استنتاجات : أولا - ارتفاع تكلفة المدرسة ، ثانيا- تبذير كبير للزمن ، ثالثا - صعوبة استساغة إصلاح الإصلاح  ( البرنامج ألاستعجالي )في نظره . واستخلص من هذا التحليل عوائق أجملها بشكل مرتب في: 


•    عوائق سياسية :مرتبطة بعلاقة الزمن السياسي بالتربوي وهيمنة المقاربة الأمنية على تدبير ملف التعليم منذ مدة طويلة .


•    عوائق اجتماعية : متمثلة في ضبابية اختيارات المدرسة المغربية وملمح المتخرجين/ات وعلاقات الوضع الاقتصادي مع بطالة الخريجين ،ثم ضعف انخراط جمعيات الآباء والأمهات في تدبير شؤون المدرسة . وقد زاد من تفاقم الوضع اهتزاز بعض المرتكزات منها صورة المدرس/ة في المجتمع واعتبار المدرسة مصعدا للارتقاء الاجتماعي ومصادر المعرفة ومضانها .كما أن مدبري الإصلاح لازالوا يتعاملون مع مدرسة متعددة ( قروي / حضري – خاص /عام ...) بمنطق أحادي إضافة إلى ضرورة تغيير النقابات من ثقافتها الاحتجاجية نحو ثقافة اقتراحية بانية للمشاريع .


•    عوائق ثقافية : منها غياب التنسيق بين وزارتي التعليم والثقافة ثم وضع الكتب المدرسية والدعامات الديداكتيكية في غياب استشارة المبدعين وإدماج ثقافة الصورة .وخلص ذ  . منسوم إلى خلاصات أهما ضرورة تحيين الميثاق وملحاحية تجاوز الخطابين التيكنوقراطي والشعبوي في مقاربة قضية المدرسة ، والاتجاه نحو الاستثمار في الجودة الشاملة .


وبعد الاستراحة قدمت تعقيبات من الهيئات الحاضرة مما فتح القاعة على مناقشة القضايا المهمة التي طرحها المتدخلون . ويذكر أن الندوة حضرها ذ.عبد الجليل باحو رئيس التضامن الجامعي والسيد مبارك ألمباركي نائب الوزارة بنيابة عين السبع الحي الحسني بالدار البيضاء وبعض أعضاءالمكتب الوطني والجهوي لمديرات ومديري المؤسسات الثانوية بالمغرب وعدد من المسؤولين النقابيين والجمعويين وثلة من رجال ونساء التعليم  .


عبد الرحيم الضاقية
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات