الشاعر مبارك الراجي : الشعر يمنحني السلام

نظم نادي الإبداع والتواصل بالثانوية التأهيلية المتنبي ببوكدرة آسفي يوم الجمعة التاسع من ماي 2014 لقاء شعريا ونقديا احتفى فيه بتجربة الشاعر مبارك الراجي صاحب ديوان (ضد اليابسة أو بهاء النسيان) الحاصل على جائزة البياتي في الشعر سنة 1998. وقد أكد الباحث عبدالرزاق المصباحي المشرف على النادي على أن هذه اللحظة الاحتفائية تشكل الخاتمة الأبهى للقاءات الشهرية التي نظمها النادي طيلة الموسم الدراسي، خاصة أنه يستضيف صوتا شعريا أصيلا يستمد عوالمه من حياته القاسية ومن فضاء موكادور الساحر، فهو ابن مدينة الرياح والنوارس التي تلهم دائما. 

من جهته أكد  الشاعر مبارك الراجي، بعد التعبير عن سعادته باللقاء مع التلاميذ، على أن الشعر هو كمياء وجوده الذي تتفاعل فيه روحه وواقعه، فالشعر وحده منحه السلام وجعله يتسامى على الآلام التي حاقت به أكثر من مرة والتي جعلته على حافة الانهيار، فبالشعر فقط استطاع أن يبقى على قيد الحياة ويتسامى على مثبطاتها. مضيفا أن القصيدة بالنسبة إليه امرأة جميلة، بل هي جلالة الملكة، والشعر أيضا لا يخرج عن كونه ( قوة وخيال ومناعة) يؤكد الراجي. وفي شهادته التي عنونها (بالسؤال الفاتن في شعر مبارك الراجي) قال الروائي والقاص حسن الرموتي إن الراجي شاعر قادم من جزيرة الألم، فلقد فقد، في طفولته، أمه وأباه، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار والإبداع، بخاصة أن الريح الآتية من موكادور تسكنه، مضيفا أن الراجي كتب نصوصا جميلة في صغره كانت محط شك من قبل بعض أساتذته الذين كانوا يتعجبون من قوتها وعمقها. مؤكدا أن الراجي رغم أن ذاته مفتوحة على الألم إلا أنه امتطى جناح النوارس وحلق عبر اللغة الجميلة إلى أمداء مختلفة تخترقها ثنائية الموت والحياة. وفي مداخلتها عن قصيدة تنويعة في بلاغة نص الحياة قالت التلميذة جيهان الكركوري، عضو النادي،أن القصيدة قامت على التشبيهات التي تحاول أن تجد علاقة بين الشجر والإنسان خاصة في يما يتعلق بالرغبة في إشاعة الحياة، فالشجرة تفضل الأفعوان الذي هو جزء منها على وجه الحطاب القاسي. أما التلميذة غزلان عجان في قراءتها لقصيدة تنويعة أخرى لبلاغة نص الجثة، فأكدت أن الشاعر يقدم في نصه معنى آخر للموت فيه شحنة عاطفية عميقة وشحنات شعرية مرتبطة بالوجدان المحمل بالأبعاد الاجتماعية والنفسية العديدة.

وبالموازاة مع فقرات الاحتفاء قرأ مبارك الراجي عددا من قصائد ديوانه ( ضد الياسبة) وقصائد جديدة من ديوانيه القادمين ( في ريعان الريح) و( أنا القادم مني الذاهب إلي). وفي كلمته الأخيرة ثمن الأستاذ عبدالله مفتاح مدير الثانوية حضور الضيفين الكريمين، وأشاد بعمق وكم الأنشطة التي نظمها النادي، معلنا اختتام أنشطة المؤسسة، معبرا عن دعمه الدائم لأنشطة نادي الإبداع والتواصل.

عبدالرزاق المصباحي
تربية بريس
تربية بريس
تعليقات