شفشاون : يوم دراسي تحت عنوان الهدر المدرسي والتنمية المحلية

جمعية مسار للتربية والتكوين ونيابة وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني باقليم شفشاون ، تنظمان يوما دراسيا تحت عنوان:الهدر المدرسي والتنمية المحلية

احتضنت قاعة الندوات بمركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة بشفشاون يوم 26 ابريل 2014 لقاءا تربويا نظمته جمعية "مسار للتربية والتكوين" بشراكة مع النيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني، حول موضوع: " الهدر المدرسي والتنمية المحلية"، من تأطير الخبير والمفكر التربوي الدكتور ابراهيم شداتي.


وقد تميزت أشغال هذه الندوة التربوية بحضور عامل صاحب الجلالة على إقليم شفشاون مرفوقا بوفد رسمي من رؤساء المصالح الخارجية والأمنية بالإقليم، كما حضر أشغالها السيد رئيس قسم الشؤون التربوية والخريطة المدرسية والإعلام والتوجيه ممثلا للسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان، والسيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة شفشاون، بالإضافة إلى ثلة من مديري المؤسسات التعليمية بمختلف الأسلاك، وممثلين عن النقابات التعليمية وهيآت المجتمع المدني الشريكة للنيابة الإقليمية وكذا المهتمة بالمجال التربوي.


انطلقت أشغال هذا اللقاء بكلمة للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم شفشاون، الذي أكد أن مغادرة التلاميذ للمدرسة في سن مبكرة يجعلهم عرضة للآفات بمختلف أنواعها، مما يضرب في العمق جميع المخططات التنموية التي ما فتأت الدولة تقوم بها، وهو ما يتطلب مجابهة الهدر المدرسي باستغلال مجموعة من المداخل، منها إعادة الثقة للمدرسة العمومية وجعلها فضاء جذابا، وبناء علاقات يسودها الاحترام بين كل الأطراف المعنية بالعملية التربوية، كما يجب أن تكون هذه العلاقات قائمة على التشارك، وأن تتسم بالشفافية والإرادة والمسؤولية، لأن مصلحة التلميذ) ة ( تبقى فوق كل اعتبار، ومن شأن تفعيل هذه التصورات أن يسهم في التقليص من نسب الهدر المدرسي،


بدوره أشاد ممثل الجماعة الحضرية بحضور رؤساء المصالح الخارجية والأجهزة الأمنية بالإقليم أشغال هذا اللقاء التربوي، بما يدل على أن مسالة التربية والتكوين أصبحت تهم الجميع، وتتطلب مقاربة تشاركية من شأنها التغلب على ظاهرة الهدر المدرسي الذي وصفه بالجرح الذي يسيل دمه باستمرار، مما يتطلب كذلك تضافر جهود الجميع، أسرة ومدرسة وكل الفاعلين الميدانيين من أجل إعادة الثقة للمدرسة العمومية .


أما كلمة السيد النائب الإقليمي للوزارة فقد تركزت على التنويه بالمجهودات التي يقوم بها السيد عامل الإقليم، المواكب لمختلف المشاكل التي يعاني منها التعليم بالإقليم ملفا بملف، وما حضوره في هذا اللقاء إلا دليل على إشرافه وحضوره الفاعل في حقل التربية والتكوين على مستوى الإقليم.


وبخصوص ظاهرة  الهدر المدرسي،  أكد السيد النائب على وجود ترسانة من الدراسات والأبحاث التي شخصت الظاهرة وتطرقت لأسبابها، والمطلوب اليوم، حسب قول السيد النائب، هو البحث عن الحلول العملية بمعالجة هذه الظاهرة وأجرأتها على أرض الواقع، ومن بين هذه الحلول؛ تجربة المدارس الجماعاتية التي تحتاج إلى اهتمام متزايد من أجل الارتقاء بأدوارها وضمان مساهمتها في محاربة هذه الظاهرة، الاهتمام بالبنية التحتية للمؤسسات التعليمية، وبشكل خاص بالعالم القروي، إضافة إلى تكثيف عملية التوعية والتحسيس بأهمية المدرسة.


أما رئيس جمعية مسار للتربية والتكوين، فقد أكد أن الجمعية ارتأت تخصيص أولى أنشطتها لموضوع " الهدر المدرسي والتنمية المحلية "، لما يتحمل به هذا الأخير من أهمية كبرى في تحقيق التنمية المستدامة.


أما الدكتور إبراهيم شداتي فقد انطلق، في معرض تدخله، من التركيز على تحديد المفاهيم الأساسية، مميزا بين الانقطاع والهدر المدرسي، ومؤكدا منذ البداية أن الهدر المدرسي ليس بقدر، كما أن معالجة الظاهرة تحتاج إلى دراسة علمية دقيقية مبنية على إحصائيات تعكس حقيقتها الفعلية، وقد سجل المتدخل وجود مفارقة غريبة، بحيث أن حجم التمويل والاعتمادات المرصودة  لقطاع التعليم لا تعكس حجم الانتظارات والنتائج المطلوبة. وبالتالي فقد أكد على أنه ليس من المعقول إطلاقا أن تصرف خيرات البلاد مقابل نتائج هزيلة تضعنا في مراتب متأخرة تساوي بلدنا مع بعض الدول الافريقية الضعيفة.


كما حاول أن يبين بلغة الأرقام نسب الهدر المدرسي ( الانقطاع + التكرار= الهدر المدرسي )، والتفاوتات الموجودة داخل الجهة بل وداخل النيابة الواحدة والجماعات المنتمية لها بل و داخل مؤسسات الجماعة الواحدة. وكان عرض الدكتور الشداتي فرصة لتقديم مجموعة من الحلول والاختيارات التربوية المجربة لوضع حد لهذه الظاهرة، مع استحضار اهمية انخراط كافة الفاعلين المعنيين، لان وزارة التربية الوطنية غير قادرة لوحدها على التصدي لهذه الآفة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-