وقد تمت الدراسة بإشراف وتوجيه من المنسقية الجهوية لمراكز الاستماع والوساطة المدرسية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز . وقد سجلت المؤسسات التابعة لنيابة مراكش نسبة 84.38 في المائة من نسب العنف المسجلة بالمؤسسات الثانوية بصنفيها في الجهة بكاملها، وهي نسبة عالية تقتضي مقاربة شمولية في التدخل لمعالجتها . كما أن هذا الرقم يفوق النسب الخاصة بالنيابات الخمس الأخرى مجتمعة بالجهة حيث نجد بالصويرة 5.98 في المائة، والقلعة 4.82 في المائة، وبالحوز 1.90 في المائة، وبالرحامنة 1.73 في المائة، وبشيشاوة 1.16 في المائة.
وقد أنجزت الدراسة في الفترة ما بين 10شتنبر 2012 و 10فبراير 2013( الأسدوس الأول من الموسم الدراسي ) بهدف التعرف على مساحات العنف بنيابات الجهة، من أجل إعداد استراتيجية جهوية للتصدي للعنف في الوسط المدرسي،وظهر بالملموس أن نيابة مراكش تحتل أيضا المرتبة الأولى في نسبة العنف بالمستوى الابتدائي ب51.81 في المائة تتبعها القلعة ب16.56 في المائة ثم باقي النيابات بنسب متدنية.
أما عن مراتب أنواع العنف في هذه الدراسة ؛ فيأتي السب والشتم، ثم التخريب في المراتب الأولى، ثم الضرب بدون جرح ثم التهديد ثم التحرش الجنسي ثم الضرب بالجرح ثم الضرب بسلاح كأدنى نوع.وعلى ضوء هذه الدراسة تم مؤخرا تأسيس مرصد جهوي للعنف المدرسي احتضنته مدينة الصويرة . ومن الملاحظ أن السلطات العمومية والتربوية أخذت هذه الظاهرة على محمل الجد حيث سجل انخراط كافة المتدخلين...لأن الجميع أصبح واع بضرورة محاصرة الظاهرة لكي لا تنتج المظاهر التي تتناقلها وسائل الإعلام عن إنعدام الأمن في المدن والقرى المغربية . كما أن المتتبع يستنتج أن البرامج والحملات المنجزة في طار مشاريع المؤسسات بالجهة والتوعية" الفوقية" بجدوى التربية على المواطنة وترسيخ القيم الايجابية لم تؤتي أكلها في ظل تفاقم الظاهرة ليس فقط على مستوى هذه الجهة بل على المستوى الوطني .مما يفرض المعلجة البنيوية للوضع داخل المؤسسات من مداخل متنوعة لابد من الانكباب عليها بكل مسؤولية .
عبد الرحيم الضاقية